قصص حقيقية قصيرة قصة ذات الرداء الأخضر قصة مكتوبة ومصورة
نقدم لكم اليوم قصة من سلسلة قصص حقيقية قصيرة وقصة اليوم بعنوان ذات الرداء الأخضر القصة مكتوبة ومصورة، نتمنى أن تنال رضاكم.
أَمَرَتْ الأُمُّ ابْنَتَهَا الصَّغِيرَةَ أَنْ تَحْمِلَ الْغَدَاءَ وَتَذْهَبُ إِلَى أَبِيهَا فِى الْحَقْلِ؛ لِيَأْكُلَ مِنْهُ وَيُوَاصِلَ عَمَلَهُ. هَمَّتِ الْفَتَاةُ بِالْخُرُوجِ مِنَ الْبَيْتِ وَلَكِنَّهَا عَادَتْ إِلَى أُمِّهَا مَرَّةً أُخْرَى وَهِىَ حَزِينَةٌ.
تَعَجَّبَتْ الأُمُّ وَسَأَلَتْ فَتَاتَهَا: لِمَاذَا أَنْتِ حَزِينَةٌ يَا صَغِيرَتِى؟! فَأَجَابَتْ الْفَتَاةُ: لأَنِّى كُلَّمَا خَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ لا أَجِدُ مَا أَرْتَدِيهِ سِوَى هَذَا الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ.
اعْتَذَرَتْ الأُمُّ لِلْفَتَاةِ عَنْ عَدَمِ شِرَاءِ ثِيَابٍ جَدِيدَةٍ لَهَا لِضِيقِ ذَاتِ الْيَدِ وَلَكِنَّهَا وَعَدَتْهَا بأَنْ يَقُومُ أَبُوهَا بِشِرَاءِ رِدَاءٍ جَدِيدٍ لَهَا بَعْدَ جَنْىِ الْمَحْصُولِ.
قَبِلَتِ الْفَتَاةُ الطَّيِّبَةُ اعْتِذَارَ الأُّمِّ، وَانْطَلَقَتْ إِلَى حَقْلِ أَبِيهَا وَهِىَ سَعِيدَةٌ بِرِدَائِهَا الأَخْضَرَ الَّذِى يُشْبِهُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ لَوْنَ الزُّرُوعِ الْمُثْمِرَةِ فِى أَيَّامِ الرَّبِيعِ.
وَفِى طَرِيقِ عَوْدَةِ الْفَتَاةِ مِنْ حَقْلِ أَبِيهَا قَابَلَتْ صَاحِبَاتِهَا، وَبَيْنَمُا هُنَّ يَمْشِينَ بِالْقُرْبِ مِنْ حَظِيرَةٍ مَهْجُورَةٍ تَعَثَّرَتْ زَمِيلَةٌ مِنْهُنَّ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى وَجْهِهَا، فَأَسْرَعَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ لِمُسَاعَدَةِ صَدِيقَتِهَا.
حِينَذَاكَ سَمِعَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ صَوْتَ رَجُلَيْنِ مُنْبَعِثٌ مِنْ دَاخِلِ الْحَظِيرَةِ.
عَرَفَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ بِذَكَائِهَا أَنَّهُمَا لِصَّانِ غَرِيبَانِ تَسَلَّلا إِلَى الْقَرْيَةِ.
شَعَرَ اللُّصُوصُ بِالْفَتَيَاتِ فَقَرَّرُوا أَنْ يَقُومُوا بِخَطْفِهِنَّ. وَمُسَاوَمَةَ أَهْلِهِنَّ عَلَيْهِنَّ بِالْمَالِ.
وَهُنَا أَنْذَرَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ زَمِيلاتِهَا، وَطَلَبَتْ مِنْهُنَّ مُغَادَرَةَ الْمَكَانِ دُونَ أَنْ يَشْعُرَ اللُّصُوصِ، إِلاَّ أَنَّهُنَّ انْتَفَضْنَ وَفَزِعْنَ وَفَرَرْنَ خَائِفَاتٍ. وَلَمَّا أَدْرَكَ اللُّصُوصُ ذَلِكَ جَرَوْا وَرَاءَهُنَّ حَتَّى لَحِقُوا بِهِنَّ، وَتَمَكَّنُوا مِنْهُنَّ جَمِيعًا، مَا عَدَا ذَاتِ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ الَّتِى انْبَطَحَتْ وَسْطَ نَبَاتِ الْبِرْسِيمِ، فَتَاهَتْ عَنْ أَعْيُنِهِمْ تَمَامًا.
ظَلَّتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ مُنْبَطِحَةٌ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى انْصَرَفَ اللُّصُوصُ بِزَمِيلاتِهَا.
أَسْرَعَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ إِلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَقَالَتْ لَهُمْ: أَيُّهَا الْفَلاَّحُونَ لَقَدْ خَطَفَ اللُّصُوصُ بَنَاتَ قَرْيَتِكُمْ، هَيَّا الْحَقُوا بِهِمْ.
وَمَا أَنْ سَمِعَ الْفَلاَّحُونَ اسْتِغَاثَةَ ذَاتِ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ حَتَّى جَرَوْا مُسْرِعِينَ نَحْوَهَا، وَبِدَوْرِهَا أَشَارَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ لَهُمْ نَحْوَ طَرِيقِ اللُّصُوصِ، فَجَرَوْا حَتَّى لَحِقُوا بِاللُّصُوصِ الأَشْرَارِ دَاخِلَ الْحَظِيرَةِ الْمَهْجُورَةِ، فَانْقَضُّوا عَلَيْهِمْ، وَبِسُرْعَةٍ خَلَّصُوا بَنَاتَهُمْ مِنْ شَرِّهِمْ، ثُمَّ قَبَضَ الْخُفَرَاءُ عَلَى اللُّصُوصِ لِيَنَالُوا مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الْعِقَابِ.
أَشَادَ الْفَلاَّحُونَ بِحُسْنِ تَصَرُّفِ ذَاتِ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ وَبِذَكَائِهَا،وَكَيْفَ أَنَّهَا أَنْقَذَتْ بَنَاتَهُمْ مِنَ اللُّصُوصِ، وَأُعْجِبَ الْعُمْدَةُ بِذَاتِ الرِّدَاءِ الأَخْضَر، وَقَدَّمَ لَهَا هَدِيَّةً فِى صُنْدُوقٍ مُكَافَأَةً لَهَا عَلَى حُسْنِ تَصَرُّفِهَا.
فَتَحَتْ ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَخْضَرَ الصُّنْدُوقَ فَإِذَا فِيهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الثِّيَابِ الْحَرِيرِيَّةِ ذَاتِ الأَلْوَانِ الزَّاهِيَةِ الْجَمِيلَةِ، وَكَانَ مِنْ بَيْنِ الثِّيَابِ ثَوْبٌ أَخْضَرُ اللَّوْنِ مِثْلُ الثَّوْبِ الَّذِى كَانَ سَبَبًا فِى نَجَاتِهَا وَنَجَاةِ زَمِيلاتِهَا مِنْ أَيْدِى اللُّصُوصِ الأَشْرَارِ.