حكايات للاطفال مكتوبه قصة الباب الخلفي
من الأشياء المحببة إلى الأمهات حكايات للاطفال مكتوبه لكى ترويها للطفل ويتعلم منها واليوم مع حكاية جديدة بعنوان: الباب الخلفي.
كان الحاج صالح يعيش في قريته الصغيرة والحبيبة إلى قلبه عيشة هنيئة وسعيدة، باسطا جناحيه على أسرته الكبيرة المكونة من عدة أبناء كلهم من الذكور.
وكان ابنه ماجد منذ نعومة أظافره هو ساعد والده الأيمن، الذي يتكئ عليه إذا كل أو أصابه التعب الشديد…
وكان نعم العون له في إيجاد قوت الأسرة الكثيرة العدد، لم يفكر الحاج صالح أو يخطر بباله أن يلحق ابنه ماجد بالمدرسة الموجودة في هذه القرية البعيدة، وذلك لانشغالهما بهموم البحث عن لقمة العيش وتوفيرها، لتسد رمق الأسرة الكبيرة…
كبر ماجد وترعرع واشتد عوده، وأصبح الآن شابا يافعا يقارب الخامسة عشر من عمره.
بداية الطريق
وذات يوم وهو في طريقه إلى عمله في حقل أبيه، قابله ولد صغير في طريقه إلى شيخه في الكتّاب يحمل قطعة خشبية (اللوح) مخطوط عليها بعض حروف الهجاء، وبعض الكلمات البسيطة والتي تتكون من حرفين.
أمسك ماجد باللوح وأخذ ينظر إلى ما هو مكتوب عليه ويتفحصه، لا يفهم ولا يفقه منه شيئا…
قلب اللوح مرة ومرة، وهو لا يدري ما خط فوقه، لا يرى إلا خطوط حبر أسود لا يعرف لها تفسيرا.
طلب ماجد من الغلام أن يقرأ ما هو مكتوب على اللوح، فانطلق الغلام كالسهم قارئا ما في لوحه من الحروف والكلمات دون توقف أو إبطاء.
تحسر ماجد على حاله وأضمر في نفسه شيئا ما، لم يكمل ماجد سعيه إلى الحقل ولكنه يمم وجهه شطر كتّاب سيدنا القريب من منزلهم..
كان الوالد ينتظر ماجد في الحقل ليكملا عملهما من حرث وغرس، تأخر ماجد عن المجيء مما أثار انتباه والده وقلقه..
ولما عاد الوالد إلى المنزل في وقت الظهيرة ليأخذ قسطا من الراحة ويتناول غداءه، سأل عن ماجد وعن سبب عدم مجيئه، فلم يرد من في المنزل له جوابا يشفي قلقه ولهفته.
الكتاب
عاد ماجد من كتاب سيدنا ليخبر والده عما قرره، أريد أن أتعلم يا أبي العزيز، قالها ماجد بصوت خافت خوفا من ردة فعل أبيه.
رحب الوالد بالفكرة على أن ينظما الأوقات بينهما، واتفقا الأب والابن على أن يذهب ماجد في الفترة الصباحية للكتاب ليتعلم، وفي الفترة المسائية للحقل لمساعدة والده.
وفي السنة التالية التحق ماجد بالسنة النهائية من التعليم الأساسي، وكان التحاقه في قسم المنازل وذلك لكبر سنه.
وبعد أن اجتاز كل الاختبارات ونجح فيها نجاحا باهرا، التحق ماجد بالمدرسة الإعدادية بالمركز.
فانكب على دروسه في شغف شديد، فلم يكن يترك درسا من الدروس إلا وكان يفهمه فهما جيدا، ويحفظه حفظا شديدا.
وفي نفس الوقت لم يهمل مساعدة والده في العمل بالحقل لتوفير العيش اللازم للأسرة الكريمة.
بعد ثلاث سنوات من بذل الجهد والعرق في تحصيل الدروس حاز ماجد على الشهادة الإعدادية، وكان حاصلاً على المركز الأول مما جعل أباه سعيدا وفخورا به.
مرت ثلاث سنوات أخرى وحصل ماجد على الثانوية العامة بمجموع يجعله مؤهلا للدخول لأحسن الكليات وأعلاها.
الباب الخلفي
وهنا اختـار ماجد كلية اللغة العربية والتحق بها واجتـاز سنواتها الأربع في تفوق، وحصل على الشهادة العليا لها بأعلى مستوى، مما جعله مؤهلا للدراسات العليا فيها.
فتقدم ماجد لنيل درجة الماجستير فقدم بحثا لم ير أفضل منه لغة وحسنا وتنسيقا، فنالها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
ثم تقدم لنيل درجة الدكتوراه ببحث لم ير له نظير في فرع من فروع لغتنا العربية الحبيبة لنا جميعا.
فنال أرفع وسام وأصبح مدرسا في الجامعة، يدرس ويحاضر لطلبته بكل جد وإخلاص.
وهكذا أصبح ماجد من أشهر أساتذة اللغة العربية، مما جعل أشهر الجامعات تتنافس عليه لكي يذهب لإلقاء المحاضرات على طلابها.
فبالرغم من دخول ماجد من الباب الخلفي للعلم إلا أنه أصبح يحوز أعلى الشهادات والتقديرات فيه..
العبرة من القصة
فليس المهم من أي باب تدخل ولكن المهم أن تكون الأول.
اقرأ أيضا قصص