قصص الحيوان في القرآن كبش السماء
أصدقائي نستكمل معكم سلسلة قصص الحيوان فى القرآن وقصة اليوم عن بعنوان كبش السماء نتمنى أن تنال رضاكم.
معلومات في الحظيرة
حسان: تعالوا إلى حظيرة الأغنام.
الأب: هيا… لأعرفكم بأنواعها.
نورة: سبحان الله .. أشكال عديد.
الأب: هذه نعاج وكباش..
حسان: أذنابها لا تشبه بعضها!!
الأب: نعم، فهي من بلاد مختلفة .. من أستراليا وشرق أفريقيا وشمالها، ومن الجزيرة العربية.
نورة: وهذا ليس له قرون؟
الأب: هذه أنثي وتسمی نعجة..
حسان: والذكر يسمى كبشا يا أبي.
الأب: نعم أحسنت، هذا صحيح..
نورة: النعجة لها ثدي، أنظر یا حسان.
الأب: يقال له ضرع… وفيه اللبن، هل تعرفون الأنعام التي نشرب حليبها؟
حسان: نعم أنا أعرف.. الحيوانات التي نشرب حليبها الأبقار والجمال والماعز والضأن ..
الأب: هذا صحيح.. وما هي فوائد الأغنام الأخرى؟
نورة: نأكل لحمها، ونستفيد من أصوافها في صنع الملابس الشتوية.
الأب: وهذا صحيځ أيضا…
نورة: هل الأغنام جاء ذكرها في القرآن الكريم أو لها قصة مع أحد الأنبياء عليهم السلام؟!
الأب: نعم .. ألم تسمعوا بالكبش الذي كان فداء لنبي الله إسماعيل ابن خليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام؟
نورة: كبش كان فداء لإسماعيل؟!
الأب: نعم … ويا لها من قصة عجيبة…
نوره: حدثنا بها يا أبي…
الأب: عاش أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة زمنا، ولم يكن لهم ولد، فدعا إبراهيم عليه السلام الله تعالى أن يهب له ولدا صالحا، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: (ربي هب لي من الصالحين . فبشرناه بغلام حليم).
مولد إسماعيل عليه السلام
وذات مرة هاجر نبي الله إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة من بابل إلى مصر، وهناك في مصر أهدى له ملكها جارية اسمها هاجر لتساعد زوجته سارة..
ثم تزوج إبراهيم عليه السلام هاجر فرزقه الله منها ولدا هو إسماعيل، ثم هاجر نبي الله إبراهيم عليه السلام بزوجته هاجر وولدي الصغير إسماعيل، وذهب بهما إلى مكة حيث تركهما هناك وهي يومذاك واد جاف ليس فيه زرع ..
ودعا الخليل إبراهيم عليه السلام ربه أن يحفظ زوجته وولده في هذا المكان ..
وذات يوم رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أن الله أمره بذبح ابنه إسماعيل..
قال الله تعالى: (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
حسان: الأب طائع لله تعالى، والابن مطيع لوالده ..
الأب: نعم يا بني .. لما وافق إسماعيل على تنفيذ أمر الله – تعالى – أضجع نبي الله إبراهيم ولده إسماعيل ليذبحه، ألصق جبينه على الأرض، وفعل كما فعل الذي يريد الذبح، ولكن السكين لم تقطع حلقوم إسماعيل عليه السلام.
نورة: وهل كان نبي الله إبراهيم سيذبح ابنه إسماعيل؟
الأب: نعم، أليس هذا أمر الله تعالی ليختبره ويبتليه.
نور: وماذا حدث بعد ذلك؟
معجزة من الله
الأب: السكين لم تقطع شيئا من جسد إسماعيل بإرادة الله تعالی.
وبعد أن صدقا الرؤيا وأطاعا الله تعالى فداه الله بذبح عظيم، أي: كبش من الجنة، تام الخلقة، أبيض، ذی قرون طويلة.
فذبحه نبي الله إبراهيم عليه السلام بدلا من ابنه إسماعيل… وصارت سنة عند المسلمين أن يذبحوا لله تعالى في أيام عيد الأضحى ..
حسان: إذا الذبح في عيد الأضحی سنة سنها نبي الله إبراهيم عليه السلام؟ الأب: نعم.. والأنبياء جميعا كما تعلمون دينهم الحنيفية السمحة..
والإسلام، وهو توحيد الله تعالى، وأنه لا معبود بحق سواه، ثم عبادته وحده وطاعته، قال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
حسان: قرأنا عن بناء الكعبة بيت الله الحرام أن إسماعيل عليه السلام ساعد والده في بنائها ..
الأب: نعم يا بني، نبي الله إبراهيم عليه السلام بنى الكعبة، فكان هو يبني وابنه إسماعيل يأتي له بالأحجار يساعده .. حتى أتم البناء ..
حسان: وحتى نبع زمزم كان بسببه.
الأب: هذه أسر مباركة، ذلك أن هاجر وابنها إسماعيل تركهما إبراهيم عليه السلام ذات مرة وأراد السفر.
وكان إسماعيل صغيرا، قالت له زوجته هاجر: لمن تتركنا؟
الله أمرك بهذا السفر؟
فأجاب بنعم…
قالت هاجر: إذا لن يضيعنا…
رعاية الله لإسماعيل عليه السلام
نعم، إن الله لا يضيع أحد خلقه، فهو الرزاق والمنعم المتفضل، وكلمات هاجر هذه تدل على إيمانها العميق، وثقتها بربها، فيجب على كل مؤمن أن يكون واثق بالله تعالى، وأنه تعالى أرحم بعباده من أنفسهم.
نور: فكيف فعلت مع وليدها الصغير؟
الأب: جلست ترضعه، وكان عندها قليل من الطعام والشراب.
ولما نفد الطعام والشراب .. جاعت الأم وعطشت، وجاع الصبي الصغير وعطش، وصار يبكي ويتلوی، فأشفقت الأم هاجر على وليدها.. وجعلت تعلو على جبل الصفا تنظر علها تجد من يكون معه طعام وشراب، والصبي بالقرب من الكعبة يبكي، ثم تنزل وتهرول إلى جبل المروة تعلو تم تنظر فلم تجد أحدا ولم تر شيئا.
وبعد جریها وصعودها وهرولتها سبع مرات نزلت فإذا ملك يطمئنها ویكون سببا في فوران نبع ماء زمزم، ففرحت أشد الفرح، وجعلت تحوطه وتشرب وتسقي وليدها.
نورة: ماء زمزم يجري حتى الآن والناس تشرب منه.
الأب: نعم، ماء زمزم نبع مبارك وإلى ما شاء الله يكون نابعا يشرب منه الناس والحجاج وعمار بيت الله الحرام ..
حسان: عجيب أمر المشركين، يعلمون أن الكعبة بيت الله الحرام ثم يضعون حولها أصناها من الحجارة ويعبدونها…
الأب: مشركو قریش وغيرهم يقولون: إن هذه الحجارة تقربهم إلى الله تعالى مع أنهم ينحتونها بأيديهم من الحجارة..
ولكن عمى القلوب والعقول..
نورة: وهل هناك الآن من يعبد الأصنام في العالم يا أبي؟
الأب: نعم هناك من يعبد الأصنام والأبقار وغيرها من المنحوتات الحجرية والخشبية وغيرها…
حسان: وهؤلاء الكفار والمشركون يقولون أنهم تقدموا وتطوروا…!!
الأب: نسأل الله الهداية والتوفيق .. فالإسلام نعم يا أولادي، فيجب على كل مسلم هداه الله للإسلام أن يتمسك بإسلامه، ويجتهد في طاعة ربه..
نور: وأن نحمده على نعمه الكثيرة… والتي منها كل هذه الحيوانات التي رأيناها في الحديقة ..
حسان: إنها رحلة ممتعه مع عالم الحيوانات .. وقصص شائقة مع أنبياء الله تعالی.