قصة لغز الجدة قصص اطفال مصورة pdf

قصص اطفال مصورة pdf

قصة لغز الجدة قصص اطفال مصورة pdf

اليوم مع قصة جديدة وهي بعنوان لغز الجدة، وهي احدى قصص اطفال مكتوبة ومصورة  pdf نتمنى أن تنال رضاكم.

قصة لغز الجدة قصص اطفال مصورة pdf

هذِهِ هِيَ المَرَّةُ الأولى التي تَغيبُ فيها الجَدَّةُ عَنِ البَيتِ، تَشْعُرُ ياسمينُ بِالشَّوقِ إليها، وَتَعُدُّ الأيَّامَ حَتَّى تَعودَ مِنْ سَفَرِها الطويل.
كلُّ شَيءٍ يبدو مُخْتَلِفاً في غِيابها، أزهارُ الشَّرِفَةِ ذَبُلَتْ وَخَفَّ شَدَاهَا الحُلو، وَالعَصافِيرُ لمْ تَعُدْ تَملَأُ المكانَ بِتَغْرِيدِهَا العَدْبِ، وَالقِطَطْ الأليفةُ إِمَّا حَزِينَةً أَوْ غاضِبَةٌ، أمَّا الحَدِيقَةُ فَتَبدو مُتَجَهُمَةٌ قَلِيلاً.
فَكَّرَتْ ياسمينُ وَهِيَ تَنْظُرُ إلى كُلِّ هذا الشُّحوبِ، وَتَتَسَاءَلُ في داخِلِها عَنْ عَلاقة ذلكَ بِغِيابِ الجَدَّةِ:
هَلْ كَانَ لِلْجَدِّةِ عصاً سِحْرِيَّةٌ مِثْلَ تِلكَ الَّتي عَرَفْنَاها في حِكاياتِها؟
عصاً سِحريَّةً تَلْمِسُ بِها الأَزهارَ كُلَّ صَباحِ فَتَسْتَيْقِظَ مِنْ نَوْمِهَا وَتَرْقُصَ بِأَلْوانِهَا الزَّاهِيةِ، وَتُشيرُ بِها إلى القِطَطِ فَيَدُبْ فيها النّشاط وَتُلاحِقُ خُيوط الصوف في أرجاء المكان.
ربما ... ربما ...
العَصافِيرُ الَّتِي كَانَتْ تَأْتِي كُلَّ صَباحِ، لِماذا خَفَّ حُضُورُها تَدْرِيجِيَّاً مُنْذُ غياب الجَدَّةِ؟
هَلْ اسْتَخْدَمَتِ الجَدَّةُ عَصاها السِّحْرِيَّةَ فِي جَبِها؟
أَمْ أَنَّهَا اشْتَرَتْ لَهَا تَذَاكِرَ سَفَرٍ؟
تَخَيَّلْتُ مَشْهَدَ العَصَافِيرِ بَعْدَ أَنْ تَسْتَلِمَ تَذاكِرَ السَّفَرِ، وَتَأْخُذَ حَقَائِبَها وَتَذْهَبَ إِلى المَطارِ، وَتَقِفَ أَمَامَ مُوَظَّفِ المَطارِ الَّذِي يُنَظْمُها في طابور خاص بِالطُّيُورِ، وَيَبدَأَ فِي فَحص بطاقاتها سامحاً لها بالعُبور.
حمام زاجلٌ شَخْصِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ. تَفَضَّلْ يا سَيِّدي، أَنْتَ فِي الدَّرَجَةِ الأولى.
آه طائرُ الكناري ما أَسعَدَني بِلِقائِكِ اليَومَ! ها هِيَ الأوراقُ جَاهِزَة.
انْظُرُوا مَنْ لَدَيْنَا فِي هذهِ الرَّحْلَةِ عُصْفورُ الزرزور الْمُهَاجِرِ، يا مَرْحَباً بك، سَأَمنَحُكَ مَقعَداً مَجانيّاً غَفَتْ ياسمينُ عَلى هذا الحُلْمِ الجَميلِ، وَهِيَ تُتَمْتِمُ فِي سِرْهَا مُبْتَسِمَةً: هذا لَنْ يَحْدُثُ، لَوْ أَنَّ الجَدَّةَ فَعَلَتْ
ذلِكَ لَكَانَتْ بَعَثَتْ لي أنا أَيضاً تَذاكِرَ سَفَرٍ، أَوْ أَخَذَتْني مَعَها.
في صباح اليوم التالي، اسْتَيْقَظَتْ ياسمينُ مِنْ نَومِهَا، وَمَا يَزالُ السؤال عالقاً في ذِهْنِها نَهَضَتْ مِنْ سَرِيرِها وَصَعَدَتْ إِلى سَطْحِ المَنْزِلِ، وَأَخَذَتْ تَنْظُرُ في كُل الاتجاهاتِ لَفَتَ انْتِباهَهَا طَبَقٌ كَانَتْ تَتَجَمْعُ حَوْلَهُ العَصافيرُ لِتَأْكُلَ فَتاتَ الخُبْزِ، رَأْتِ الطَّبَقَ فَارِغا إِلَّا مِنْ بقايا قِطَعِ خُبْزِ صَغيرَةٍ، وَبِسُرْعَةٍ هَبَطَتْ إلى المطبخ، وَأخَذَتْ ما تَبَقَّى هُناكَ مِنْ بَقايا الطَّعَامِ.
وَعادَتْ بِها إِلى السَّطْحِ لِتَضَعَها فِي الطَّبَقِ الفَارِغ، وَهِيَ تُكَلِّمُ الطيورَ الَّتِي هَرَبَتْ مِنْها لِتَقِفَ في أعلى غُصونِ الشَّجَرَةِ المُجاوِرَةِ: لا تَخَافِي، سَتَأْتِي الجَدَّةُ قَريباً، وَيَعودُ الفَرَحُ إِلى بَيْتِنا، وَتَعودُ كُلُّ رَفِيقاتِكِ مِنَ الطُّيُورِ.
غادَرَتِ السَّطحَ تاركةً العَصافير تأكُلُ بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ، وَهَبَطَتْ إلى الحديقَةِ، رَأتْ أنْ أوراق الأزهارِ قَدْ اصْفَرَّ بَعضُهَا وَتَساقَطَ بَعضُها الآخَرُ ، جَمَعَتِ الأوراق المصفَرَّةَ، وَلاحَظَتْ أَنَّ التَّربَةَ يَابِسَةٌ وَمُتَشَقَّقَةٌ مِنَ الظَّمَاء
وبسرعةٍ مَلَأَتْ دَلوَ الماءِ، وَسَقَتِ الأزهارَ وَمَسَحَتْ بِعِنايَةٍ أوراقها وَهِيَ تَرى فيها حُزناً يُشبِهُ حُزنَها لِغِيابِ الجَدَّةَ، رَبَتَتْ يَاسَمِينُ على بَتلَاتِ الأَزهارِ قائلةً: سَتَأْتِ الجَدَّةُ قَرِيباً، وَسَأَعرِفُ السِّرَّ وَرَاءَ كل هذا.
كانَتْ تَهُمُ بِالخُروج مِنَ الحَدِيقَةِ حِينَ سَمِعَتْ مُواءَ قِطَّةٍ صَغِيرَةٍ فِي فِنَاءِ المنزِلِ، تَظْهَرُ عَلى استحياءٍ مِنْ وَرَاءِ شَجَرَةٍ، تَقَدِّمَتْ نَحْوَهَا وَأَخَذَتْ تُلاعِبُها، وَتَذَكَّرَتْ أَنَّ الجَدَّةَ كَانَتْ تَجمَعُ العِظامَ وَتُعْطيها لِلقِطَطِ، فَأسْرَعَتْ بالذهاب إلى المَطبَخِ وَجَمَعَتْ بَعضَ العِظام.
وَوَضَعَتْهَا فِي الطَّبَقِ الْمُخْصْصِ لَهَا.
مَرْتِ الأَيَّامُ وَيَاسَمِينُ تَفْعَلُ هذا كل يَومٍ، تَضَعُ طَعَامَ العَصَافِيرِ، وَتَسقي الأزهار، وَتُطْعِمُ القِطَطَ وَتُواسِي كُلَّ شَيءٍ حَزين مِثلِها فِي غِيابِ الجَدَّةَ لَكِنَّ سُؤالاً لَمْ يُفارِقُ ذِهْنَهَا، مَا هُوَ السِّحْرُ الذي كانَتْ تَمْتَلِكُهُ الجَدَّةُ لِنَشْتَاقَ إِلَيْهَا جميعاً؟
بَعدَ مُضِي أيام عادَتِ الجَدَّةُ إلى المَنزِلِ، وَالجَميعُ يَتَلَهُفُ شَوقاً للقائها.
راقَبَتْها ياسمينُ فَرَأَتْهَا وَهِيَ تَجمَعُ الأرز للعصافيرِ وَالطَّعامَ للقِطَّطِ، وَتَسقي وُرُودَ الحَدِيقَةِ فَكَّرَتْ ياسمينُ: هَلْ هذا ما كانَتْ تَفعَلُهُ الجَدَّةُ؟
هذا ما كُنتُ أفعَلُهُ أنا أيضاً في غيابها!
أجل أجَلْ رُبَّما لهذا عادَتْ الرّوحُ إلى الحَدِيقَةِ، وَالعَصافير بدأت تتكاثرُ تَدريجيّاً، والقطط صارَتْ أكثرَ مَرَحًا حَتَّى قَبلَ أَنْ تعودَ الجَدَّةُ نَعَمْ، لَقَدَ حَدَثَ هذا، لكن ما يَزالُ هُناكَ شَيءٌ ناقص، شَيءٌ ما لا أعرف ما هو، لا بد أن أسألَ الجَدة هذا المساء.
في المَساءِ وَبَينَما تَجَمَّعَ الأهلُ حَولَ الجَدَّةِ، بدأتْ تَحكي لَهُمْ بَعضَ حِكايات سفرها، بالإضافة إلى حكايات أخرى كانَتْ مِنْ نَسْجِ خَيَالِها فَكَّرَتْ بِاسْمِينُ أنَّها كانَتْ قَدِ اسْتاقَتْ جِداً لِحِكاياتِ الجَدَّةَ، رُبما هذا هُوَ ما كَانَ يَنقُصُ عالم البيت في غِيابِ الجَدَّةِ، الحكايات!
تبادر إلى ذهنِ ياسمين خَيالٌ جَميلٌ، وَالعَصافيرُ تَنتَظِمُ في طابورٍ أَمَامَ مُوَظَّفِ المَطارِ، وَالْمُوَظَّفُ يَفحَصُ بِطَاقَاتِها سامِحاً لَها بِالعُبور.
بَقِيَتْ ياسمينُ شارِدَةَ الذّهنِ لِلحظاتٍ، قَبلَ أَنْ تَسْمَعَ صَوتَ أُمِّهَا وَهِيَ تُخاطِبُ الجَدَّةَ: لَقَدْ قَالَتْ يَاسَمِينُ إِنَّ لَدَيْها لُغْزاً تُرِيدُ أَنْ تَسَأَلَكِ عَنْ حَلْهِ
قَالَتْ إِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِغِيَابِكِ.
التَفَتَتِ الجَدَّةُ إلى ياسمين وَسَأَلَتْ ما الَّذِي كُنْتِ تُريدين أن تسألي عَنهُ يا صَغِيرَتي؟
ابْتَسَمَتْ ياسمينُ وَقَالَتْ: لَقَدْ وَجَدْتُ الجواب يا جدتي، إنَّما أُرِيدُ أَنْ أَحْكِي لَكُمْ حِكَايَةً !

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال