قصص واقعية مؤثره جدا للفتيات قصة أمل ورجاء
استكمالا لسلسلة قصص واقعية مؤثره جدا للفتيات نقدم لكم اليوم القصة الخامسة بعنوان: أمل ورجاء.
أمل ورجاء
في وقت الغروب كل شي غامض تكسوه طلال السحب الرمادية الكثيفة..
ويرتجف بقطرات المطر، وبرياح لم تجد ما يعوقها خلال الحقول المنبسطة على مدى البصر.
في ذلك اليوم الحزن المقيض المكظـوم اللاهـث.. تـردد الحوقلة مرات ومرات.
الحزن
عبرات تتوالى من عينيها كأنها في سباق مـع قـطـرات المطر!!
لحظات، وانبعثت الشمس مـن بـيـن ظـلال السحب على استحياء كالقرص الأحمر الملتهب، تنحـدر رويدا خلف السماء.
أخذت ترقب انحدارها بعينين مثبتتين حتى غاصت فی قلب السماء البعيد، تاركة الشفق الأحمـر وراءها.
هذا المنظر الطبيعي الساحر عايشته باكتئاب وتكـدر على أثره، خالت الشمس شابة حسناء في حالة احتضار، بينما الشفق الأحمر القاني من ورائها يبدو دماء وجراحا ونيرانا تبعث في القلوب الحزن والاكتئاب.
غروب الشمس
وأخـذت تتمتم بشيء من الإيمان: إنه الموت المقدر بطريقة مـا في مكان ما، في لحظة ما، إنه يأتي لا محالة..
ارتسمت أمـام عينيها صورة فلذة كبدها وهي طريحة الفراش، فراش المرض الخبيث الذي ينهشها، وهي في ريعان شبابها النضير.
غص حلقها بدموعها، فصرخت من داخلها صـرخة مكتومة، منعت انطلاقها بقبضة يدها، ثم رفعت وجههـا إلى السماء لائذة بكل الإيمان القوى: يا رب .. يا رب.
الشفاء
وتمر الأيام..
ومع انبثاق خضرة الربيع الجديـد، وتفتح أزاهيره العطرة، بزغت بارقة أمل وضاءة، أشاعت في نفسها الارتياح والأمان، زفها إليها الطبيب المعالج لابنتها.
فأحست أن فرحتها أكبر منها..
ثم إن فرحتها لا تمكنـها مـن الاستقرار في مكان ما، بل تدفعها للقيـام للـنـط، بـل الركض.
تريد أن تصرخ.. أن تحضن كل من حولها، انطلقت خفيفة الخطو كحمامة تطير إلى شـرفة بيتـها لتعايش وقت الغروب.
عاشته بتفـاؤل خـضرة الربيـع المنتشرة، وداعب أنفها أريج أزاهيره الفواحة.
رفعت عينيها بصفحة السماء حيث بدت لهـا زرقتـها كأصفى ما تكون الزرقة.. أحست معها بصفاء قلبـها.
فأخذت ترقب انحدار قرص الشمس الذهبي، وهي تخالـه عروسا في ليلة عرسها البهيج، تزفها ملائكـة السماء لمكان ما بعيد، لتبث فيه ضياء يوم جديد..
بينما الشفق الأحمر من ورائها ورود وأزاهير حمراء بلـون البهجـة والهناء.
رفعت يديها نحو علياء الإله حاملة قلبها النابض لينطق مع لسانها بأسمى آيات الشكر والحمد..