تربية الأبناء الاستعداد للأمومة للفتيات في سن الغضاضة

تربية الأبناء الاستعداد للأمومة للفتيات في سن الغضاضة


تربية الأبناء الاستعداد للأمومة للفتيات في سن الغضاضة

اليوم مع مقالة مهمة في تربية الأبناء وهي عن الاستعداد للأمومة لكل الفتيات الصغيرات اللاتي في سن الغضاضة أي بين 12 إلى 20 سنة، والتى لابد أن يكن أمهات المستقبل.

أهمية الأمومة

أهمية الأم للطفل لا تضاهيها أهمية أخرى ، فالأم هي رفيقة الطفل الدائمة ، وهي التى تعتنى به وتربيه وتهذبه في السنوات العشر الأولى من حياته على الأقل ، ثم يمد الأب يد المساهمة في الاهتمام بالولد ، ولكن حتى إلى مدة طويلة بعد ذلك تبقى الأم مرشدة الولد ومشيرته وأمينة سره الرئيسية .

ومع أننا نقول الابن سر أبيه ، فإن ما تعرفه الأم وما هي عليه من أخلاق هما حقيقة ما يقرران ما سيكون عليه الأبناء في المستقبل، ولهذا إذا كان لابد من أن نتسامح في بعض تقصير الأب وضعفه فإنه من الضروري اللازم أن نختار للطفل أما هي من حيث الكمال أفضل ما يمكن أن نختار.

الاستعداد المبكر

إنها لمسؤولية عظمي تقع على عاتق الأم ، ولكن علينا نحن الأمهات أن لا نتهرب من المسؤولية ، بل نبذل كل جهد لنقوم بها خير قيام، متيقنات أن الواجب الأول والأهم على الأم هو أن تولي أولادها أفضل عناية حكيمة ممكنة.

وبما أننا نشعر بالنقص العظيم في استعدادنا المبكر للأمومة ، فإنه يسهل علينا أن ندرك أهمية هذا الاستعداد ، فنبدأ منذ الآن بإعداد بناتنا وتدريبهن التدريب اللائق حتى متى أصبحن أمهات يكن متحليات بالمعرفة والتدريب اللذين لم يتسنى لنا نحن الحصول عليهما.

علينا أن نعلم الابنة وظائف الأعضاء في الجسم وتركيبه وأقسامه والتدابير الصحية ، وذلك لكي تتمكن من العناية بجسمها عناية حكيمة وتحفظه في حالة سليمة .

ليس فقط لأن ذلك يعود عليها بالعافية في حياتها، بل لأنه يمكنها في المستقبل من القيام بواجب الأمومة ، وأن وتلعب دورها جيدا في المساهمة في سلسلة الحياة.

على الابنة أن تتعلم باكرا فن إدارة البيت ، والقيام بأعمال البيت ، فتكون وقد ثارت رغبتها لأعمال البيت المساعدة لأمها ، فيصبح الطبخ وترتيب المنزل أمورا مألوفة لديها .

كما أنها تتقن جيدا طهي الطعام بطريقة صحية ، والاهتمام بالأمور الصحية البيتية فيما يتعلق بها شخصيا وبأفراد عائلتها.

وعندما تبلغ سن الإدراك والمراهقة تقدم لها الإرشادات عن حالتها الجسدية التى تؤثر ليس فقط في صحتها بل أيضا في صحة وسعادة أبنائها.

وليس من دافع أشرف وأنبل من هذا الدافع الذي يحث الفتاة على حفظ جسدها سليما حبا بأولئك الذين سيدعونها يوما ما “أمي”.

تحتاج بناتنا لحمايتهن أمورا كثيرة في هذه الأيام ، ولكن أفضل هذه الأمور على الابنة أن تدرس جيدا بناء ذلك القسم من جسمها الذي يجهله معظم النساء ، وبذلك تزداد احتراما لكيانها الجسمي ولواجباتها نحو نفسها.

الاستعداد الخاص

يجدر بالابنة وهي في سن الغضاضة أي بين 12 إلى 20 سنة أن تضيف إلى الدروس المتعلقة بتدبير المنزل تدريبا عمليا في العناية بالطفل ، وذلك سواء أكان لها في المستقبل أولاد أو لا.

ولنا الأمل أنه سيأتي الوقت الذي تعطي فيها كل فتاة في المدرسة الثانوية شيئا من هذا التعليم والتدريب ، ولكن إلى الآن لا تزال الأمومة وهي أهم عمل يطلب من الفتاة متروكا ومهملا عند أكثر الناس ، حيث يقوم به أحيانا أولئك اللواتي لم يتدربن عليه مطلقا أو بعض التدرب القليل اعتقادا منهم أن غريزة الأمومة كافية لأن تكفلا النجاح في هذا العمل.

وكما أنه لا يمكن إتقان مهارة الخياطة مثلا دون تدريب خاص هكذا لا يمكن المرأة أن تصبح أما لائقة ناجحة دون تدريب خاص أيضا.

إن النجاح في هذا العمل العظيم وهو تربية الأولاد لا تكفيه حالة متوسطة بل يحتاج إلى الأفضل والأعلى.

وبما أن الأمومة هي مصير كل البنات تقريبا ، ولا نعلم من يشذ عن هذا المصير ، فإنه يجب ألا يكون في نسق الدروس موضوع أهم من هذا الموضوع وهو إعداد البنات للأمومة الناجحة.

الاستعداد الجسدي

إنه أفضل للطفل أن تكون أمه المستقبلة من اللواتي مارسن الحياة الرياضية البدنية ، وأن تكون من اللواتي تعودن الحياة في الهواء الطلق ، وتمرن على المشي والسياحة واللعب وجعلن هذه الأمور جزءا من برنامجهن الصحي.

وأن تكون من اللواتي نما جسدهن وقويت عضلاتهن ولمعت أعينهن ، فامتلأن صحة ونشاطا.

على الابنة التى تستعد للأمومة أن تستفيد من الحياة الصحية التى تبلغ بها إلى المستوى الأعلى.

ومتى اجتازت سن الغضاضة أي دخلت في العشرين من عمرها وحان زمن التفكير بالزواج تستمر في الرياضة البدنية لكي تحتفظ بالقوة والنشاط اللذين اكتسبتها في السنين السابقة.

وإذا كان عملها يقتضي بقاءها داخل جدران المكتب أو المدرسة فإن عليها أن تحاول جهدها للقيام بتمرين رياضي كالمشي والسباحة ولو كان مرتين فقط في الأسبوع .

فتشعر أن القيام بهذا التمرين – على الرغم من ضغط الأعمال والواجبات في المكتب – أمر هي مدينة به ليس فقط لنفسها بل للأولاد الذين سينعم الله بهم عليها.

وبعد أن تتزوج ويصبح لها عائلة خاصة بها عليها أن تستمر في نشاطها الجسدي المنتظم الذي من شأنه أن يحفظ صحتها وقوتها وجمالها وذلك حبا بطفلها.

وهكذا تصبح رغبتها في أن تكون جميلة ليس أمرا أنانيا بل للغير ولحب الآخرين والعمل الفعال في التضحية.

فأما كهذه عندها رغبة في فهم المبادئ الأساسية للطعام الصحي وكل الأمور التى من شأنها أن تحفظ صحتها ومستمرة في العمل فإنها سوف تعطي طفلها بلا شك قبل ولادته وبعدها أهم شيء ينفعه في هذه الحياة.

فلنساعد الطفل كلنا على اختيار أم له حكيمة تقود دفة حياته في السنين الأولي.

الانتظار

وأخيرا يرسل الله تعالى لها بشارتها المفرحة أن طفلا جديدا في طريقه للقدوم إلى هذا العالم ، وتواجه الأم الحقيقة أن حياة جديدة ستظهر .

وأن عليها أن تقوم بمسئولية الاهتمام به، فماذا يجب عليها أن تفعل في هذه الحالة وقد ألقيت عليها هذه المسؤولية الجديدة؟

ومهما تكن قد قصرت في الأشهر الماضية ، فإنه يترتب عليها أن تولي هذا الطفل الجديد الذي ينمو تدريجيا في مهده عناية خاصة واهتماما تاما في الأشهر التسعة قبل قدومه، وذلك لكي تتوافر له كل الإمكانات الضرورية لنموه النمو اللائق.

وقد يحدث أن تشغل مهام الحياة ومشاكلها الأم عن الاعتناء بنفسها أو قد تنشغل عن صحتها الجسدية بخدمة الآخرين، ولكن في هذه الأشهر التسعة التى تسبق قدوم الطفل يجب ألا تشغل الأم عن نفسها شاغل بل توجه الاهتمام الكامل لصحتها وراحتها حبا بطفلها القادم.

الراحة

من الأمور الجوهرية أن توفر العائلة للأم كل الأسباب التى تسهل لها الراحة ، على أن ذلك لا يعنى أنه يجب عليها أن تنقطع عن العمل تماما .

بل يمكنها أن تقوم بواجباتها في البيت إذا كانت تلك الواجبات لا تقتضي إجهادا شديدا، إنما يجب أن تطول راحتها في الليل ، فعوضا عن أن تنام ثماني ساعات يجب عليها أن تنام تسعا على الأقل أو أكثر إذا شعرت بالحاجة إلى ذلك.

ويجب إبعاد كل ما يثير القلق والاضطراب عن نظر الأم وسمعها وذلك لكي تبقى مرتاحة البال هادئة الأعصاب ، لا ينكر أن هذا الأمر صعب تحقيقه على الدوام ، إنما على الأم أن تسعى جهدها إلى ذلك وتضع نفسها تحت عناية الله الذي وعد الأمهات بعنايته الخاصة.

أقرأ أيضا هذه القصص

قصة الأرانب الكسولة

قصة بذرة التفاح

قصة الجرة العجيبة



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال