كيفية حفظ القرآن وكيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ مهارات تربوية في تحفيظ القرآن

كيفية حفظ القرآن وكيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ مهارات تربوية في تحفيظ القرآن


كيفية حفظ القرآن وكيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ مهارات تربوية في تحفيظ القرآن الفصل الأول

ننشر مقالات من كتاب كيف نحبب القرآن لأبائنا للدكتور سعد رياض، وهو كتاب مهم في تعليم الآباء والمربين مهارات تربوية في كيفية حفظ القرآن.

مهارات تربوية في تحفيظ القرآن

الأبناء أمانة من الله تعالى يمنحها لمن يشاء وقتما شاء، ويمنعها عن من يشاء بقدر وحكمة. وهذه الأمانة تحتاج إلى الرعاية الدائمة، وإلى التربية والتعليم القائمين على أسس صحيحة. ولهذا ينبغي أن يتعلم كل مرب كيف يعطى لهذه الأمانة حقها؟ ويتعلم كل جديد من الأدوات والوسائل التي بها يتأكد من أداء مهمته حتى يحقق أسمى النتائج.

ومن المهام التى تحتاج إلى حرص شديد واهتمام بالغ من كل مرب هي البحث عن أفضل الطرق لتعليم الأبناء القرآن الكريم.

فتعليم القرآن أصل من أصول الإسلام فينشأ الأولاد على الفطرة وتسير إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال.

ولقد عرف الصحابة أهمية حفظ القرآن وأثره في نفوس الأبناء فانطلقوا رضوان الله عليهم يعلمون أبناءهم القــرآن استجابة لتوجيهات النبي ، فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنهما عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه أحمد].

وبالتالي فإن تعليم القرآن الكريم يعطى للإنسان صفة الخيرية ولاسيما إذا كان هذا التعليم والعطاء مخصص لمن تعولهم، وفي نفس الوقت عندما يتم التعليم بصورة جيدة تحبب الأبناء في القرآن الكريم.

فالتعليم القائم على أسس صحيحة يصل بالأبناء إلى حب القرآن الكريم ويضيف إليهم قدرات في الذاكرة والفهم والإدراك.

هذا المنطلق يعد حفظ القرآن الكريم من أهم الأعمال وأفضلها لدى الأبناء، ولكن بشرط أن يكون حب الأبناء للقرآن يسبق حفظه، لأن حفظ القرآن من غير حب لا يفيد ولا ينفع، أما حب القرآن مع حفظ ما تيسر منه يضيف للأبناء الكثير من القيم والأخلاق والصفات الجيدة.

وفى هذه الأطروحة البحثية سوف يجد كل مرب الإجابة على التساؤلات التالية

ما هى أفضل الوسائل فى تحفيظ القرآن الكريم للأبناء؟

ما هي المقدمات والخطوات التي تتبع حتى يحب الأبناء القرآن؟

وما هى المعوقات التي تحدث أثناء تعليم الأبناء القرآن؟

وكيف يمكن التغلب عليها ؟

كيف أختبر حب الأبناء للقرآن الكريم؟

وغيرها من الموضوعات المتعلقة بمهارات المربي في كيفية حفظ القرآن الكريم للأبناء وحبهم له، والتي تشغل تفكير المربين والباحثين والتربويين.

فنسال الله تعالى التوفيق والسداد.

الفصل الأول

يعد تحفيظ القرآن الكريم للأبناء وتعليمهم له من المهام السامية في الحياة، ولكن بشرط أن يتحلى المعلم أو المربى بالتراث الثقافي، والمعلومات التربوية التي تساعده على أداء رسالته وتحقيق مهمته على أفضل وجه.

وينبغى عليه أن يتسلح بالمهارات التي توفر له السبل لتحقيق هدفه دون إحداث خسائر أو أضرار في نفسية الأبناء أو في المجتمع بصفة عامة.

وفيما يلى أهم هذه المهارات أو المعايير التربوية.

البيت القدوة

يعد البيت هو المحضن الأول الذى ينمو فيه الطفل، ويتغذى منه ويترعرع فيه، فإن كان محضنًا جيدًا، فتوقع منه غرسًا طيبا وثمارًا شهية، وإن كانت بيئة سيئة تحيط بها كل الآفات والملوثات فبلا ريب سوف يلحق الضرر والسوء بكل ما فيها، بل أكثر من ذلك تنتقل العدوى إلى كل من يقترب منها.

ولذلك إذا أردت أن تحبب ابنك في القرآن الكريم، اجعل بيتك قدوة ومثالاً طيبا لمن يتعامل مع القرآن الكريم، حيث الاحترام الفطرى للقرآن والقرآن عندما يذاع فى البيت يكون بصوت جميل وهادئ، ولا يكون بصوت أعلى مما يحتاجه السامع حتى لا يؤذى الآخرين، وإذا وجدت سلوكيات تتنافى مع ما جاء به القرآن الكريم وجدت البيت من غير تردد ينفذ أوامر القرآن بغير تشدد أو عصبية تسبب العديد من المشكلات للأبناء فيما بعد.

وبهذا المنطق فحب الأبناء للقرآن الكريم يكون مرتبطا ارتبطا كبيراً بطبيعة البيت وأسلوبه وهل هو فعلاً بيت قدوة؟

أم أنه في مسار عملی وسلوکی مختلف تماما عما يقوله من تعليمات نظرية وفى هذا المحور يوجد العديد من النماذج منها:

النموذج الأول:

وهو البيت الذي لا يبالي بالقرآن الكريم ولا يقرأ فيه، ولكن عندهم مبدأ أن تحفيظ الأبناء للقرآن الكريم من الأمور المهمة لهم، فيحرصون على إلحاق أبنائهم بحلقـات القـرآن ليحفظوه ويتعلموه، وينسون أنفسهم من هذا الفضل.

وبالتالي لا يعد هذا البيت قدوة صالحة لكى يحب الأبناء القرآن الكريم أو يرتبطوا به.

النموذج الثاني :

وهو البيت الذى يأخذ تعليمات الإسلام بعسر وليس بيسر، ويقف على بعض القضايا الشرعية ويحرص عليها بعصبية، ويتشدد فى هذه القضايا حتى تتحول العلاقة بينهم إلى علاقة محاطة بالتوتر والانفعال الشديد.

وينتشر هذا التوتر في البيت وبين الأبناء، ويتعصب الآباء فى حرصهم على تعليم الأبناء القرآن بطريقة لا تتفق مع نموهم وخصائصهم وقدراتهم وميولهم فتحدث بعدها العديد من المشكلات التي تعوق وصول حب القرآن الكريم إلى قلب الأبناء.

النموذج الثالث :

وهو البيت الذي نسى القرآن فنسيه ووضع البديل له ما جد من الأغانى والموسيقى التي بتشجيعه لهـا يغرس حبها في أبنائه بقصد أو بغير قصد، ويجعلهم فيما بعد رسل لنشر هذه الرسالة بين أصدقائهم والمحيطين.

وبالتالي يعد هذا النموذج قدوة سيئة تعوق انتشار حب القرآن في نفوس الآخرين.

النموذج الرابع :

وهو البيت الجيد المعتدل الذي يحب القرآن ويعمل به ويترجم هذا الحب في سلوكياته، حيث توجد تعليمات القرآن الكريم حية بينهم وواقع يعيشونه.

ومنهـا الـرحمـة والتـواد والسكينة، فيشعر الأبناء أن لهذا القرآن فضلاً كبيرًا في انتشار هذه السلوكيات الجيدة والمحببة إليهم، والتي حققت لهم هذه الإشباعات لحاجاتهم الخاصة. وهنا ينمو الأبناء على حب القرآن الكريم.

المربى القدوة

توجد العديد من الوسائل والطرق فى التربية والتعليم، ولكن ما أثبتته التجارب والدراسات أن أفضل وسيلة في توصيل المعلومة وتحويلها فيما بعد إلى واقع ملموس هى القدوة العملية.

ولذلك إذا أراد المربى أن يزرع في قلوب أبنائه حب القرآن الكريم ينبغي عليـه معهم أن يكون قدوة عملية لهم.

عندما يريد أن يبدأ تحفيظه فسوف يقول لهم: القرآن الكريم كتاب الله تعالى من حفظه حفظه الله، ومن تمسك به نصره الله، وهذا الكتاب يجعل الشخص طيب النفس وحسن السلوك.

ولكن بعدها يتوقف مستوى التأثير في الأبناء على طبيعة سلوكيات المربى نفسه مع الأبناء، فإن كان المربي يحمـل فـي تصرفاته مع الأبناء ما يعبر على أن من يأمر بتعلم القرآن يكون على خلق قويم، أو يتميز بالقيم الطيبة التى لا توجد لدى غيره، فليعلم أنه بذلك بطريقة تربوية غير مباشرة يساعد على غرس حب القرآن في نفوس أبنائه.

أما إن كانت سلوكياته تتنافى مع ما يأمر به أبناءه، حيث يقول لهم احفظوا القرآن لأنه يقوم السلوك والأخلاق وفي نفس الوقت يأمرهم لا يلتزم بالسلوك الطيب، فسوف يكرهون كل ما يأمرهم به، ومن هذه الأوامر حفظ القرآن الكريم.

ولهذا ينبغي أن يحرص المربى على أن يكون قدوة صالحة بسلوكياته وليس بأقواله، حتى يحبه الأبناء، وإذا أحبه الأبناء فسوف يحبون ما يجب، فإن كان المربى يحب القرآن الكريم فسوف يحبونه أيضا.

كيف تجعل الأبناء يحبونك؟

يحتاج أن يعلم الآباء أنهم يحبون أبناءهم بالفطرة، ولكن ليس من الضرورة أن يحبهم أبناؤهم بالفطرة، ولكن في الغالب تكون عواطفهم کرد فعل لمقدمات يقدمها الآباء في تعاملهم مع أبنائهم تصل إلى نتائج مقترنة بطبيعة هذه المقدمات.

ولذلك لكي تساعد أبناءك على حب القرآن اجعل أبناءك يحبونك، وإن كنت أنت تحب القرآن فسوف يحبون ما تحب. وفيما يلي بعض الوصايا التي تدعم حب الأبناء لك:

بأن تكون مرتبطا بالله تعالى وتدعوا لهم فيوفق الله تعالى بين قلوبكم ويؤلف بينها.

أن تتعامل مع كل مرحلة على قدرها، وتسير وراء مبدأ عاملوا الناس على قدر عقولهم، فتدخل بذلك بيسر إلى قلوبهم.

أن تتعامل معهم بناء على نظرية الفروق الفردية، حتى لا تكلف شخصاً أكثر من طاقته أو فوق قدراته.

ان تنوع أسلوب التوجيه والإرشاد حتى لا يمل الأبناء من التعليم والتربية.

أن تستخدم العقاب بمنع الثواب أو تأجيله أفضل من الإهانة، حتى يتمسك الأبناء باحترامهم لذاتهم، فيسهل عليهم احترامك.

أن تفهم طبيعة ميولهم ومواهبهم، حتى تخاطب كل واحد منهم من المدخل الصحيح لشخصياته.

ان تحرص على صداقتهم، والتعامل معهم من منطلق التربية، وليس من منطلق أنك صاحب فضل عليهم في إطعامهم وتوفير لهم المسكن والملبس، الذى يجبرهم فيما بعد على طاعتك دون نقاش.

أن تزرع فيهم الثقة بالنفس حتى يكونوا أسوياء نفسيا. وبالتالي يكونون قادرين على الحب والعمل، والذي تنال منه قسطًا طيبًا فيما بعد.

أن تبحث عن معوقات السعادة والاستقرار لك ولأبنائك، ويكون شعارك في الحياة الوقاية خير من العلاج فتحرص على منع حدوث الأسباب التي تسبب المشكلات للأبناء وتقيهم شرها.

أن تشعر الأبناء بحبك لهم، وأن تعبر عن ذلك عمليا ولفظيًا بأن تقول لهم إنك تحبهم أكثر من مرة في اليوم.

إلى هنا انتهى هذا الجزء من مقال كتاب كيف نحبب القرآن لأبائنا للدكتور سعد رياض، وهو كتاب مهم في تعليم الآباء والمربين مهارات تربوية في كيفية حفظ القرآن.

اقرأ أيضا

كيفية حفظ القرآن الجزء الأول

كيفية حفظ القرآن الجزء الثاني

كيفية حفظ القرآن الجزء الثالث

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال