قصص اطفال مكتوبة هادفة قصيرة pdf قصة السمكة لؤلؤة
احباب الأطفال الحلوين نقدم لكم اليوم قصة السمكة لؤلؤة وهي من سلسلة قصص اطفال مكتوبة و هادفة و قصيرة و pdf أرجو أن تنال اعجابكم.
قصص اطفال هادفة قصيرة مكتوبة
في أعماق المحيط الأزرق الواسع، كانت تعيش سمكةً صغيرةً تُدعى "لؤلؤة".
كانتْ لؤلؤة تسبحُ كلَّ يوم بجانبِ عائلتها بينَ الشَّعابِ المرجانية الملوَّنة والأسماكِ اللامعةِ التي كانتْ تُزيّنُ قاعَ البحرِ.
وفي يوم من الأيام، بينما كانت لؤلؤة تسبحُ بعيدًا عن عائلتها، انجذبت إلى شعاع الشمس الذي كان يخترقُ الماءَ ويُلوّنُ القاع بضوء ذهبي جميل.
غاصتْ لؤلؤةُ في أعماق المحيط، تُلاحقُ ذلكَ الشُّعاعَ اللامع، وكلّما تقدَّمَتْ في السّباحة، كانتْ تبتعد أكثر عن عائلتها دون أن تدري.
بعد وقت طويل، توقفتْ لؤلؤة وأخذَتْ تنظرُ حولها، لم تعد ترى الشّعابَ المرجانية المألوفة، ولا العائلة ولا أصدقاءَها الذين كانت تسبح معهم في تلك اللحظة، أدركَتْ لؤلؤةً أنها ضاعت ثمَّ خيَّمَ عليها ظلامُ المحيط الكبيرِ والواسع، ولم تعد تعرفُ الطريق للعودة إلى بيتها، وبدأ قلبها الصغيرُ ينبضُ بالخوف.
شعرَتْ لؤلؤة بالوحدةِ الشَّديدة، وأخذَتْ تُفكِّرُ: "كيف سأعودُ إلى عائلتي؟ هل سأظل هنا في هذا المكانِ المُظلم إلى الأبدِ؟"
كانتْ دموعها تنسابُ مثل لآلى صغيرةٍ تُلمعُ في الماء.
حاولَتِ السّباحةَ في اتجاهات مختلفة، لكنَّها لم تكن تعرفُ الطريقَ الصَّحيحَ، وكلَّما سبحتْ، شعرَتْ بأنَّ المسافة بينها وبينَ بيتها تزداد.
وفجأةً، ظهر أمامها ظل كبير يتحرك ببطء.
خافت لؤلؤةُ في البداية، لكنَّها حينَ، اقتربَتْ، رأتْ أَنَّهُ كانَ سلحفاةً بحريةً ضخمةً تُدعى "سلحوفة".
كانتْ سلحوفة حكيمةً، وقد رأتْ لؤلؤةً وشعرَتْ بحزنِها، فتقدَّمَتْ إليها بلُطف وقالتْ: "ما بكِ يا صغيرة؟ لماذا تبدين حزينةً وخائفةً؟"
نظرَتْ لؤلؤة إلى سلحوفة بعينيها اللامعتين وقالت بصوت مرتجف: "لقدْ ضعتُ، ولا أعرفُ كيف أعود إلى عائلتي. أنا خائفةً جدًا".
ابتسمت سلحوفة بحنان وقالت: "لا تقلقي، يا عزيزتي، كلنا قد نضيعُ أحيانًا، ولكنَّ المهم أن نجد الطريقَ الصَّحيحَ. سأكونُ معكِ، وسأساعدكِ على العودةِ إلى عائلتِكِ".
بدأت سلحوفة تسبحُ بجانبِ لؤلؤةً، وكانت تحكي لها قصصًا عن مغامراتها في المحيط وكيف أنها واجهَتْ الكثير من المصاعب ولكنها كانتْ تتغلب عليها بالصبر والشجاعة.
وعندما وصلَتْ لؤلؤةً إلى بيتها، شعرَتْ بفرحةٍ كبيرةٍ تغمرُ قلبها.
نظرَتْ إلى سلحوفة وقالت لها : " شكرًا لك يا سلحوفة لولاك لما استطعتُ العودة إلى عائلتي".
ابتسمَتْ سلحوفة وقالتْ: "لا بأسَ يا لؤلؤة، في بعض الأحيانِ، نحتاج إلى مساعدة الأصدقاء لنعبر الأوقات الصعبة.
وتذكري: مهما شعرت بالخوف أو الضياع، سيكون هناك دائمًا مَن يُساعدُكِ".
وعندما عادَتْ لؤلؤة إلى عائلتها احتضنتها أمها وقالت: "أينَ كنتِ يا لؤلؤة؟ كنا قلقين عليكِ".
أجابَتْ لؤلؤةُ بصوتٍ مليء بالحبّ: "لقد ضعتُ، لكنَّ سلحوفة ساعدتني في العودة.
لقد تعلمتُ أنَّني لا يجب أن أبتعد وحدي، وأنَّ الصَّداقة يمكن أن تُنقذنا من أكثر اللحظاتِ خوفًا".
وعاشَتْ لؤلؤة حياةً مليئة بالمغامراتِ لكنَّها كانتْ دائما تتذكَّرُ أنَّ المحيط يحمل في أعماقِهِ الخير، مثلما يحمل بعض التّحدياتِ.