التنمية البشرية للاطفال قصة تنمية مهارة التلوين
نبدأ في سلسلة قصصية جديدة عن التنمية البشرية للاطفال وقصة اليوم بعنوان: مهارة التلوين.
كان عـادل فـي الإجـازة الصيفية، وقـد نـجـح فـي الصف الثاني الابتدائي، وسمع أن النادي الثقافي القريـب مـن بيتـه سيقيم دورة تدريبية لتعليم التلوين، وكان عـادل يـهـوى التلوين، وكثيرا ما كان يلون كل صورة تقابله.
فاستأذن مـن والـده ووالدتـه أن يشترك فـي هـذه الدورة، فأذنـا لـه، فذهـب إلـى النـادي، وعـرف شـروط الـدورة وميعادهـا، وأخـذ ورقـة ترشيح وعـاد بـهـا إلـى البيت، فمـلأ لـه والـده بيانات الورقة المطلوبة، ثـم عـاد عـادل إلـى النـادي، وقدم الورقة لإدارة النادي.
طلبـت إدارة النادي حضـور أولياء الأمور مع أولادهم في أول يـوم مـن أيـام الـدورة، فحضر عدد كبير، وكان عـادل ووالده معهم، فجلسوا في حجرة كبيرة، ثم دخلـت عليهـم أستاذة من كلية الفنون الجميلة.
وبدأت تتكلـم مـعـهـم عـن أهمية التلوين.
فقالت: إن تعلم مهارة التلويـن تنـمـي لدى الأطفـال المـهـارات الحركية الصغرى (حركة الأصابـع).
كمـا تنمـي مهارة التركيز والانتباه، وتعمل على تنمية بعض المعارف الإدراكية، كما تساعد في إخـراج الانفعالات السلبية من نفوس الأطفال.
وقـف والد عـادل وقـال: أعلـم كذلـك أن مهـارة التلويـن تنـمـي لـدى الإنسان الإحساس بالجمـال والذوق السليم، وتجعل منه إنسانا منظما ومنسق في جميع نواحي الحياة.
فقالت الأستاذة: نعم، أحسنت، كما أن التلويـن مهارة ومتعـة عنـد معظم الأطفـال؛ لأنهـم عندما يلونون يملأ نفوسهم إحسـاس بالجمال والروعة، ويملأ نفوسـهم شعور بالفـرح، وكـأنـهـم يركضـون فوق بسـاط مـن العشب الأخضر، تنبـت فيـه الأزهار الحمراء والصفراء في فصل الربيع.
المسابقة
فـي اليـوم التالي، حضر الأولاد إلـى النـادي، فأمرهم المشرف بدخـول حجرة خصصهـا النـادي لتعليـم مـهـارة التلوين..
وكانـت مليئـة باللوحات الطبيعية الجميلة ذات الألوان الزاهية، ثم دخلت أستاذة الفنون الجميلة.
فقالت: كي نتقن مهارة التلويـن لابد أن نـمـارس التلوين يوميـا مـن خـلال رسومات مفرغـة مـن الداخـل (حيوانات – طيـور – مناظر طبيعيـة – آلات وأجهـزة ..الـخ).
كمـا يجـب أن تلتـزم الدقـة فـي اختيار الألوان المناسبة للشيء الذي نلونه ليكون قريبا من لونه في الحقيقة.
تسلم كل طفـل مجموعة من الأقلام الملونة (ألوان صحية) وأوراق بيضـاء كبيرة.
وقامت الأستاذة باستخدام مسدس الشمع لتحديـد مسـاحـة داخـل الورقة.
وتلويـن الإطـار الشمعي بألوان غامقة لإظهار الحدود على الورقة.
وبدأت تشجع الأطفال على التلوين داخل الإطار.
وتقوم بذلك أمامهم، وتعلـق علـى أدائهـم بقولها: «لا يخـرج اللـون خـارج الإطـار».
وظـل الأطفـال يلونون بدقة شديدة داخل الإطار، وهـم فـي غايـة السعادة والسرور، وينفذون نصائح ووصايا الأستاذة.
في نهايـة اليـوم، وزعت الأستاذة على الأطفـال كتبـا مليئـة بالرسـوم غير الملونة، وكانت هذه الرسـوم عبـارة عـن حيـوانـات وطـيـور ونباتات ومناظر طبيعيـة وأجهـزة وغير ذلك.
ثم قالت الأستاذة لهم: سأقيم بينكم مسابقة، وسوف يحصـل الأطفال المتفوقـون فـي التلوين على جوائز قيمة.
فلمـا عـاد عـادل إلى البيت أخبر والده ووالدتـه بمـا اسـتفـاد مـن أسـتاذة الفنـون الجميلة.
كما أخبرهم بالمسابقة، ثم دخل حجرته، وأخرج كتـاب الرسـوم، وبـدأ يلـون منفذا وصايـا الأستاذة.
في اليـوم التالـي، حضـر الأطفـال إلـى النـادي، ودخلـوا حـجـرة التلوين.
ووضـع كل منهـم كـتـاب الرسوم أمامه، وقد لونوا ما فيه من رسومات.
ثم دخلـت الأستاذة، وبدأت تمـر علـى الأطفال وترى تلوينهم.
فـإذا أعجبهـا تلوين صفحة قامت بوضع علامة عليها ووقعت تحتها.
فلما مرت على كل الأطفـال سـألت كل طفـل عـن عـدد الصفحـات التـي وقعـت عليـهـا فـي كتابه.
فحصـل عـادل على أكثر عدد من الصفحات التي أعجبت الأستاذة، فصفق لـه الأطفـال وفـاز بأفضل جائزة.