قصص الحديث النبوي القاتل التائب قصة مكتوبة للاطفال
ما زلنا مع قصص الحديث النبوي وقصة اليوم بعنوان: القاتل التائب.
كان فيمن كان قلبنا رجل من أشد الرجال قسوة، وشراسة وإجراما وعتوا، وكان كثير القتل والفتك بالناس، حتى أنه من قسوته قتل تسعة وتسعين إنسانا.
ولكن قلوب العباد تتقلب وتتغير، وذات يوم تساءل في نفسه: لماذا اقتل؟
لماذا أخالف أمر الله؟
وتاقت نفسه إلى التوبة إلى الله تعالى، ولكن مهلا هل لي من توبة بعد هذا القتل؟ هل يقبل الله توبتي؟
وتفكر الرجل لابد أن أسأل أحدا من أهل العلم عن ذلك، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على راهب من الرهبان، وعادة ما يتفرغ الرهبان للعبادة ويكون علمهم قليل، فأتاه فقال له: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟
فأفتاه الراهب بغير علم، وقال له: لا.. لا توبة لك، كيف يتوب الله عليك؟ وقد قتلت تسعة وتسعين نفسا؟
فغضب الرجل منه غضبا شديدا وقتله، فكمل به مائة.
ولكن نفسه لا تزال تتمنى التوبة، فماذا يفعل؟
إنه قتل رجلا آخر الآن، وليس أي رجل.. إنه راهب تفرغ لعبادة الله فهل يتوب الله عليه بعد هذه الجريمة؟
ثم إنه سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟
فقال: نعم ومن يحول بينك وبين التوبة، اذهب إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
فأنطلق إلى تلك الأرض حتى إذا أصبح في نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا إلى الله.
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له..
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التى أراد الذهاب إليها فقبضته ملائكة الرحمة.
ما يستفاد من القصة:
أولا: باب التوبة مفتوح لكل من عمل السيئات سواء الذنوب الصغيرة أو الذنوب الكبيرة.
ثانيا: من تاب إلى الله تعالى خالصا من قلبه تاب الله عليه ورحمه.
ثالثا: التوبة واجبة على كل أحد من الناس.