قصة خيالية سر البساط الأزرق مكتوبة ومصورة و pdf
مع قصة خيالية بعنوان: سر البساط الأزرق، القصة مكتوبة ومصورة و pdf.
كَانَ يَامَا كَانَ.. فِي مَرَّةٍ مِنْ زَمَانٍ..
فِي إِحْدَى بِلْدَانِ أُورُوبَّا؛ حَيْثُ الجِبَالُ العَالِيَةُ، وَالسُّهُولُ الوَاسِعَةُ..
كَانَ يُوجَدُ مَلِكٌ عَجُوزٌ، وَابْنُهُ الشَّابُّ الأَمِيرُ أَوْتَارُ..
وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ المَلِكُ لِاْبِنِهِ الأَمِيرِ أَوْتَارِ: لَقَدْ كَبِرْتَ يَا وَلَدِي، وَسَوْفَ تُصْبِحُ مَلِكًا فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ، وَيَجِبُ أَنْ تَتَزَوَّجَ؛ فَاذْهَبْ وَابْحَثْ عَنْ زَوْجَةٍ ذَكِيَّةٍ عَاقِلَةٍ تَصْلُحُ لِأَنْ تَكُونَ مَلِكَةً إِلَى جِوَارِكَ.
رَكِبَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ حِصَانَهُ، وَسَارَ فِي طَرِيقِه يَبْحَثُ عَنْ زَوْجَةٍ ذَكِيَّةٍ عَاقِلَةٍ، تَصُلْحُ لِأَنْ تَكُونَ مَلِكَةً..
سَارَ الأَمِيرُ وَرَأَى فَتَيَاتٍ كَثِيرَاتٍ جَمِيلَاتٍ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَهْتُم بِأَيَّةِ وَاحِدَةٍ مَنْهُنَّ..
وَسَارَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ وَسَارَ؛ حَتَّى رَأَى فَلَّاحَةً تَجْمَعُ العِنَبَ..
كَانَتْ فَتَاةً شَقْرَاءَ، شَعْرُهَا أَصْفَرُ، وَضَفَائِرُهَا طَوِيلَةً، وَوَجْهُهَا جَمِيلٌ جَمِيلٌ وَحَزِينٌ..
نَزَلَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ مِنْ عَلَى حِصَانِهِ، وَسَارَ نَحْوَ الفَلَّاحَةِ الجَمِيلَةِ الحَزِينَةِ..
وَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟
قَالَتْ: أَنَا فَلَّاحَةٌ أَجْمَعُ العِنَبَ، وَأَنْتَ مَاذَا تَصْنَعُ؟
قَالَ: أَنَا أَبْحَثُ عَنْ زَوْجَةٍ لِي، هَلْ تَقْبَلِينَ الزَّوَاجَ مِنِّي؟
قَالَتْ: مَا هُوَ عَمَلُكَ الأَصْلِيُّ؟ وَمَا هِيَ مِهْنَتُكَ؟
قَالَ: أَنَا ابْنُ المَلِكِ..
قَالَتْ: حَسَنًا، وَلَكِنْ مَاذَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْمَلَ بِيَدَيْكَ؟
قصة خيالية
قَالَ: لَا، أَنَا لَمْ أُفَكِّرُ فِي هَذَا مِنْ قَبْلُ..
قَالَتْ: وَأَنَا لَا أَتَزَوَّجُ رَجُلًا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا بِيَدَيْهِ..
عَادَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ إِلَى القَصْرِ وَهُوَ يُفَكِّرُ..
وَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ المَلِكِ وَقَصَّ عَلَيْهِ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الفَتَاةِ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ فَتَاةٌ عَاقِلَةٌ تَصْلُحُ لِأَنْ تَكُونَ مَلِكَةً، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ حِرْفَةً نَافِعَةً..
أَحْضَرَ المَلِكُ لِابْنِهِ أَعْظَمَ نَسَّاجٍ فِي المَمْلَكَةِ لِكَيْ يُعَلِّمَهُ صِنَاعَةَ النَّسِيجِ..
عَلَّمَ النَّسَّاجُ العَظِيمُ الأَمِيرَ كَيْفَ يَصْنَعُ بِسَاطًا جَمِيلًا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ..
اشْتَغَلَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، حَتَّى صَنَعَ بِسَاطًا جَمِيلًا أَزْرَقَ اللَّوْنِ..
أَخَذَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ البِسَاطَ الأَزْرَقَ الجَمِيلَ، وَرَكِبَ حِصَانَهُ وَطَارَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى قَرْيَةِ الفَلَّاحَةِ الشَّقْرَاءِ الحَزِينَةِ..
وَصَلَ الأَمِيرُ أَوْتَارُ إِلَى قَرْيَةِ الفَلَّاحَةِ، وَقَدَّمَ لَهَا البِسَاطَ الأَزْرَقَ الجَمِيلَ، وَقَالَ: هَذَا البِسَاطُ الأَزْرَقُ صَنَعْتُهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ؛ مَا رَأْيُكِ الآَنَ؟
قَبِلَتِ الفَلَّاحَةُ الزَّوَاجَ مِنَ الأَمِيرِ، وَذَهَبَتْ مَعَهُ إِلَى القَصْرِ.
تَزَوَّجَ الأَمِيرُ مِنَ الفَلَّاحَةِ الجَمِيلَةِ العَاقِلَةِ..
وَبَعْدَ أَيَّامٍ أَصْبَحَ الأَمِيرُ مَلِكًا، فَصَارَتِ الفَلَّاحَةُ مَلِكَةً إِلَى جِوَارِهِ..
قَالَتِ المَلِكَةُ الفَلَّاحَةُ لِلمَلِكِ أَوْتَار: يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَ أَحْوَالَ النَّاسِ، وَكَيْفَ يَعِيشُونَ، وَمَا هِيَ مُشْكِلَاتُهُمْ لِكَيْ تَعْمَلَ عَلَى حَلِّهَا..
قَالَ المَلِكُ أَوْتَارُ: هَذَا صَحِيحٌ، وَأنْتِ مُحِقَّةٌ.
ثُمَّ تَنَكَّرَ المَلِكُ فِي هَيْئَةِ نَسَّاجٍ وَذَهَبَ لِيَسِيرَ وَسَطَ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْرِفَهُ أَحَدٌ..
وَدَّعَتْهُ المَلِكَةُ مِنْ أَعْلَى القَصْرِ..
قصة خيالية
سَارَ المَلِكُ أَوْتَارُ وَسَارَ حَتَّى وَقَعَ فِي وَسَطِ عِصَابَةٍ مِنَ اللُّصُوصِ الأَشْرَارِ..
قَالَ لَهُمْ أَوْتَارُ: أَنَا المَلِكُ، فَنَظَرُوا إِلَى مَلَابِسِهِ وَقَالُوا: هَذَا كَلَامٌ غَيْرُ مَعْقُولٍ..
إِذَا كُنْتَ مَلِكًا فَلَا بُدَّ أَنَّكَ غَنِيٌّ وَعِنْدَكَ ذَهَبٌ كَثِيرٌ.
أَعْطِنَا الذَّهَبَ وَنَحْنُ نَتْرُكُكَ حُرًّا..
قَالَ أَوْتَارُ: لَيْسَ عِنْدِي ذَهَبٌ، وَلَكِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمْ بِسَاطًا جَمِيلًا تَبِيعُونَهُ لِلمَلِكَةِ بِثَمَنٍ كَبِيرٍ..
وَافَقَ اللُّصُوصُ وَتَرَكُوا أَوْتَارَ يَصْنُعُ البِسَاطِ.
وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ كَانَ أَوْتَارُ قَدْ صَنَعَ بِسَاطًا جَمِيلًا أَزْرَقَ اللَّوْنِ..
أَخَذَ زَعِيمُ العِصَابَةِ البِسَاطَ الأَزْرَقَ وَذَهَبَ إِلَى القَصْرِ، وَطَلَبَ مُقَابَلَةَ المَلِكَةِ لِيُقَدِّمَ لَهَا البِسَاطَ..
عَرَفَتِ المَلِكَةُ أَنَّ الذِي صَنَعَ هَذَا البِسَاطَ الأَزْرَقَ هُوَ المَلِكُ نَفْسُهُ، وَعَرَفَتْ أَنَّ المَلِكَ فِي خَطَرٍ..
أَعْطَتِ المَلِكَةُ زَعِيمَ العِصَابَةِ كِيسًا مَمْلُوءًا بِالذَّهَبِ، وَطَلَبَتْ مِنْ بَعْضِ الجُنُودِ أَنْ يَسِيرُوا وَرَاءَهُ مِنْ بَعِيدٍ..
وَصَلَ زَعِيمُ العِصَابَةِ إِلَى زُمَلَائِهِ اللُّصُوصِ..
هَجَمَ الجُنُودُ عَلَيْهِمْ وَأَمْسَكُوا بِهِمْ..
وَرَجَعَ المَلِكُ أَوْتَارُ إِلَى قَصْرِهِ، وَإِلَى المَلِكَةِ الذَّكِيَّةِ العَاقِلَةِ..
عَاشَ المَلِكُ أَوْتَارُ سَعِيدًا مَعَ زَوْجَتِهِ المَلِكَةِ الفَلَّاحَةِ فِي قَصْرِهِمَا الكَبِيرُ وَسَطَ الجِبَالِ..