حكايات عن الرسول قصة رجل أصابته صاعقة من الله
أعزائي القراء ما زلنا مع السلسلة القصصية الجديدة بعنوان حكايات عن الرسول وقصة اليوم بعنوان رجل أصابته صاعقة من الله، نتمنى أن تنال رضاكم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على دعوة الناس جميعا إلى عبادة الله وتوحيده فهو الذي قال الله عنه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وفي يوم من الأيام سمع النبي صلى الله عليه وسلم بأحد فراعنة العرب الجبابرة، فأراد أن يدعوه إلى الإسلام..
وخشي أن يدعوه أحد غيره فينفر ولا يستجيب، فأرسل إليه أحد الصحابة وقال له: اذهب إلى هذا الرجل وادعه لي.
فقال هذا الصحابی: یا رسول الله إنه رجل جبار عنيد ولن يستجيب.
فقال له النبی صلى الله عليه وسلم : اذهب إليه فادعه.
فسمع الصحابی کلام النبي صلى الله عليه وسلم وذهب إلى هذا
الرجل الجبار وقال له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك.
فسخر منه هذا الرجل الجبار وقال له: رسول الله!! وما الله؟ ومن أي شيء صنع؟ أمن ذهب هو؟ أم من فضة هو؟ أم من نحاس هو؟
فلم يرد عليه الصحابي وعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قمة الغضب وقال له: يا رسول الله لقد أخبرتك أنه رجل جبار عنيد ولن يستجيب .. ثم ذكر له ما قاله هذا الرجل.
حكايات عن الرسول قصة رجل
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فارجع إليه فادعه.
فعاد إليه الصحابي مرة أخرى وقال له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك.
فأعاد عليه هذا الرجل الجبار نفس الكلمات البذيئة التي قالها أول مرة.
فعاد الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قاله هذا الرجل الجبار.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثالثة: ارجع إليه فادعه۔
فعاد إليه الصحابي وقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك.
وبينما هما يتحدثان إذ بعث الله في تلك اللحظة سحابة قريبة من رأس هذا الرجل الجبار فرعدت ووقعت منها صاعقة على رأسه ففلقتها وفصلتها عن جسده لتسبقه إلى النار، فلما قتل هذا الرجل الطاغية أنزل الله عز وجل قوله: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال).
أي: شديد القوة أو شديد الأخذ.
وهكذا تكون نهاية الطغاة والظالمين والكافرين والمتكبرين.
الدروس المستفادة:
أولا: أن المسلم لابد أن ينشغل بدعوة الناس من حوله والحرص على هدايتهم لإنقاذهم من النار.
ثانيا: أن هناك أناسا قد طمس الله على قلوبهم فلا يستجيبون لدعوة الحق أبدا. قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا).
ثالثا: أن المسلم إذا دعا أحد إلى الله فلم يستجب فعليه أن يحاول مرة ثانية وثالثة حتى يعذر نفسه أمام الله جل وعلا.
رابعا: أن الله يملي للظالمين وللكافرين ولا يعجل عليهم، فإذا أخذهم فإنه يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.