قصص الحديث النبوي أصحاب الغار قصة مكتوبة للاطفال
ما زلنا مع قصص الحديث النبوي وقصة اليوم بعنوان: أصحاب الغار.
كان هناك ثلاثة رجال خرجوا في حاجة لهم، وفي أثناء الطريق أمطرت السماء عليهم مطرا شديد، فأردوا أن يحتموا من المطر فوجدوا كهفا في جوف الجبل، فدخلوه هربا من المطر الشديد، وما إن دخلوا الكهف ثلاثتهم حتى سقطت صخرة ضخمة جدا، فسدت مدخل الكهف عليهم، فلم يستطيعوا الخروج منه، واحتار الثلاثة في أمرهم.. وتساءلوا كيف نخرج من هذا الكهف، فالصخرة ضخمة جدا، ولا يستطيعون تحريكها.
وجلسوا يفكرون كيف ننجوا من هذه المحنة؟
الدعاء المستجاب
فقال أحدهم: لن نستطيع النجاة من هذه المحنة إلا بعد أن ندعوا الله بأفضل الأعمال التى قمنا بها في حياتكم، وهنا قال الأول: كان لي والدان – أبي وأمي – وكانا كبيرين في السن، وكنت أحلب اللبن من الشاة ليلا، وكنت أطعمهما قبلي وقبل زوجتي وأولادي.
وفي إحدى الليالي حلبت اللبن وأتيت إليهما ليشربا منه، فوجدتهما نائمين، فوقفت عندهما بإناء اللبن انتظر استيقاظهما، وكان أطفالي يتألمون من الجوع بجواري، وظللت واقفا على هذه الحال حتى طلع الفجر، فاستيقظ والدي، وشربا اللبن قبل أولادي الصغار.
ثم توجه إلى الله تعالى وقال: إن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه، فتحركت الصخرة قليلا.
قضاء حوائج الناس
وقال الثاني: كانت لي ابنة عم، وكنت أحبهما حبا شديدا، وذات يوم أصابتها مصيبة، واحتاجت للمال، فجاءتنى تطلب مني أن أساعدها، فأعطيتها المال على أن تمكنني من نفسها.
فقالت لي: اتق الله، ولا تفعل ذلك إلا بعد الزواج، فتركتها وأعطيت لها المال، فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك يا رب، ففرج عنا ما نحن فيه فتحركت الصخرة قليلا.
استثمار المال
وقال الثالث: وأما أنا فكنت استأجرت عمالا ليصنعوا لي شيئا، وأعطيت كل واحد منهم أجره إلا واحدا منهم مشى قبل أن يأخذ أجره، فأخذت ماله واستثمرته له حتى أصبح ثروة كبيرة.. من غنم وإبل وبقر، ثم أتاني بعد فترة يطلب أجرته، فقلت له: كل هذا البقر والغنم والإبل هي لك، فتعجب وقال لي: أتهزأ بي؟
فقلت له: لا وأخبرته أني استثمرته له حتى صارت ثروة، فأخذها كلها ولم يترك منها شيئا.. فإن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه، فتحركت الصخرة، وأصبح باستطاعتهم الخروج من الكهف.. فخرجوا منه.
ما يستفاد من القصة
أولا: فضل بر الوالدين، وما فيه من الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
ثانيا: تعظيم حرمة التعدى على الأعراض، وأن الاستعفاف عن الحرام يوجب من الله تعالى الرضا عن العبد وتوفيقه.
ثالثا: وجوب أداء الحقوق إلى أهلها، والنصح لهم في هذه الحقوق بما ينميها لهم، وليس بما يضيعها.
رابعا: الدعاء أعظم العبادات إلى الله تعالى، وأنه من أهم أسباب رفع المحن، وتفريج الكرب، وقضاء الحوائج.