غزوات الرسول مكتوبة للأطفال غزوة بني قينقاع
موعدنا اليوم مع الغزوة الثانية من غزوات الرسول وغزوة اليوم هي غزوة بني قينقاع ، الغزوة نقدمها للأطفال مكتوبة ، ونتمنى أن تنال رضاكم.
غزوات الرسول غزوة بني قينقاع
بنو قينقاع هم إحدى طوائف اليهود الثلاث الذين كانوا قد استوطنوا في المدينة يثرب قبل الإسلام بزمن طويل فرارًا من اضطهاد الروم لهم في الشام..
وهذه الطوائف الثلاث هي: بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة.
وبعدما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون من مكة إلى المدينة واستقروا بها، عقد الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة سلام وحسن جوار معهم.
إلا أن كثيرًا منهم كانوا ينافقون المسلمين فيظهرون لهم الحب والمودة في الوقت الذي يوالون المشركين في الخفاء، ويبطنون عداءهم وحقدهم الشديد على المسلمين، بل ويتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الدوائر.
ولما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس جيش المسلمين لحرب قريش في بدر فرحوا ظناً منهم ، أن المسلمين سينهزمون.
وما أن علموا بانتصار المسلمين حتى أصابهم الغم والهم وحزنوا حزنا شديدًا.
وعلم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحقيقة مشاعرهم ونواياهم، فجمعهم في سوق بني قينقاع، وقال لهم: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم وتيقنتم أني رسول الله الواحد الأحد.
فقالوا في وقاحة: لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، فهزمتهم وأصبت منهم ما أصبت .. والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس.
فأمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بهزيمتهم الآتية لا محالة، وأن مصيرهم جهنم في قوله تعالى:
(قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغلَبُونَ وَتُحشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئسَ ٱلمِهَادُ) آل عمران : ١٢]
خروج بني قينقاع من المدينة
ومضت أيام قلائل.. وذهبت امرأة مسلمة إلى سوق بني قينقاع تشتري أشياء وحاجات لها، ثم مالت إلى صائغ يهودي لتشتري منه مصاعًا ذهبًا.
وكان هنا بالقرب من الصائغ بعض الشبان اليهود لما رأوها اقتربوا منها وأرادوا أن يسخروا منها، فطلب منها أحدهم أن ترفع الخمار عن وجهها فأبت، فتركها وانصرف.
ثم غافلها شاب يهودي آخر وربط طرف خمارها من أعلى بطرف ثوبها من أسفل ، حتى إذا ما نهضت انكشف جسدها
وظهرت عورتها.
وبالفعل عندما نهضت واقفة ارتفع طرف ثوبها لأعلى وانكشف جسدها، فصاحت.
وسمع صيحتها شاب مسلم كان قريباً من المكان، فسارع إلى نجدتها شاهرًا سيفه، ثم هوى بالسيف على اليهودي فقتله.
ولما رأى اليهود صاحبهم مطروحًا على الأرض، غارقًا في دمائه، جُن جنونهم وسارعوا إلى قتل المسلم.
ثم هَبَّ رجال من المسلمين ليقاتلوا اليهود، ولكن اليهود سارعوا بالفرار وتحصنوا في حصونهم.
و علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر، وتجلى له واضحًا غدر اليهود وخيانتهم وتآمرهم لكشف عورات المسلمين.
فعيّن عمه حمزة بن عبد المطلب أميرًا لجماعة المسلمين ثم أمرهم بمحاصرة اليهود في حصونهم، حتى يخرجوا منها ويستسلموا.
واستمر الحصار خمس عشرة ليلة، إلى أن استسلموا صاغرين وراضين بما يحكم به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وحينئذ تدخل رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، فأخذ بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال سامحهم يا رسول الله.
وكان رجل آخر من المسلمين له عهد مع اليهود مثل عبد الله ابن أبي بن سلول، ألا وهو عبادة بن الصامت، لكنه كان مسلمًا حقا.
لم يقل مثلما قال ابن سلول وإنما قال:
إنني بريء من عهد هؤلاء اليهود، وإنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين.
قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱليَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَولِيَآءَۘ بَعضُهُم أَولِيَآءُ بَعض وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُۥ مِنهُم إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهدِي ٱلقَومَ ٱلظَّٰلِمِينَ) [المائدة : ٥١]
المؤمن عبادة بن الصامت
ونزل في عبادة بن الصامت قوله تعالَى: (وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلغَلِبُونَ) [المائدة : ٥٦] .
ونتيجة لإلحاح عبد الله بن أبي بن سلول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يقتل أولئك اليهود الغادرين قال صلى الله عليه وسلم : هم لك، على أن يخرجوا من المدينة.
وخرجوا من المدينة دون أن يأخذوا شيئًا من أسلحتهم أو أمتعتهم أو أموالهم واتجهوا إلى الشام، وهناك هلك أكثرهم.