قصص خيالية شجرة الأصدقاء pdf ومكتوبة ومصورة
مع قصة جديدة من قصص خيالية وقصة اليوم بعنوان: شجرة الأصدقاء pdf ومكتوبة ومصورة.
شعرت الشجرة الضخمة بالانتعاش والقوة .. وهی تمد جذورها فى الأرض وترتوى من الأعماق .. إنها تنمو كل يوم .. ويزداد طولها .
كانت سعيدة جدا ومعجبة بنفسها ، وأصدقاؤها ـ أيضا – سعداء بها ..
فها هو الجدول الصغير يمر من تحتها ويداعبها بمائه العذب كل يوم فرحا ، لأنه رغم صغره فقد نمت على ضفته شجرة عظيمة مثلها .
وأصدقاؤها من الأشجار والنباتات والطيور والحيوانات .. كلهم يحبونها وينظرون إليها بإعجاب ويسألونها بشغف عما تشاهده من الحقول والمزارع والبحار البعيدة .
فهي ترى أكثر وأبعد منهم .. إنها عيونهم التي تراقب العالم البعيد .
فرحت الشجرة بذلك ، وأخذت تقص عليهم كل ما تراه ، وتقضى معهم أروع الليالى ، فما أسعدها بأصدقائها وما أسعدهم بها .
لكن الشجرة أخذت تضرب جذورها فى الأرض ، فتزداد قوة وصلابة وتزداد طولا وضخامة .. وجمالا.. وغرورا أيضا .
وهنا بدأت تتعالى على أصدقائها .. وتسخر منهم وتستصغر حجمهم ..
وذات يوم سألها الجدول الصغير عما تراه من أنهار وبحار عظيمة ، فأجابته قائلة : كيف تتجرأ وتسأل عن أشياء أكبر وأعظم منك ..!!
الكبار وحدهم يعرفون كل شىء .
حزن الجدول الصغير ، وشعر أنه فقد شيئا عزيزا عليه ، لكنه حاول أن يتلمس لها الأعذار ويسامحها ، وسألتها الغزالة اللطيفة عن الأخطار القادمة من الغابة، وهل هناك حيوانات مفترسة تقترب .
فرفعت الشجرة رأسها بتعجب وقالت : ولماذا أبحث لك عن تلك الأشياء؟ تلك الأمور لم تعد تهمنی ، عندما تشاهدى حيوانا مفترسا ابدئى بالفرار، واتركيني أراقب جمال غصونی وجذوری .
دمعت عينا الغزالة وانصرفت .. فهي تعلم أنها لا تقل عن الشجرة جمالا ، بل تفوقها بكثير لكنها لم تفكر يوما بغرور .
وهكذا كانت تفعل الشجرة مع أصدقائها كل يوم ..
قصص خيالية شجرة الأصدقاء
فلم يعد لها حديث سوى نفسها وجمالها .. ولم تعد تفعل شيئا سوى التأمل في قوة وضخامة جذورها ، وأن تهز فروعها لتسقط من فوقها أعشاش الطيور حتى لا تتجرأ أن تجعل منها سكنا لها .
ولم يعد باستطاعة الجدول الصغير الصبر على هذه المعاملة السيئة ، ولا ذلك الغرور ، فأخذ يجتهد ويجتهد فى أن يحول مجراه ويدفع ماءه بعيدا عنها باتجاه ضفته الأخرى..
وهكذا أيضا أخذت النباتات تزحف نحو صديقها الجدول الحبيب لكى ترافقه وترتوى منه ، وانطلقت الحيوانات اللطيفة والطيور لكى تسكن هناك ، بالقرب من مائه العذب ، وتبتعد عن الشجرة المغرورة .
أخذت الشجرة تضحك ساخرة وتقول .. ابتعدوا كما تريدون ، فأنتم بالنسبة لى ستظلون ضعفاء وصغار ، ولن أهتم بكم أبدا ، فأنا ضخمة وقوية وكبيرة جدا .
أجابها جدول الماء قائلا : ونحن أيضا – مهما كبرت – سنظل نراك بهذا الغرور صغيرة .. صغيرة جدا ، ولم تفهم الشجرة كلامه ، ونظرت إلى السماء متفاخرة ، فلن تكلم صغارا بعد الآن .
ولاحظ الفلاحون هذه الواحة الجميلة بما فيها من نباتات وماء وحيوانات أليفة ، فسكنوا فيها وزرعوا الأرض من حولها .
ومر الزمان وأصبحت الواحة الصغيرة قرية كبيرة ..
فقد زاد المطر وكبر الجدول ، وأصبح نهرا ، ونبتت على أطرافه الأشجار ، وكثر من حوله الناس والأطفال ، وبنيت البيوت والمدارس .
وهناك على الطرف الآخر كانت الشجرة المغرورة تشعر بالوحدة بلا أصدقاء .. وكلما كبرت وطالت عليها الأيام والسنين جفت أوراقها من الحزن ، ولم يعد يسكن فروعها سوى الخفافيش والغربان .. ولم يعد يرافقها سوى صفير الريح ..
فأخذت تميل وتميل شوقا إلى أصدقائها القدامى .. لعلها تقترب منهم فيصفحون عنها ، وكلما مالت الشجرة باتجاه القرية .. شعر الناس بالخوف والخطر .
فهي شجرة ضخمة وإذا سقطت ستصيبهم بأضرار كثيرة ، وأخيرا قرر أهل القرية قطع الشجرة حتى لا تسقط يوما عليهم .
فخاف عليها أصدقاؤها وأدركوا أنها بحاجة إليهم .
قصص خيالية شجرة الأصدقاء
فبدأ الجدول يحن إليها ويقترب منها .. ويغير مجراه ، وأخذت العصافير ترفرف فوقها .. والتفت الحيوانات حولها .. فعادت البسمة إلى المكان .
فرحت الشجرة ، واخضرت أوراقها ، واعتذرت لهم جميعا .
حاول أهل القرية قطع الشجرة ، وأحضروا الفؤوس والمناشير .. لكنهم تعجبوا لقوة جذورها ، وتأكدوا أنها ليست مصدرا للخطر عليهم أبدا ..
ففكروا فى أن يستفيدوا من جمالها وقوتها ومن میلها أيضا .. فأنشأوا تحتها حديقة رائعة الجمال يلعب فيها الأطفال .
عاشت الشجرة سعيدة بأصدقائها ، وأخذت تنظر إلى الأفق البعيد ، وتحكى لهم أجمل الحكايات عن التواضع ، وتخبرهم أن الحياة لا تساوى شيئا بغير الأصدقاء .