تفسير جزء عم سورة البينة تفسير مكتوب للاطفال
أصدقائي ما زلنا نقدم لكم تفسير جزء عم للاطفال واليوم مع تفسير سورة البينة.
معانى بعض الكلمات
أَهْلِ الْكِتَابِ: اليهود والنصارى.
وَالْمُشْرِكِينَ: عبدة الأوثان والأصنام.
مُنْفَكِّينَ: منتهين.
الْبَيِّنَةُ: الحجة الواضحة.
قَيِّمَةٌ: مستقيمة مستوية.
الْبَرِيَّةِ: الخليقة.
المعنى العام للسورة
ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن اليهود والنصارى وموقفهم من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بان لهم الحق وسطعت أنواره، وبعد أن عرفوا أوصاف النبي المبعوث آخر الزمان، وكانوا ينتظرون بعثته ومجيئه، فلما بعث خاتم الرسل كذبوا برسالته، وكفروا وعاندوا.
ثم تحدثت السورة عن عنصر هام من عناصر الإيمان، وهو إخلاص العبادة الله العلي الكبير، الذي أمر به جميع أهل الأديان، وإفراده جل وعلا بالذكر، والقصد، والتوجه في جميع الأقوال والأفعال والأعمال، خالصة لوجهه الكريم.
كما تحدثت عن مصير أهل الإجرام – شر البرية – من كفرة أهل الكتاب والمشركين، وخلودهم في نار الجحيم، وعن مصير المؤمنين، أصحاب المنازل العالية – خير البرية – وخلودهم في جنات النعيم، مع التبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، جزاء طاعتهم وإخلاصهم لرب العالمین.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة البينة:
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ منْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)
أي: لم يكن أهل الكفر، الذين كفروا بالله وبرسوله من اليهود والنصارى وهم أهل الكتاب، ومن المشركين عبدة الأوثان والأصنام منتهين عما هم عليه من الكفر، حتى تأتيهم الحجة الواضحة.
(رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مطَهَّرَةً)
أي: هذه البينة هي رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم المرسل من عند الله تعالى، يقرأ عليهم صحفا منزهة عن الباطل عن ظهر قلب وهي القرآن.
(فِيهَا كتُبٌ قَيِّمَةٌ)
أي: فيها أحكام قيمة أي: مستقيمة لا عوج فيها، تبين الحق من الباطل.
(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ)
أي: وما اختلف اليهود والنصارى في شأن محمد صلى الله عليه وسلم إلا من بعد ما جاءتهم الحجة الواضحة الدالة على صدق رسالته، وأنه الرسول الموعود به في كتبهم.
(وَمَا أمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)
أى: أن أهل الكتاب ما أمروا في التوراة والإنجيل إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، ولكنهم مع ذلك حرفوا وبدلوا، وبدلا من أن يخلصوا العبادة لله جل وعلا عبدوا أحبارهم ورهبانهم كما قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسیح ابن مریم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا).
فالشاهد أنهم أمروا بأن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء أي: مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام مستقيمين على دين إبراهيم عليه السلام دين الحنيفية السمحة الذي جاء به خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
(وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ)
أي: وكذلك أمروا بأن يقيموا الصلاة على الوجه الأكمل في أوقاتها بشروطها وآدابها وبأن يعطوا الزكاة لمن يستحقها ابتغاء مرضاة الله جل وعلا.
(وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
أي: وكل ما ذكرناه من الإخلاص والعبادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دين الملة المستقيمة – دين الإسلام – فلماذا لا يدخلون في هذا الدين العظيم؟
ثم ذكر الله جل وعلا بعد ذلك مآل الأبرار ومآل الأشرار في دار الجزاء والقرار فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا)
أي: إن الذين كذبوا بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، هؤلاء جميعا يوم القيامة في نار جهنم، ماكثين فيها أبدا، لا يخرجون منها ولا يموتون.
(أُولَئِكَ همْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)
أي: أولئك هم شر الخلق على الإطلاق.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
أي: إن الذين آمنوا وجمعوا بين الإيمان والعمل الصالح والإخلاص.
(أُولَئِكَ همْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
أي: أولئك هم خير خلق الله في هذا الكون.
(جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خشِيَ رَبَّهُ)
أي : ثوابهم في الآخرة على ما قدموا من الإيمان والأعمال الصالحة: جنات إقامة دائمة، تجری أمام قصورها وحواليها أنهار الجنة، ماكثين فيها أبدا، لا يموتون، ولا يخرجون منها، وهم في نعيم دائم لا ينقطع، رضي الله عنهم بما قدموا في الدنيا من الطاعات وفعل الصالحات، ورضوا عنه بما أعطاهم من الخبرات والكرامات، وذلك الجزاء والثواب الحسن لمن خاف الله واتقاه، وانتهى عن معصية مولاه.