من فضائل الاخلاق مع قصة الصديق الناصح
نبدأ من اليوم في عرض سلسلة قصصية عن فضائل الاخلاق واليوم مع قصة بعنوان الصديق الناصح وهي قصة مكتوبة نتمنى أن تنال رضاكم.
ذات يوم، قال لنا معلّمنا في الفصل: اعلموا – يا أولاد أنّكم جميعًا أصدقاء، يحبّ بعضكم بعضًا كثيرًا، وأنا شاهد على ذلك منذ ثلاث سنوات؛ لم أرَ أحدًا يسيء إلى أحد؛ ولم تحدث أدنى خصومة بينكم، أود أن أوضح لكم قرارًا فكرتُ في تطبيقه في الفصل منذ زمن طويل؛ توقفوا خمس دقائق عن العمل، واستمعوا إلي؟
أثار قرار معلّمنا فضولنا جميعًا؛ فتركنا الأقلام التي بأيدينا، واستندنا إلى الخلف منصتين؛ وواصل معلمنا حديثه قائلا:
– ذكرت لكم أن كلا منكم صديق عزيز لأصدقائه؛ وأنا أريد أن يختار كلّ منكم واحدًا من الفصل ليصبح صديقه الناصح، إن هذا القرار صعب جدا، أليس كذلك؟
إسماعيل: ماذا تعني بالصديق الناصح يا أستاذي؟
تابع قصة الصديق الناصح
– الصديق الناصح يتميز عن الآخرين بأنّه إذا رأى خطاً فسينصحكم في الوقت والمكان المناسب سواء في المدرسة أم في الحياة اليومية.
کمال :حسنًا يا أستاذي وهل عليَّ أن أكون صديقا ناصحًا لـ «صديقي الناصح»؟
كلا، هذا ليس شرطًا ؛ فمثلا إذا اخترت عليا ليكون صديقك الناصح يمكن أن يكون نوري صديقه الناصح؛ فالتبادل ليس شرطًا، المهم أن نأخذ بنصائح من سيصبح صديقنا الناصح، وننبهه أيضًا بلغة مناسبة وفي مكان مناسب؛ ولا تسيئوا
الفهم، فلا تبحثوا عن أخطاء بعضكم ، وعيوبهم، بل إن كان أصدقاؤكم يخطئون جهلًا أو سهوًا، فانصحوهم، ولا تقتصر وظيفة الصديق الناصح على هذا فقط؛ بل عليكم أن تسألوا عن أحواله دائما، وإن كان لديه مشكلة فابحثوا عن الحلّ معًا، هكذا تتغلبون على مشكلاتكم.
إسماعيل: أحببتُ هذا الأمر كثيرًا؛ واختياري لصديقي الناصح لن يكون صعبًا، فأصدقائي كلّهم يمكن أن يكونوا هكذا.
فاطمة : معذرةً يا أستاذي أيمكن أن نوضّح لصديقنا الناصح مشکلاتنا التي لا يعلمها أيضًا؟
– ولِمَ لا؟ فأنتم لا تجتمعون على مدار اليوم؛ فيمكنكم ذلك؛ في الواقع هذا أيضًا من واجباته.
وفي الدرس التالي اختار كل واحد منا صديقه الناصح؛ فأصبح لكلّ شخص في الفصل صديقًا ناصحًا يخبره بأخطائه العارضة في الوقت المناسب، ويسمع آلامه، لكن هناك شيئًا علق بذهني؛ تُرى هل كان لمعلّمنا أيضًا صديق ناصح؟