قصص واقعية مؤثره جدا قصة شجر التوت
استكمالا لسلسلة قصص واقعية مؤثره جدا، نقدم لكم اليوم القصة السادسة بعنوان: شجر التوت.
دق جرس الباب بعد الثانية ظهرا.. فتحت الزوجة وهي باسمة تستقبل زوجها، فهذا ميعاد عودته.. ولكن سرعان ما تقطب وجهها.
فالزوج متعب تعلوه كآبة على غـير عادته..
دخل مندفعا إلى حجرته متجاهلا نداءات ابنـه الصغير..
جلس على مؤخرة السرير بثيـاب العمـل، وأشعل سيجارته ليدخنها بعصبية واضطراب.
عيونـه يتطاير منها شرر الغضب..
سألته الزوجة بلهفة: ما بك؟
رد الزوج بخشونة: كفى عن التساؤلات، ودعيني وشأني.
مرق الابن الصغير نحو والده وارتمي بين أحضانه لكـى يداعبه، لم يستجب له والده، بل نظـر إلى أمـه قـائلا: أخرجي هذا الولد.
خرجت لتبعده، وسرعان ما عادت إليه لتكـرر عليـه السؤال بهدوء، آملة أن يفصح لها عن سبب غضبه.
بعـد فترة ليست بقصيرة تتكلم الزوج بعصبية ثائرا: اليـوم تساوي الطيب بالخبيث.. ياله من زمـن لعـين..
ردت الزوجة متسائلة: ماذا تعنى بذلك؟
أجاب: أعنى نفسى وزميلي في العمل شوكت لقد تساوينا اليوم في عينين
مجرد ثقوب في وجه رئيس محروم من فطنة التمييز فهو کاللیل تستوى معه جميع الألوان.
ثم عقب قائلا: أصبت بإحباط شديد، قالت الزوجة باستنكار والفعـال الأستاذ شوكت المستهتر الذي لا يخاف الله!
قصص واقعية مؤثره جدا
تنهد الزوج من الأعماق، ثم أشعل سيجارة جديدة، وسار متجها نحو شباك الحجرة المطل على الحديقة، وقف يتنفس بعمق لإحساسه باختناق الظلم الذي لحق به.
أشار بإصبعه تجاه شجرتين متجاورتين.. شجرة توت مثمرة تجمع تحتـها عدد من الأولاد يقذفوها بالطوب لتسقط لهم حبـات التوت.
وشوكت كشجرة الصفصاف، ورغم ذلك تساوينا في التقرير السنوى لهذا العام، ثم تساءل: أليس من الظلــم أن أعطـى فأقذف بالحجارة.. إنه الظلم بعينها.
وعلى التو ردت الزوجة بإيمان وقالت: أنظرت إلى الله سوف يهون عليك ما تشعر به، بل الزوج على ما سمعـه من زوجته ولكنه بدأ يهدأ.
بعد لحظات دخل عليه ابنـه البكر أسامه فرحا مهللا يزف إليه نبأ أمامه نجاحه بتفـوق.
فعلت الفرحة والبشاشة وجه أبيه، فاقبل عليه واحتضنه مباركا ومهنئا.
ثم سأله عن نتيجة ابن زميله شوکت ما نتيجة حسام زميلك؟
رد أسامه واجما: وآسفاه.. رسب يا والدي بالمرة..
وهنا قالت الزوجة بصوت خفيض: اللهم لا شماتة..
بعدها خاطبت زوجها قائلة: هل تساوت شجرة التوت بشجرة الصفصاف أمام النظرة الإلهية يا أسامه؟
فرد الزوج في خشوع: آمنت بك يا إلهي، وسلمت أمري إليك، وما انتظرت الجزاء إلا منك.