قصص خيالية للاطفال أميرة النهر مكتوبة ومصورة وpdf
ما زلنا نحكي لكم قصص خيالية للاطفال وقصة اليوم بعنوان: أميرة النهر مكتوبة ومصورة وpdf .
فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، وَسَالِفِ العَصْرِ وَالأَوَانِ..
يُحْكَى أَنَّ فَلَّاحًا اسْمُهُ أَنْطُونْيُو، كَانَ يَعِيشُ وَحِيدًا فِي كُوخٍ صَغِيرٍ إِلَى جِوَارِ أَحَدَ الأَنْهَارِ، وَكَانَ عِنْدَهُ حَقْلٌ يَزْرَعُهُ بِطِّيخًا..
وَفِي صَبَاحِ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، ذَهَبَ أَنْطُونْيُو إِلَى الحَقْلِ لِكَيْ يَجْمَعَ البِطِّيخَ وَيَبِيعَهُ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ فِي كُلِّ يَومٍ..
وَلَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ أَيَّةَ بِطِّيخَةٍ صَالِحَةٍ لِلبَيْعِ، وَعَرَفَ أَنَّ شَخْصًا قَدْ سَبَقَهُ وَأَخَذَ البِطِّيخَ الذِي طَابَ وَاسْتَوَى..
قَرَّرَ أَنْطُونْيُو أَنْ يُرَاقِبَ الحَقْلَ لَيْلًا وَنَهَارًا، حَتَّى يَعْلَمَ مَنِ الذِي يَأْخُذُ البِطِّيخَ مِنْ حَقْلِهِ؟
وَفِي لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي، رَأَىَ أَنْطُونْيُو فِي ضَوْءِ القَمَرِ سَيِّدَةً صَغِيرَةً جَمِيلَةً؛ لَهَا شَعْرٌ أَخْضَرُ طَوِيلٌ جَمِيلٌ، بِلَوْنِ مِيَاهِ البَحْرِ العَمِيقَةِ..
قَالَ أَنْطُونْيُو لِنَفْسِهِ: كَأَنَّهَا أَمِيرَةٌ جَاءَتْ مِنَ النَهْرِ..
قصص خيالية للاطفال
وَلَمْ يُصَدِّقْ عَيْنَيْهِ عِنْدَمَا رَأَى أَنَّهَا هِيَ التِي تَأْخُذُ البِطِّيخَ..
ذَهَبَ أَنْطُونْيُو إِلَيْهَا وَمَشَاعِرُهُ تَتَرَدَّدُ مَا بَيْنَ غَضَبٍ وَإِعْجَابٍ، وَقَالَ لَهَا:
إِذَنْ أَنْتِ التِي تَأخُذِينَ البِطِّيخَ مِنْ حَقْلِي..
نَظَرَتِ السَّيِّدَةُ الصَّغِيرَةُ إِلَيْهِ وَهِيَ تَرْتَعِشُ مِنَ الخَوْفِ، فَقَالَ لَهَا: سَوْفَ أَعْفُوَ عَنْكِ، بِشَرْطٍ: أَنْ تَقْبَلِي الزَّوَاجَ مِنِّي، لِأَنِّي أَعِيشُ هُنَا وَحِیدًا.
قَالَتِ السَّيِّدَةُ الصَّغِيرَةُ: بِشَرْطٍ، أَلَّا تَقُولَ شَيْئًا سَيِّئًا عَنِ الذِينَ يَسْكُنُونَ المَاءَ.
قَالَ أَنْطُونْيُو: أَنَا لَا أَعْرِفُهُمْ، فَأيُّ شَيءٍ يُمْكِنُنِي أَنْ أَقُولُ عَنْهُمْ؟
ذَهَبَ أَنْطُونْيُو وَالسَّيِّدَةُ الصَّغِيرَةُ إِلَى المَدِينَةِ لِكَي يَتَزَوَّجَا..
وَعِنْدَمَا عَادَا مِنَ المَدِينَةِ؛ كَانَتْ قَدْ حَدَثَتْ أَشْيَاءٌ عَجِيبَةٌ، فَقَدْ تَحَوَّلَ الكُوخُ الصَّغِيرُ إِلَى بَيْتٍ جَمِيلٍ، تُحِيطُ بِهِ الحُقُولُ الخَضْرَاءُ.
وَظَهَرَتْ مَجْمُوعَاتٌ مِنَ الطُّيُورِ وَالدَّوَاجِنِ وَالمَاشِيَةِ وَالأَغْنَامِ.
وَمَجْمُوعَةٌ مِنَ العُمَّالِ تَزْرَعُ، وَتَرْعَى المَاشِيَةَ، وَتُرَبِّي الدَّوَاجِنَ، وَتُنَظِّفُ البَيْتَ، وَتَعْتَنِي بِكُلِّ شَيءٍ..
فِي أَوَّلِ الأَمْرِ دُهِشَ أَنْطُونْيُو كَثِيرًا، وَلَكِنَّهُ بِمُرُورِ الأَيَّامِ قَدْ أَلِفَ حَيَاةَ الغِنَى وَالثَّرَاءِ وَظَهَرَ عَلَيْهِ الكَسَلُ..
فَأَصْبَحَ لَا عَمَلَ لَهُ، إِلَّا أَنْ يَصِيحَ وَيَصْرُخَ، وَيَشْتُمُ ويَتَبَجَّحُ..
تَضَايَقَتِ السَّيِّدَةُ الصَغِيرَةُ مِنْ ذَلِكَ الحَالِ وَتَرَكَتِ العِنَايَةَ بِالمَنْزِلِ..
وَأَصْبَحَتْ تَقْضِي سَاعَاتٍ طَوِيلَةً جَالِسَةً تَنْظُرُ إِلَى النَّهْرِ بِحُزْنٍ عَمِيقٍ..
العِنَايَةُ بِالمَنْزِلِ أَصْبَحَتْ قَلِيلَةً..
وَالعَمَلُ فِي الحُقُولِ أَصْبَحَ قَلِيلًا..
وَاسْتَمَرَّ أَنْطُونْيُو يَصِيحُ وَيَصْرُخُ وَيَشْتُمُ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ كُنْتُ مَجْنُونًا عِنْدَمَا تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً خَرَجَتْ مِنَ النَّهْرِ، كُلُّ مَا يَأْتِي مِنَ النَّهْرِ سَيِّء وَلَا يُسَاوِي شَيْئًا..
قَامَتِ السَّيِّدَةُ الصَّغِيرَةُ فِي سُكُونٍ وَرَاحَتْ تَمْشِي نَحْوَ النَّهْرِ، وَهِيَ تُغَنِّي بِصَوْتٍ جَمِيلٍ رَقِيقٍ حَزِينٍ.
وَفِي الحَالِ اجْتَمَعَ الخَدَمُ وَالرُّعَاةُ وَعُمَّالُ الحُقُولِ، وَسَارُوا جَمِيعًا..
فَسَارَتْ خَلْفَهُمُ الطُّيُورُ وَالدَّوَاجِنُ وَالمَاشِيَةُ وَالأَغْنَامُ، وَمَرُّوا أَمَامَ السَّيِّدَةِ الصَّغِيرَةِ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى النَّهْرِ..
وَبَعْدَ لَحَظَاتٍ، كَانُوا جَمِيعًا قَدِ اخْتَفَوا..
خَرَجَ أَنْطُونْيُو، وَصَاحَ يَطْلُبُ إِلَيْهِمْ أَنْ يَبْقُوا، وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ..
وَاسْتَمَرَّتِ السَّيِّدَةُ الصَّغِيرَةُ فِي الغِنَاءِ، فَرَأَى أَنْطُونْيُو البَيْتَ الجَمِيلَ يَتَحَرَّكُ، وَيَخْتَفِي فِي النَّهْرِ…
ثُمَّ اخْتَفَتْ أَمِيرَةُ النَّهْرِ أَيْضًا..
وَوَجَدَ أَنْطُونْيُو نَفْسَهُ يَقِفُ وَحِيدًا، وَسَطَ حَقْلِ البِطِّيخِ…
إِلَى جِوَارِ کُوخِهِ الصَّغِيرِ القَدِيمِ.