قصص الحديث النبوي المقترض الأمين قصة مكتوبه للاطفال
ما زلنا مع قصص الحديث النبوي وقصة اليوم بعنوان: المقترض الأمين.
في قديم الزمان ذهب رجل إلى صاحب له يطلب منه أن يسلفه ألف دينار..
فأراد صاحب المال أن يضمن ماله، فأخذ يفكر كيف أضمن مالي؟
فرأى أن أفضل ضمان له أن يشهد عليه شهداء من الناس، أو أن يأتيه بمن يكفله في ماله.
فقال صاحب المال للرجل: ائتنى بالشهداء أشهدهم.
فقال له الرجل المقترض: كفي بالله شهيدا.
قال صاحب المال: فأتني بالكفيل.
فقال الرجل المقترض: كفي بالله كفيلا.
قال صاحب المال: صدقت ثم دفع إليه المال إلى وقت اتفقوا عليه.
فخرج الرجل المقترض في البحر لشغل له، فلما قضى حاجته وشغله أراد أن يعود ليرد لصاحب المال ماله.
فالتمس مركبا يركبها ليعود إلى صاحب المال قبل الوقت الذى تواعدوا عليه، فلم يجد مركبا.
فأصبح مهموما لا يدري ماذا يفعل؟ وكيف يرد المال إلى صاحبه؟ وهو لا يجد طريقة للعودة بها.
يا الله.. ماذا أفعل؟
وهنا هداه الله إلى طريقه ليعيد بها الدين إلى صاحبه.. فيا ترى ما هي هذه الطريقة؟
كانت الطريقة أنه أخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار التى استلفها، ووضع ورقة مكتوب عليها رسالة إلى صاحب المال يبين فيها سبب عدم قدرته على العودة إليه.
ويخبره بأن هذه الألف دينار هي دينه الذي اتفق على أدائه له.
ثم غطي المال والرسالة، ثم رماها في البحر.
قصص الحديث النبوي المقترض
ثم دعا الله تعالى وقال:
اللهم إنك تعلم أني كنت استلفت فلانا ألف دينا، فسألني كفيلا فقلت: كفي بالله كفيلا، فرضي بك.
وسألني شهيدا، فقلت: كفي بالله شهيدا فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له، فلم أقدر..
وإني استودعكها.. ثم انصرف.
وخرج الرجل الذى كان أسلفه المال ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التى فيها المال، فأخذها لأهله حطبا يتدفئون به.
ولم يكن يعلم بما في داخلها، فلما نشرها وجد المال والرسالة.
ثم قدم الذي كان اقترض المال فأتي بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذى أتيت فيه.
قال له صاحب المال: هل كنت بعثت إلى بشيء؟
قال الرجل المقترض: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذى جئت فيه.
فقال صاحب المال: فإن الله قد أدى عنك الذى بعثت في الخشب، فانصرف بالألف دينار راشدا.
ما يستفاد من القصة:
أولا: الله هو خير الشهداء على الناس، وهو الكفيل لهم وعليهم.
ثانيا: وجوب الوفاء الحقوق مهما لزم الأمر.
ثالثا: الاستعانة بالله في كل الأمور توجب قضاءها وتيسيرها.
رابعا: من أراد قضاء الدين وكانت نيته خالصة في ذلك قضى الله عنه ويسر له أمره.