قصه خيالية القرد والسلحفاة قصة مكتوبة لتعلم إكرام الضيف
اليوم مع قصه خيالية جديدة بعنوان القرد والسلحفاة وهي قصة مكتوبة للاطفال في عمر 8 سنوات نتعلم منها إكرام الضيف ، نتمنى أن تنال رضاكم.
القصة مكتوبة
ذهبت الأسرة كعادتها إلى معرض الكتاب ، وكان الجميع في غاية السعادة بهذه الرحلة ، قالت سارة أصغر أفراد الأسرة : هذا اليوم لا يختلف عن يوم العيد في شيء ، ولم تبالغ هذه الطفلة الجميلة في جملتها ، ولا في إحساسها بما قالت.
فعندما تجد الابتسامة على كل الشفاه.. فهذا عيد ، وعندما تتلقى السلام والتحية من تعرف وممن لا تعرف ، فهذا عيد ، وعندما يعرض كل فرد تقابله خدماته عليك لمساعدتك ، فهذا عيد ، وعندما توزع عليك الهدايا أينما ذهبت ، فهذا عيد .
فلم تبالغ سارة في قولها ، ولكنها ببراءتها عبرت عن أحاسيس كل من تواجد بالمعرض ، وكل من شعر بهذا الإحساس ، ولكنه لم يستطع التعبير عنه بالكلمة .
وبدأت الأسرة في التنقل بين أروقة المعرض ، ما هذا الجمال ، كل من اشترك من العارضين جاء فعلا بأحلى وأجمل ما لديه .
تنافست دور النشر والمكتبات والشركات في إمتاع الحضور ، ولكنها متعة مصحوبة بحيرة كبيرة ، فأي شيء تختار ؟ وأي كتب تشتري؟
تابع القصة
لذلك قال الأستاذ سعيد رب الأسرة : هذا العام من حق كل واحد منكم أن يزيد كتابا جديدا عن عدد كتب العام الماضي ، فلكل واحد أربعة كتب، كتابان يختارهما كل فرد بنفسه ، وكتابان يوافق عليهما الجميع .
وبعد الانتهاء من الشراء ، والتمتع بهذه الرحلة الجميلة ، قال الصغير عمرو لأمه : أريد أن أطير إلى البيت حتى أتعرف على الحكايات التي بداخل تلك القصص .
ضحكت الأم ، وكذلك الأب والابنة ، لأن عمرو قد عبر عن نفس إحساس كل فرد في الأسرة ، وعادت الأسرة إلى البيت ، وقبل أن ينفرد كل واحد منهم بالكتب التي اشتراها ، قال الأب :
سوف نتبادل الكتب فيما بيننا ، ونتفق جميعا على أعظم کتاب بهذه المجموعة ليكون هو كتاب الأسرة الذي سنقرأ منه سويا كل يوم .
وفي صباح اليوم التالي اختار كل واحد من الأسرة الكتاب الذي رشحه من مجموعته ليكون الكتاب المفضل ، وكان أفضل كتاب اتفقت عليه الأسرة كتابا بعنوان ( حكايات جدتي ).
وبعد صلاة العشاء وعودة الأب وابنه عمرو من المسجد ، وبعد أن أعدت الأم وابنتها سارة المكان جيدا ، بدأت الأسرة في القراءة ، وكانت البداية بالأصغر سنا ، فبدأت سارة القراءة ، وكان عنوان قصتها :
القرد والسلحفاة
ميمون والسلحفاة أصدقاء أعزاء .. كانا يتقابلان دائما أثناء ذهابهما إلى السوق أو العودة منها ، وكانا يتجاذبان أطراف الحديث مع بعضهما ، ولكن ميمون – القرد – لم يقم بزيارة السلحفاة في بيتها ، كما أنها لم تزرة هي في بيته .
وذات يوم قابلت السلحفاة ميمون ، وقالت له : ألا تشرفني بالزيارة مرة في بيتي ؟ فقال لها : إنك لم تدعني أبدا للزيارة ..
قالت له : تفضل بزيارتي الخميس القادم ، لنتناول طعام الغداء سويا ، فقال لها : شكرا لك ..
وطوال الأسبوع كانت السلحفاة مشغولة جدا . تنظف بيتها ، وترتبه .. حتى إذا أتى ميمون صديقها وجده لطيفا وجميلا ..
ومن أجل ذلك اليوم اختارت السلحفاة أجمل طعام عندها ، لكي تعده لميمون للغداء ..
وعند الفجر بدأت في تحضيره .. وعند الظهيرة رأت السلحفاة ميمون قد أتى يقفز في الطريق إلى بيتها .. وحينما تأملته وجدته ضخما جدا وفكرت : إن الطعام الذي أعددته لا يمكن أن يكفينا نحن الاثنين .. وبعده .. المهم أنها استقبلت القرد ، وسلمت عليه ورحبت به ، وتفقدا سويا منزلها المرتب النظيف ..
وبعد أن انتهيا من ذلك قالت له :
اسمع يا ميمون .. اذهب الآن لتغسل يديك من النهر القريب ، وذهب ميمون لغسل يديه ، ورائحة الطعام الشهي تفوح من المطبخ .. فجری مسرعا إلى النهر وغسل يديه، ثم عاد إلى بيت السلحفاة، ولكن كما تعرفون فإن القرد لا يستطيع أن يسير على قدميه فقط .. لذلك أحس بالتعب، فاضطر أن يعتمد على يديه قليلا .. ولكن ما إن وصل لمنزل السلحفاة حتى كانت يداه قد اتسخت مرة أخرى ..
وكانت السلحفاة قد وضعت المائدة ، وبدأت تأكل فنظرت إليه وقالت : ميمون .. ما هذا؟ ألم تعلمك والدتك أن تقوم بغسل يديك قبل الأكل؟ كيف ستتناول طعامك معي ويداك غير نظيفتين بهذا الشكل؟ اذهب إلى النهر مرة أخرى واغسل يديك ثم عد.
تابع قصه خيالية القرد والسلحفاة
بدأ ميمون وذيله بين رجليه يذهب إلى النهر مرة أخرى لكي يغسل يديه .. وكان في هذه المرة أكثر تعبا وإعياء من المرة السابقة ..
وتمهل في مشيته معتمدا على رجليه الخلفيتين .. وقد اعتقد أنه سيأكل من الطعام الشهي الذي أعدته السلحفاة من أجله .. وقد شجعته هذه الفكرة على أن يسير على رجليه فقط .. وعندما وصل لم يصدق عينيه .. صديقتنا السلحفاة كانت قد أتت على الطعام بأكمله ..
ما هذا .. اغتاظ ميمون .. ولكنه تمالك نفسه وابتسم وقال للسلحفاة : إذن مادمت قد أتيت على كل الطعام .. فإنني منتظرك يوم الخميس القادم .. لكي نتناول طعام الغداء معا .
وفي الأسبوع الثاني ، كان ميمون مشغولا هو الآخر .. فقد أعد قدرا كبيرا .. طويلا .. ويوم الخميس .. وضع به أشهى طعام عنده لكي يطهوه ، وعند الظهيرة سمع صوتا آتیا من بعيد يغني .. مسرورا .. فرحا .. نظر ميمون ناحية الصوت فوجد السلحفاة قادمة .
أهلا وسهلا .. ومرحبا .. تفضلي يا سلحفاتي العزيزة ، لقد شرفت منزلي اليوم بزيارتك .. وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث .. حتى يتم طهو الطعام .
وبدأت رائحة الطعام تملأ الدنيا .. وعندما حان وقت تناول الطعام .. قدم ميمون بأدب شيري طبقا به ماء ساخن للسلحفاة لكي تغسل يديها .. وغسلت يديها كما ينبغي واستعدت للأكل .. لكن ميمون ترك طعامه في القدر العالي .. وقال للسلحفاة :
لقد أعددت هذا القدر خصيصا بمناسبة تشريفك لي لأول مرة في منزلي .. ولأنك ستتناولين طعام الغداء معي .. أعتقد أن هذا الطعام خير وجبة أعددتها فوق الأرض.
تابع قصه خيالية القرد والسلحفاة
لم تتمكن السلحفاة من الوصول إلى فتحة القدر .. الكبير .. العالي .. وأخذت تدور حوله وتلف ، وميمون يتمتع بالإجهاز على طعامه الفاخر الجميل..
حزنت السلحفاة وقالت لميمون : هل هذا هو إكرام الضيف؟ قال لها ميمون : وما الذي فعلته قد أغضبك أيتها السلحفاة؟
قالت السلحفاة : أنت أعددت هذا الطعام خصيصا لي ولم اكل منه شيئا، فلماذا لا أغضب؟
قال ميمون : هذا ما قمت به معي عند زيارتي لك يا سلحفاتي العزيزة، ألا تتذكرين؟
صمتت السلحفاة من الخجل ، ثم قالت : أنت على حق يا ميمون، فأنا من أخطأت أولا ، وأعتذر إليك عن خطئي ، فابتسم ميمون وقال لها : قبلت اعتذارك يا عزيزتي، والآن، هيا بنا نتناول الطعام سويا، وجلسا معا يأكلان ويتحدثان في سعادة وسرور..