كيفية حفظ القرآن ، وكيف نحبب القرآن لأبنائنا الجزء الثالث
اليوم مع الجزء الثالث من سلسلة مقالات كيفية حفظ القرآن، وكيف نحبب القرآن لأبنائنا، للدكتور سعد رياض وهي المقالات التى وردت في كتابه وهو من أهم الكتب التى ننصح بقراءتها، وها نحن نقدمها للقراءة في سلسلة مقالات.
نتمنى أن تنال رضاكم.
والآن نستكمل المقالات بهذا الجزء الثالث من المقالة:
نصائح للآباء للتغلب على مشكلة صعوبة التعلم
تعد صعوبة التعلم من الإعاقات التى ليس للأبناء فيها ذنب، وبالتالي لا يمكن عقابهم على الصعوبة في حفظ القرآن الكريم بسبب ليس لهم في وجوده دخل.
وتشخيص صعوبات التعلم قد لا يظهر إلا بعد دخول الطفل المدرسة، وإظهار الطفل تحصيلا متأخرا عن متوسط ما هو متوقع من أقرانه – ممن هم في نفس العمر والظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية – حيث يظهر الطفل تأخرا ملحوظا في المهارات الدراسية من قراءة أو كتابة أو حساب.
وتأخر الطفل في هذه المهارات هو أساس صعوبات التعلم، وما يظهر بعد ذلك لدي الطفل من صعوبات في المواد الدراسية الأخرى يكون عائدا إلى أن الطفل ليست لديه قدرة على قراءة أو كتابة نصوص المواد الأخرى، وليس إلى عدم قدرته على فهم أو استيعاب معلومات تلك المواد تحديدا.
والمتعارف عليه هو أن الطفل يخضع لفحص صعوبات تعلم إذا تجاوز الصف الثانى الابتدائي واستمر وجود مشاكل دراسية لديه.
ولكن هناك بعض المؤشرات التى تمكن اختصاصى النطق واللغة أو اختصاصی صعوبات التعلم من توقع وجود مشكلة مستقبلية، ومن أبرزها ما يلي:
التأخر في الكلام، أى التأخر اللغوي.
وجود مشاكل عند الطفل فى اكتساب الأصوات الكلامية أو إنقاص أو زيادة أحرف أثناء الكلام.
ضعف التركيز أو ضعف الذاكرة.
صعوبة الحفظ .
صعوبة التعبير باستخدام صيغ لغوية مناسبة.
صعوبة في مهارات الرواية.
استخدام الطفل لمستوى لغوى أقل من عمره الزمني مقارنة بأقرانه.
وجود صعوبات عند الطفل فى مسك القلم واستخدام اليدين في أداء مهارات مثل التمزيق والقص والتلوين والرسم.
وغالبا تكون القدرات العقلية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم طبيعية أو أقرب للطبيعية وقد يكونون من الموهوبين.
أما بعض مظاهر ضعف التركيز، فهي:
صعوبة إتمام نشاط معين وإكماله حتى النهاية.
صعوبة المثابرة والتحمل لوقت مستمر (غير متقطع).
سهولة التشتت أو الشرود، أو ما نسميه السرحان.
صعوبة تذكر ما يُطلب منه (ذاكرته قصيرة المدى).
تضييع الأشياء ونسيانها.
قلة التنظيم.
الانتقال من نشاط لآخر دون إكمال الأول.
عند تعلم الكتابة يميل الطفل للمسح (المحو) باستمرار.
أن تظهر معظم هذه الأعراض في أكثر من موضع، مثل: البيت والمدرسة ولفترة تزيد عن ثلاثة أشهر.
وبالتالى يحتاج المربى أن يتعامل مع مثل هذه المشكلة على قدرها، حتى يعلم القرآن للأبناء الذين يعانون من صعوبة تعلم من غير ضغط أو مشكلات.
وفيما يلي بعض النصائح للآباء لمساعدة الأبناء الذين يعانون من صعوبات التعلم
أولا: تعلم أكثر عن المشكلة
إن المعلومات المتاحة عن مشكلة صعوبات التعلم يمكن أن تساعدك على أن تفهم أن طفلك لا يستطيع التعلم بنفس الطريقة التي يتعلم بها الآخرون. ابحث بقدر جهدك عن المشاكل التي يواجهها طفلك بخصوص عملية التعلم، وما هي أنواع التعلم التي ستكون صعبة على طفلك، وما هى مصادر المساعدة المتوفرة في المجتمع له.
ثانيا: لاحظ طفلك بطريقة ذكية وغير مباشرة
ابحث عن المفاتيح التي تساعد على أن يتعلم طفلك بطريقة أفضل.. هل يتعلم ابنك أفضل من خلال المشاهدة أم الاستماع أم اللمس؟ ما هى طرق التعلم السلبية التي لا تجدى طفلك؟ المفيد أيضا أن تبدى الكثير من الاهتمام لاهتمامات طفلك ومهاراته ومواهبه.. مثل هذه المعلومات هامة فى تنشيط وتقدم العملية التعليمية لطفلك.
ثالثا:علم طفلك من خلال نقاط القوة لديه:
من الممكن أن يعانى طفلك بقوة من صعوبة القراءة، ولكن يكون لديه فى نفس الوقت القدرة على الفهم من خلال الاستماع استغل تلك القوة الكامنة لديه وبدلا من دفعه وإجباره على القراءة التي لا يستطيع إجادتها وتجعله يشعر بالفشل.. بدلا من ذلك اجعله يتعلم المعلومات الجديدة من خلال الاستماع إلى القرآن على شريط كاسيت أو مشاهدة الفيديو، أو الكمبيوتر.
رابعا: احترم ونشط ذكاء طفلك الطبيعي:
ربما يعاني ابنك من صعوبة فى القراءة أو الكتابة، ولكن ذلك لا أنه لا يستطيع التعلم من خلال الطرق العديدة الأخرى.
إن معظم أطفال صعوبات التعلم يكون لديهم مستوى ذكاء طبيعى أو فوق الطبيعي الذي يمكنهم من تحدى الإعاقة من خلال استخدام أساليب حسية متعددة للتعلم .
إن الذوق واللمس والرؤيا والسمع والحركة .. كل تلك الحواس طرق قيمة تساعد على جمع المعلومات.
خامسا: تذكر أن حدوث الأخطاء لا يعنى الفشل
قد يكون لدى طفلك الميل لأن يرى أخطاءه كفشل ضخم في حياته. من الممكن أن تجعل نفسك مثالا لتعليم طفلك من خلال تقبل وقوعك أنت نفسك في الخطأ بروح رياضية، وأن الأخطاء من الممكن أن تكون مفيدة للإنسان..
إنها من الممكن أن تؤدى إلى حلول جديدة للمشكلات وأن حدوث الأخطاء لا يعني نهاية العالم عندما يرى ابنك أنك تأخذ هذا المأخذ وقوع الأخطاء منك أو من الآخرين فإنه سوف يتعلم أن يتفاعل مع أخطائه بنفس الطريقة
مثال: قم بالتسميع أمام الطفل، وإذا حدث خطأ لديك في القراءة، أو فى الحفظ تقبله بصدر رحب.
سادسا: اعترف بأن هناك أشياء سيكون من العسير على ابنك عملها، أو سيواجه صعوبة مدى الحياة فى عملها،
ساعد طفلك لكي يفهم أن هذا لا يعنى أنه إنسان فاشل وأن كل إنسان لديـه أشياء لا تستطيع قدراته عملها .. كذلك ركز على الأشياء التي يستطيع طفلك إنجازها وشجعه على ذلك. مثال على ذلك مستحيل أن يصل الطفل إلى المهارة في حفظه للقرآن الكريم، بأماكن الآيات، أو أرقام الصفحات مثل بعض الأطفال الآخرين الموهوبين في الحفظ.
سابعا: يجب أن تكون مدركا أن الصراع مع ابنك – حتى يستطيع تعلم القرآن الكريم – من الممكن أن يؤدى بك إلى موقف معادى معه.
إن هذا الصراع سيؤدى بكما إلى الغضب والإحباط تجاه كل منكما الآخر، وهذا بالتالي سوف يرسل رسالة إلى ابنك أنه فاشل في حياته..
فبدلا من ذلك من الممكن أن تساهم إيجابيا طفلك بتنمية الجوانب الأخرى التي يتميز فيها.
وأن تشارك المعلمين فى وضع أسلوب فى التحفيظ يتماشى مع قدراته التعليمية.
وسائل عامة للتدعيم
يعتقد البعض أن الأبناء لديهم من العقيدة ما يؤهلهم لأن يحبوا القرآن ويتمسكوا به بالفطرة، وينسى أنهم أطفال وما زال القلم مرفوعا عنهم حتى يبلغوا الحلم، وعلى هذا المنوال يحتاج المربى إلى التفكير الدائم فى وسائل تربوية جديدة تدعم حب الأبناء للقرآن الكريم. ومن هذه الوسائل:
القصة المناسبة التي توجد فيها الحبكة الجيدة، والأحداث المثيرة التى تقنع الأبناء وخاصة الأطفال وتؤثر فيهم، وتنمي لديهم الانتماء إلى القرآن وتقوى العلاقة الإيجابية به.
رحلة محببة مع الأطفال كمكافأة لهم بعد حفظ جزء من القرآن، مع أخذ رأيهم فى برنامج الرحلة وكيفيتها وتوقيتها.
شهادة تقدير تحرر من قبل الوالدين تمدح فيها من اجتهد وبذل جهدًا في حفظه للقرآن الكريم.
ويمكن أن تكون صيغة الشهادة كما يلي:
يشهد جميع أفراد الأسرة بأن الابن: ……… قد حفظ الجزء رقم…. من القرآن الكريم، وهذه شهادة تقدير وحب له، ونسأل الله تعالى له دوام التوفيق والسداد.
ويوقع تحتها الأب والأم ويمكن أن يضاف لهم معلم القرآن الكريم وتعلق بمكان جيد في غرفة الابن.
يمكن عمل حفلة بسيطة بعد حفظ جزء من القرآن الكريم يدعى فيها الأهل والأصحاب لتكريم الابن على ما حفظه من القرآن الكريم.
يحتاج الأبناء إلى مدح وتكريم دائم حتى يشعر أن القرآن مصدر نفعى جيد، له خاصة في مرحلة الطفولة حيث تكون العقيدة فيها نفعية.
يحرص الآباء على تفضيل وتمييز أهل القرآن من أبنائهم عن الآخرين حتى يشعر صاحب القرآن أن حفظه للقرآن أضاف إليه شيئًا جديدا عن غيره.
التغلب على معوقات غرس حب الأبناء للقرآن الكريم
بالرغم من مراعاة الوسائل التربوية في التعليم إلا أن على الآباء توقع بعض المعوقات التي قد تحدث خللاً في مستوى الأبناء للقرآن الكريم. ومن هذه المعوقات ما يلي:
أخطاء تحدث من عدم معرفة خصائص النمو للأبناء، حيث يتعامل المربى مع أبنائه بجهل في بعض المواقف فيحدث الخطأ.
فقر الأساليب والوسائل أو اعتماد المربى على أسلوب نمطى يحدث الملل في نفوس الأبناء، فيمنع ذلك أو يعوق استمرار مشاعر الحب وثباتها لديهم.
التلوث الثقافي والإعلامى الذى يحيط بالأبناء يشغل قلوبهم وذاكرتهم بأشياء يعتقد بعضهم أنها من الحضارة والتقدم، مثل الأغانى والمسلسلات غير الجيدة، فينجذب لها الأبناء على حساب حبهم للقرآن الكريم.
المفاهيم والاتجاهات الخاطئة عند بعض المربين، مثل الإجبار في التعليم، أو الشدة في استخدام وسائل العقاب، أو القمع في التوجيه والإرشاد، وغيرها تحدث معوقات حقيقية في حب الأبناء للقرآن الكريم.
أصدقاء السوء من عوامل الهدم بصفة عامة في الشخصية، ومن وسائل الوسوسة الضارة لعلاقة الأبناء مع القرآن الكريم، ومن الأسباب الحقيقية فى هدم ما يسعى إلى بنائه الآباء.
التذبذب فى الأوامر والتعليمات، يحدث الخلل الانفعالي لدى الأبناء بالتالى يؤثر على علاقة الحب المتبادلة بين الأبناء والآباء ومن ثم علاقة الحب بين الأبناء والقرآن الكريم. ومن أمثلة هذا التذبذب أن الأب يشد في تعليم القرآن والأم تدلل أو العكس أو الأب يتابع في فترة، وفي فترة أخرى يتعامل مع الأبناء بلا مبالاة.
اختبر نفسك
قبل تعليم الأبناء القرآن الكريم يحتاج المربى الإجابة على هذه التساؤلات:
هل تحرم طفلك من تأكيده لذاته؟
هل يعاني طفلك من ضعف عقلى أو قصور في الفهم أو الإدراك؟
هل تهمل ابنك ولا تهتم به؟
هل العلاقة متوترة بينك وبين ابنك؟
هل يشعر ابنك بالنقص؟
هل تقوم بالإيذاء البدني الشديد للطفل؟
هل تقوم بالتمييز بين الذكور والإناث في التعامل؟
هل لا يوجد استقرار أسرى أو اجتماعي؟
هل يوجد تساهل من قبل الوالدين في كل الأمور؟