التنمية البشرية للأطفال pdf قصة فن كتابة القصة مكتوبة ومصورة

نستكمل سلسلة قصصية عن التنمية البشرية للأطفال وقصة اليوم بعنوان: فن كتابة القصة.

فن كتابة القصة

كان الأستاذ حكيـم مـن أشهر كتـاب القصـص، وكان متزوجـا بصحفية مشهورة، وقد رزقه الله طفلا سماه حسنا، وسعد به سعادة كبيرة.

وكان يحكي له كل يوم حكاية من تأليفه، فنشأ حسن محبا للقصص والحكايات.

وقد أجـاد حسـن القراءة والكتابـة، وهـو فـي الصـف الثاني الابتدائي، فكان يدخـل إلـى مكتبـة البيـت، ويأخـذ القصص الموجودة بهـا، ويقرأها.

فلمـا صـار فـي الصف الثالث الابتدائـي كـتـب قصة صغيرة من عدة سطور، ثم عرضها على والديه.

قرأ والد حسن القصة، فرأى أنهـا بدايـة جيدة تدل علـى وجـود موهبـة، ولكنها تحتاج إلـى الـتـعـلـيـم والدراسة.

فقرر أن يأخـذ ابنـه مـعـه إلـى صـالـون الأدباء الصغار الذي تقيمه وزارة الثقافة.

وكان هذا الصالـون يقـام يومي الاثنين والخميس، ويشهده عدد كبيـر مـن الشـعراء والكتّاب، ويأتـي إليـه الأطفال الموهوبـون مـن كل الأعمـار.

التنمية البشرية للأطفال

فلمـا كـان يـوم الاثنين، اصطحـب والـد حسـن زوجتـه وابنـه إلـى الصالون الأدبـي كـي يتعـرف حـسـن علـى قواعـد كتابة القصص.

في الصالون الأدبـي، وقـف نـاقـد أدبـي مشـهور على المنصة، وبدأ يتحدث عن أنواع القصص، فقال: الفـن القصصـي أنـواع كثيرة، منـه القصة القصيرة والروايـة والأسطورة والمذكرة.

كما أنّ هنـاك القصة العاطفية والقصة التاريخية والقصة الاجتماعية والقصة السياسية وغير ذلك.

ومـا يعنينـا بالنسبة للأطفـال هـو القصة القصيرة؛ والتي تتصاعد فيه الأحـداث وتتصـارع الشخصيات في قالب زمني محدد ومـكـان محـدد، وهـي فـي الغالـب تعتمـد علـى بطـل واحـد تدور الأحداث حوله.

وكان بين الحاضرين كاتبـة مشهورة، فاستدعها النـاقـد، وطلـب منـهـا أن تتحـدث عـن فـن كتابـة القصة، فوقفت على المنصة، وقالت:

يمكـن كتابة قصة قصيرة في صفحتين أو ثلاث؛ بـأن تـخـتـار حدثا أو سلوكا تريد التمسك به أو التحذير منه، بحيث يكـون مـمـا يحـدث فـي حياتنا، وتتخيـل اسمين أو ثلاثة، وتخترع أو تتخيـل أمـرا مـا حـدث بينهم، واجعـل واحـدا مـنـهـم هـو البطل، وتدخـل فيها بعض الخلافات فـي الـرأي والطبـاع، وهـذا يسمى الصراع، وحاول أن تجعل لها عقدة.

وقـف حـسـن مـن بيـن الجالسين، وسـأل الكاتبـة المشهورة: وما معنى أن أجعـل لـهـا عقـدة؟

فقالت: أي اجعـل الأمـور تـتأزم فـي الجـزء الأخيـر مـن القصـة، ثم ضـع حـلا لهذه المشكلة بأحـداث وأسماء خيالية.

وقد تتـرك الشخص – البطل – يحكـي بنفسـه القصة، وقد تكون أنت (الكاتب) الذي تحكيها.

فوقفت طفلة جميلة اسمها حسناء، وسألت: وكيـف يـكـون حـل العقـدة؟

فقالـت الكاتبـة: الحـل يكون دائمـا بانتصـار الخيـر، أو بالتغييـر إلـى الأحسن، أو بغلبة المثل العليا.

القصة القصيرة

طرح الناقد على الحاضريـن سـؤالا وهو: كيف تكتب قصة مشوقة يقبل عليها الناس ويستمتعون بقراءتها؟

فرفع الأستاذ حكيـم والـد حسـن يـده، فاستدعاه النّاقد إلى المنصة، فوقف الأستاذ حكيم عند المنصة، ثم قال: كـي تكتـب قـصـة مشوقة يقبـل النـاس عليهـا عليـك أولا باختيار موضـوع جميـل وذي مغزى واضح، ثم اكتبـه ببساطة وبطريقة متأنية، ولا تكون متعجـلا فـي السـرد، واهتـم بالأسلوب الذي تكتـب بـه القصـة، وحاول أن تتجنب الإسهاب الذي لا يضيف للمعنى جديدا.

في نهاية اللقاء، أعلـن النـاقـد عـن مسـابقة بين الأطفـال فـي كتابـة القصـة، ورصد جوائز قيمة لأحسن قصص، وقال:

اعلموا أيها الأطفال، أنه ليس ضروريا أن تكون القصـة التـي سـتكتبونها حقيقيـة، بـل مـن الرائـع أن يصـوغ خيالكـم قصة جميلة.

فرح الأطفال بالمسابقة، وراح كل واحد منهم يستعد، وبـدأ حسـن يقرأ قصصـا كثيـرة، ثـم كـتـب قـصـة طبـق فيـهـا مـا تعلمه.

ففازت قصته بالمركز الأول، وحصل حسن على الجائزة الكبرى في كتابة القصة.