قصة من لا يعمل لا يشرب من افضل القصص للاطفال القصة مكتوبة ومصورة و pdf
عدنا إليكم بعد فترة انقطاع مع قصة جديدة بعنوان من لا يعمل لا يشرب وهي من افضل القصص للاطفال ، القصة مكتوبة ومصورة ويوجد منها نسخة بصيغة pdf سهلة التحميل من الموقع.
أولا : قصة من لا يعمل لا يشرب مكتوبة:
كانَتْ إحدى الغابات الكبيرة، كَثيرةَ الأَشجار والأعشاب.
وَفِي وَسَطِ الغَابَةِ نَبْعُ مَاء غَزِيرٌ، تَشْرَبُ الحيوانات من مائه الصافي، وَتَغْتَسِلُ به.
وَكَانَتْ تَعيش في الغابة حيواناتٌ كَثيرَةٌ كَالأسود، والنمور ،والغزلان، والفيلة، والزرافات، والقُرود، والأفاعي .
وَكَانَ الأَسَدُ الكَبيرُ مَلَكَ هذه الغابة.
كانَ الأَسَدُ الكَبيرُ ذَكَيَّاً وعادلاً، تحبُّهُ الحيوانات في الغابة. وَكَانَ الأَسَدُ يحِبُّ جَميعَ الحيوانات، ويَحْميها منَ الأَخطار .
وفي إحدى السنوات كانَ فَصْلُ الخريف قاسياً، فَكانَت الرِّياحُ شَدِيدَةَ، فَاقْتَلَعَتْ معْظَمَ الأَشْجار .
وَحينَ جَاءَ فَصْلُ الشَّتاء، لَمْ يَنْزل المَطَرُ، فَتَضايَقَت الحَيَواناتُ منْ ذلكَ
وَلَمّا جَاءَ فَصْلُ الرَّبِيعِ سعِدَتِ الحَيَوَانَاتُ بالأَعْشابِ، مَعَ أَنَّها كانَتْ قَليلَةٌ ولَكنَّ الأَسَدَ كانَ حَزيناً، يفَكِّرُ ما يمْكِنُ أَنْ تَفْعَلَهُ حَيَوانات الغابة بسبب قلة المياه.
دَعَا الأَسَدُ الحَيَوانات إلى اجتماعِ كَبيرِ، وَخَطَبَ قائلاً: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَنْزِل المَطَرُ عَلَيْنا هذا العام، وَلَيْسَ لَدَيْنا ماءً سوى ماءِ النَّبْعِ، وَسَيَكونُ الصَّيْفُ
حاراً، فَماذا تَقْـ حونَ أَنْ نَفْعَلَ؟
تَقَدَّمَ الفيلُ نَحْوَ الأَسَدِ وَقَالَ: أَقْتَرِحُ أَنْ نَحْفِرَ بِرْكَةً كَبيرةً، وَنُحْضِرَ لها الماءَ من النَّهْر القريب من الغابة، ونَمْلَؤُها بالماء، وَنَشْرَبُ مِنْها في فصل الصيف.
فَرِحَ الجَميعُ لهذهِ الفِكْرَةِ، وَبَدَوُوا العَمَلَ بِجِدّ ونَشاط، إلا كَبير النمور ورفاقَهُ، لأَنَّهُمْ كسَالى .
وَقَالَ كَبِيرُ النَّمورِ : إِنَّ مَاءَ النَّبِعِ يَكفينا، وَلَا نرِيدُ أَنْ نَشْرَبَ مَعَكُمْ مِنَ نعكم من البركة.
كانَتِ الحَيواناتُ تحْفِرُ البرْكَةَ وَهِيَ تغنّي. كانَتِ الغِزْلانُ تَحْفَرُ الأَرْضَ بقُرونها القوية والزرافاتُ تَنْقُلُ التّرابَ إلى خارِجِ الحُفْرَةِ.
أَمّا القُرودُ فَكانَتْ تَضَعُ التُرابَ في أَكْياس، ثمَّ تَضَعُها على ظهر الفيلة، التي كانَتْ تَنْقُلُ التُّرابَ إلى خارج الغابة .
وَبَعْدَ شَهْرٍ مِنَ العَمَلِ المُتَواصِلِ تَمَكَّنَتِ الحَيَوَانَاتُ مِنْ حَفْرِ بِرُكَةٍ كبيرة. ثمَّ بَدَأَتْ تَتَعاوَنُ فِي إِحْضَارِ الماءِ مِنَ النَّهْرِ.
وَقَفَتِ القُرودُ في صف طويل أوله عند النهر وآخره عند البركة، وكان كل قرد يَحْمِلُ دَلواً ممتلئاً بالماء، ويعطيه للقرد الّذي يَقفُ بجانبه، حتّى يصل إلى القرد الواقف على رأس البركة، فَيَضَعَهُ فيها .
وَكانَت الفيَلَةُ تَمْلأُ خراطيمها بالماء، وَتُفْرغها داخلَ البِرْكَةِ. وَبَعْدَ أَسْبُوعِ مِنَ العَمَلِ الجَادٌ امْتَلاتِ البرْكَةُ بالماء .
وَجَاءَ الصَّيْفُ بَعْدَ ذلكَ، وَكانَ حَاراً جداً، فَجَفَّ ماءُ النَّبع ، وَعَطشت النُّمورُ كَثيراً، وَلَمْ تَدْر كَيْفَ تَشْرَبُ، بَيْنَما كانَت الحيوانات الأخرى تَشْرَبُ الماءَ وَتَسْبَحُ فيه.
لَمْ تَنْجَحْ مُحاوَلَاتُ النُّمورِ الكَثِيرَةُ في الاقترابِ مِنَ البركة، لأن الأسد كانَ قَدْ وَضَعَ على البركة حراسة مشَدَّدَةً طَوالَ اللَّيْلِ والنَّهار .
حَضَرَ كَبيرُ النُّمور إلى الأَسَد وَقالَ: أَيُّها الأَسَدُ الكبيرُ، تَكادُ التُّمورُ تَموتُ عَطَشاً، وَنَشْعُرُ بِخَطَئِنا لأَنَّنا لَمْ نشارِك في حَفْرِ البِرْكَةِ، وَلَكِنْ نَرْجُو أَنْ تَسْمَحوا لَنَا بالشَّرْبِ مَعَكُمْ.
اجْتَمَعَت الحَيَواناتُ وَتَشاوَرَتْ في أَمْرِ النُّمور، ثُمَّ قَرَّرَتْ أَنْ تَسْمَحَ لَها بالسُّرْبِ مَرَّةً واحِدَةً فِي اليَوْمِ، عقاباً لها .
وأخذت النمور تُفكر في عَمَلِ يُمكنُ أنْ تَحْدِمَ به حيوانات الغابة، لتوافق لَها على الشرب في كلِّ وَقْت .