سر ابتسامة فادي قصة مكتوبة ومصورة و pdf
مع قصة جديدة بعنوان سر ابتسامة فادى، والقصة مكتوبة ومصورة و pdf سهل التحميل، نتمنى أن تنال رضاكم.
قصة سر ابتسامة فادي مكتوبة
ابتسم فادى .. ولمعت عيناه وازداد بريقهما .. ولكن عقله ظل شاردا .. ورغم صغر سنه .. فهو يعي كل شيء.
تساءل .. هل يمكن أن يكون للإنسان عزيمة أقوى من القهر ، والحصار والاحتلال .. وكل القيود والأغلال ؟!!
هل يمكن للشمس أن تشرق ولا يفارق نورها وطنه ؟ وكيف تعرفها وهي تعبر عن قلوب أشد من الحجارة قسوة ..
إنهم يمرحون كعادتهم يرقصون ويخرجون كل ما بداخلهم من حقد على شعبه الأعزل .. لا يعرفون معنى للحياء ، ولا قيمة للأحياء، فلا قيمة
لأي شيء سوى لأطماحهم وأطماعهم .
إنهم الآن أمامه على حقيقتهم ، بلا زيف أو رياء أو إعلام .. يراهم بوضوح .. يرى ضعفهم وقذارتهم.. حقا إنهم أبناء القردة والخنازير ..
وليس كما كتبوا عن أنفسهم من قصص وأساطير ليخدعوا بها العالم ، ويسيطروا على عقول أبنائه ويكبلوا أحلامهم .. صدق الله : {ملعونين أينما ثقفوا} .
السوق يكتظ بهم ، يتحركون فيه كالمجانين ، يدعون أن تلك هي الحرية ، لا يعلمون أنها مجرد حياة بلا قيمة أو هدف .
اقترب منه أحدهم .. ما أبشعه .. دفع فادى بیساره في غلظة لكى يمر .. وكأن بالطريق ضيقا .. ثم التفت إليه في غضب .. وبصق في وجهه فأغرقه.
سر ابتسامة فادي
أخذ يضحك ويضحك فى جنون کالمنتصر .
تماسك فادى .. ومسح البصقة عن وجهه بيمينه .. وضغط على أسنانه وكأنما يمتص غضبه .. إلى متى سيستمر أذاهم ؟!
اغرورقت عينا فادى بالدموع.. حاول أن يتماسك.. أن يمنعها من السقوط.. لكن دمعة أسيرة آثرت الخروج عند سماعها لضحكات
الصهاينة الملاعين ، فأحسوا بالانتصار عندما رأوها ، وأدركوا قوتهم أمام ضعفه. فالتفوا حوله.. يرقصون ويسخرون..
تحمل فادى سخريتهم بصعوبة، وفي صدره بركان من الغضب.. لابد أن يتماسك فتبسم فادی بصعوبة..
ابتسامة مريرة..
لم يشعر بدموعه وهي تنحدر من عينيه الجامدتين.. وتعاظم كرهه لهم.. فجراح الوطن أكبر وأسمى من جراحه .. تذكر حينها أبويه..
شهیدى الحرم الإبراهيمى.. قتلوهما وهما بين يدى الله يصليان .. فى بيت الله .. ما أقسى الغدر.
شعر أن روح أبيه ترفرف حوله.. وروح أمه تحتضنه.. فأحس الدفء ، واختفت بداخله الغربة التي عاشها دوما في وطنه .. وأدرك أنه لا شىء بلا ثمن.
ولن يكون هناك قيمة لأى شىء في هذه الدنيا .. إذا كان في داخله أسيرا..!!
نظر إلى الأقصى .. هناك بعيدا فرآه بلا لحن ينشد.. رآه ينادي : أبنائی أری أبواب الجنة تتفتح .. ونسائم رحمة ربي تتجدد ، وتساءل – واليأس أبدا لم يدخل قلبه – هل قرر بطل منکم أن يستشهد؟؟
فتبسم فادى.. ورفع الرأس إلى الأعلى ..
وطاف بعينيه على من حوله من أعداء الله ، وشفتاه تتمتم بالتوحيد .. ورفع بهدوء يده..
وضغط على الزر الموجود في جيب السترة..
ورأى الرعب في أعينهم .. وتفجر .. وراح شهيدا في سبيل الله وفي سبيل الوطن . الوطن الذى لا تحرره إلا الدماء.