التنمية البشريه للأطفال قصة تعلم الرسم مصورة ومكتوبة وpdf
نستكمل سلسلة قصصية عن التنمية البشريه للأطفال وقصة اليوم بعنوان: تعلم الرسم.
كانت هدي في الصف الرابع الابتدائي ، وكانت تهوي الرسم , وكثيرا ما كانت تحاول تقليد الصورة التي يرسمها والدها، فقد كان والدها رسام كاريكاتير في إحدى المجلات الشهيرة ، ولاحظت الأم مهارة هدي في الرسم ، وانشغالها به كثيرا ، فكلمت والدها عن ذلك ، ففرح الأب , وقال لزوجته : الرسم من الهوايات الجميلة التي يمكن للإنسان الترفيه عن نفسه من خلالها ، وفن الطفل من أكثر الفنون تلقائية وعفوية , يعبر فيها الطفل عن نفسه بكل بساطة وبدون قيود .
في اليوم التالي , ذهب والد هدي إلي المدرسة ، وقابل مدرس التربية الفنية ، وعرفه بنفسه ، وتكلم معه عن موهبة ابنته هدي ، فقال المدرس : عندي في الفصل ثلاثة تلاميذ لديهم مهارات عظيمة في الرسم هدي وسمير وعمرو ، وتعتبر هدي أفضلهم ، وسوف أحاول تنمية مهارات هؤلاء التلاميذ في الرسم ، وعلى أولياء الأمور أن يساعدوني في ذلك .
شكر والد هدى المدرس وانصرف ، وبدأ المدرس يفكر في عمل برنامج ينمي به مهارات الأطفال في الرسم .
الرسام الصغير
بدأ مدرس التربية الفتية باستدعاء أولياء أمور التلاميذ لمجلس الآباء ؛ ليشرح لهم أهمية الرسم بالنسبة للتلاميذ عموما .
فلما حضروا إلي الاجتماع رجب بهم , ثم قال : أيها السادة , إن الفوائد الناجمة عن الرسم عند الأطفال أكثر من أن تحصى , ومنها : التعرف على المشكلات السلوكية والانفعالية التي يعانيها الطفل , وتفريغ طاقات الطفل في أمور إيجابية مثمرة , وتنمية الحس الجمالي والذوق الفني عند الطفل وتنمية روح الخيال والإبداع عنده .
شكر أولياء الأمور مدرس التربية الفنية , وعقدوا العزم علي تنمية مهارات الرسم عند أولادهم .
كيف أتعلم الرسم
أما المدرس فاجتمع بعد ذلك بالتلاميذ الموهوبين في الرسم وقال لهم : من أهم الأمور التي تنمي مهارات الرسم لديكم اقتناعكم الداخلي بأن الرسم الحر موهبة مطلقة , فإن لم يكن الطالب موهوبا فلن ينجح في أداء تلك المهمة .
كما أن التدريب الكثير علي الرسم الحر وممارسة الرسم اليدوي بكثافة معقولة من الأمور التي تجعلك تحسن رسم التصميمات والأبعاد بدقة متناهية.
عادت هدي إلي البيت بعد انتهاء اليوم الدراسي , فأكلت , ثم جلست تذاكر دروسها .
فلما انتهت من المذاكرة جلست مع والدها ووالدتها في شرفة البيت يتحدثون عن الرسم وقواعده .
فقال والدها : إن الرسم يعتمد علي الرؤيا الواضحة كما يعتمد أيضا علي التفكير ، فالتفكير بدوره يبني ويحقق القدرة علي الفهم .
فالرسم لا يمكن فصله عن النظر أو التفكير ، بل هو يعتمد علي الإبصار الواضح والتفكير المتعمق الذي يبني فهما للموضوع المطلوب رسمه.
استمر مدرس التربية الفنية في تنمية مهارات التلاميذ الموهوبين في الرسم .
وكان كل يوم يعلمهم شيئا جديدا , ويخبرهم بمعلومات مفيدة .
فاخبرهم بكيفية التغلب علي معوقات الخوف من الرسم عند التلاميذ ، وكيفية الرسم بالقلم الرصاص ؛ وذلك لأنه أسهل طرق الرسم ، ولأنه البداية الصحيحة لكل من يريد أن يتعلم الرسم بشتى أنواعه .
وبدأ معهم بتعليم الرسم عن طريق الأشكال الهندسية البسيطة والأساسية ، ثم انتقل بهم لرسومات وأشكال أكثر تعقيدا .
كان والد هدي في البيت يقوم بتعليمها , ويدربها علي رسم صور صغيرة كقرص الشمس والقمر والهرم ، ثم علمها كيف ترسم شجرة ونخلة ومنزلا ..
وبعد ذلك طلب منها أن ترسم الصور وحدها بدون مساعدة .
وراح يشجعها حتى صارت ترسم وحدها أشياء معقدة بكل تفاصيلها بدقة متناهية.
وقبل نهاية العام الدراسي أقامت إدارة المدرسة مسابقة في الرسم بين الطلبة الموهوبين .
ففازت لوحات هدي بالمركز الأول ، وحصلت هدي علي جائزة قيمة من إدارة المدرسة .