قصص الحديث النبوي الذئب والرضيع
اسمحوا لنا أن نقدم لكم اليوم بداية سلسلة قصصية جديدة بعنوان قصص الحديث النبوي، وقصة اليوم بعنوان الذئب والرضيع.
كان في قديم الزمان امرأتان… وكانتا صديقتين … أشد ما يكون من الصداقة بينها ..
وكان لكل واحدة منها ابنا رضيعا….. هو كل مالها في الدنيا …. فكانت كل واحدة منها تحب ابنها حبا شديدا..
وفي يوم من الأيام اتفقت المرأتان على الخروج سویا لبعض حاجات لهما يقضينها…..
ولا شك أخذت كل واحدة منها ابنها معها …. وسارا في الطريق …ثم بدا لهما أن يضعا أبناءهما في مكان لحين قضاء بعض أمورهما.
وكان في هذه الأثناء ذئب متربص بهما وبأولادها ..
فما أن التفتنا عن الرضيعين حتى انقض الذئب عليهما وخطف أحد الرضيعين وفر هاربا به ….
صرخت المرأتان صرخا عظيما …. فإنها لهفة الأم على رضيعها … ابني .. ابني …. الذئب .. خطف ابني.
ولكن قد علمت المرأة الكبرى منهما أن الابن الذي ذهب به الذئب هو ابنها هي.
ومع هذا … فقد ادعت ظلما أن الابن الذي لم يأخذه الذئب هو ابنها فتصارختا وتعاركتا … كل واحدة تقول أن الابن الذي نجا هو ابنها..
سمع الناس صراخهما … وشهدوا عراكهما …. ولا يعلم الناس من منهما صادق ، ومن منهما كاذب …..
فقال أحد الناس : اذهبا إلى نبي الله داود عليه السلام ليحكم بينكما ..
فذهبا إلى نبي الله داود عليه السلام فحكم للمرأة الكبرى بالولد …. وهو ليس ابنها … لعلمه أن الحق سيظهر قبل خروجهما من مجلسه …
فلما خرجا من عند نبي الله داود عليه السلام قابلها نبي الله سليمان علیه السلام فقصتا عليه القصة ….
وكان شديد الذكاء … فقال لهما: لا تحزنا … أئتوني بسكین …..
قالتا: سكين !!! لماذا ؟؟!!
قال: لأقطعه نصفين وأعط كل واحد منكما نصفا.
فقالت الصغرى: لا هو ابنها..
فقال سلیمان علیه السلام: بل هو ابنك لأنك خفت عليه وهي لم تخف عليه.
ما يستفاد من القصة
أولا: حنان الأم عاطفة عظيمة خلقها الله في الأم وحدها اتجاه أبنائها، تجعلها قادرة على القيام بأعباء عظيمة في سبيل الحفاظ على أبنائها.
ثانيا: وجوب الصدق في القول لاسيما ما يتعلق بالحقوق من أولاد أو أموال.
ثالثا: لا بد من الحفاظ على الأبناء والاهتمام بهم والقيام بحقوقهم.
رابعا: الحق دائما منصور … وإن غلب الباطل وقتا فالنصر أخيرا للحق.
