حكايات للأطفال مكتوبة قصة الكتابة على الصخر
اليوم مع حكاية جديدة من حكايات للأطفال مكتوبة قصة اليوم بعنوان: الكتابة على الصخر.
مشى الصديقان سويا كل منهما يمسك بيد صاحبه، وهكذا كانا يمشيان في أي وقت وأي مكان، فقد جمعهما شارع واحد، وقرب بينهما الحظ، فجعل بينهما متجاورين.
كانا الصديقان لا يفترقان إلا عند نومهما، فقد كان متقاربين في العمر، يفصل بين مولديهما عدة أيام.
وكانا في مدرسة واحدة، بل زاد التقارب بينهما فكانا في نفس الفصل الدراسي، بل كانا في مقعدين متجاورين وملتصقين ببعضهما البعض.
يذهب الصديقان سويا إلى المدرسة، ويرجعان سويا إلى منزليهما.
وفي أجازة نصف العام الدراسي قررت المدرسة التي يدرسان فيها القيام برحلة إلى جنوب مصر؛ حيث يتعرف التلاميذ على حضارة بلدهم القديمة التي استمرت منذ آلاف السنين.
سافرا الصديقان مع تلاميذ المدرسة ومدرسيها إلى جنوب البلاد، ليشاهدوا عبق التاريخ..
ويتمتعوا بما صنع الأجداد من حضارة أذهلت كل العالم من حولهم، فأرسلت الدول سائحيها ليتمتعوا بهذه المناظر الخلابة.
وفي يوم من الأيام خرج الصديقان مع بقية الزملاء ليزورا آثار مصر الخالدة في مدينة الأقصر، انعطفا الصديقان فأصبحا بمفرديهما بعيدا عن جموع أفراد رحلة المدرسة.
أخذا الصديقان يتبادلان أطراف الحديث ويتجادلان في مسائل شتى، حتى اختلفا مع بعضهما في رأي من الآراء.
اندفع أحد الصديقين وكان حادا في المناقشة والجدال إلى صديقه الآخر..
وضربه بشدة على وجهه ضربة قوية، لم يرد عليه صديقه والتزم السكوت والصمت.
ثم جلس الصديق المضروب على الرمال وكتب اليوم ضربني أعز أصدقائي على وجهي.
لما رأى الصديق أنه تعدى على صديقه ورفيق دربه، وأحس بخطئه الشديد، اعتذر لصديقه عما بدر منه، وتأسف له كل الأسف.
فقبل صديقه الآخر اعتذاره، ثم سارا الصديقان كما كانا متعودين ممسكين بأيديهما معا.
وصل الصديقان على شاطئ النيل العظيم، وشاهد مياهه العذبة الصافية تعكس صور الآثار الخالدة على صفحاتها الجميلة.
فأغراهما برودة مياهه وجمال منظرها الرائع الذي يأخذ بالألباب..
فقـررا أن يغتسلا في ماءه العذب الصافي ليتبردا من شدة الحر في وقت الظهيرة.
حكايات للأطفال مكتوبة
نزل الصديقان إلى المياه ليستحما، ومن عذوبة المياه وجمالها غاص الصديق – الذي كان قد ضربه صديقه الآخر – في المياه ودخل في جوف النهر حتى أصبح قريبا من منتصفه.
وفي أثناء ذلك أصابه التعب والإرهاق الشديد، فلم يقدر على السباحة والعوم في مياه نهر النيل الخالد، وكاد أن يغرق، لولا أنه أسرع فنادي على صديقه بصوت عال.
لما سمع الصديق الصوت وجد صديقه يشرف على الغرق، فأسرع نحوه وبكل عزم جذبه بشدة حتى أخرجه إلى الشاطئ، فأنقذه من الموت المحقق.
جلس الصديق الذي كاد أن يغرق على صخرة في جانب النهر العظيم ونحت عليها: اليوم أنقذ حياتي أعز أصدقائي.
تعجب صديقه وسأله: لماذا كتب على الرمل لما ضربتك؟ ولما أنقذتك نحت على الصخر؟!!
فأجابه صديقه: يا صديقي العزيز نحن نكتب على الرمال أذية الآخرين لكي تمحوها رياح التسامح.
ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفا، فعلينا أن ننحت ما فعل معنا على الصخر، حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكنها أن تمحيها.
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال.. لعل ريان تأتي عليها وتمحيها، وأن تنحتوا المعروف على الصخر، لكي أي نوع من الرياح على أن يمحيها.