كيف نقرأ القرآن بأدب
أحبابي.. هيا نتعلم كيف نقرأ القرآن بأدب..
آداب تلاوة القرآن
القرآن كلام الله تعالى.. كلامه على الحقيقة، نزل به جبريل الأمين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تكلم به رینا حقيقة.
قال الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ)، وتلاوة القرآن واجبة على المسلم، كما قال تعالى : (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)، ولتلاوة القرآن آداب ينبغي للقارئ مراعاتها حتى يبارك له في تلاوته، وينال الأجر کاملا، وأنا أذكر بعون الله تعالى وحوله وقوته ما تیسر منها، فمن ذلك:
الأدب الأول: النية الصالحة
بمعنى الإخلاص في التلاوة لله تعالى، فإن العمل إذا لم يكن خالصا لوجهه تعالى لم يقبل، كما قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه”.
فينبغي لقارئ القرآن أن يخلص نيته لله تعالى، ولا يقرؤه رياء ولا سمعة… بل يكون نيته نيل الأجر والثواب الموعود على قراءة القرآن.
الأدب الثاني: الاحتساب
وذلك بأن يرجو ثواب قراءته من الله تعالی ويلتمس بها موعود الأجر الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.
الأدب الثالث: تلاوة القرآن على طهارة
وهو أعظم للأجر، وأكمل أن يكون الإنسان متطهرا وهو يقرأ القرآن فإن قرأ على غير وضوء جاز. وذلك إذا كان يقرأ عن ظهر قلب.
الأدب الرابع: التطهر مس المصحف
وإن كان بعض العلماء أجازوا مس المصحف من غير وضوء، ولكن الأفضل أن يتوضأ المسلم قبل أن يمس المصحف، فهذا أقرب للخشوع وحضور الملائكة.
الأدب الخامس: تلاوة القرآن جالسا
وهذا أبلغ في توقير كتاب الله تعالى، وتعظيم شعائره، فإن قرأ واقفا أو ماشيا جاز، فإنه صلى الله عليه وسلم: “كان يذكر الله على كل أحيانه”.
الأدب السادس: التسوك
لتطييب رائحة الفم الذي يخرج منه كلام الله تعالى، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قام أحد كم يصلي من الليل فليستك، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه، لا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك”.
الأدب السابع: القراءة ترتيلا
وذلك بقراءة القرآن على مهل، وإقامة ألفاظه وحروفه، ومراعاة أحكام تلاوته، فقد قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).
الأدب الثامن: تحسين الصوت بالقراءة:
وهذا من آداب التلاوة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “زينوا القرآن بأصواتکم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به”، فينبغي لقاری القرآن أن يحسن به صوته ما استطاع، فإن الملائكة تستمع قراءته.
بل وحتى الناس تحب أن تستمع للقارئ ذي الصوت الحسن، فتحسين الصوت مما يرغب الناس في سماع كلام الله تعالی.
الأدب التاسع الحزن والتخشع
فينبغي لقارئ القرآن أن يخشع، وأن يحزن – أو يتحزن.
أي: يتكلف الحزن والخشوع ليس رياء ولا سمعة، وليس تظاهرة أمام الناس، فهذا رياء.
لكن يحاول أن يستجلب الحزن والخشوع، حتى تتم استفادته من القرآن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله”.
الأدب العاشر: البكاء أو التباكی
فينبغي لقارئ القرآن أن یبکی ما استطاع، وهو يقرأ كلام الله تعالى، فإن لم يفعل فليتباك أي: يتكلف البكاء، وقد قال تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
الأدب الحادي عشر: التدبر والتفكر
وهو من أعظم آداب التلاوة، ومن أوجبها على القارئ، ولا يكاد القارئ يستفيد من تلاوة القرآن من غير تدير، وقد حث الله عليها، وتوعد من ترکها، فقال سبحانه تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، وترك التدبير نوع من الهجران لكتاب الله تعالى، فإن من قرأ القرآن ولم يتدبر معانيه فقد هجره.
فينبغي للقارئ أن يتدبر، وأن يعقل کلام الله تعالى، ويتأمل فيه، ليعرف مراد الله عز وجل منه، وذلك حتى تكتمل استفادته من القرآن.
الأدب الثاني عشر: السؤال والاستعاذة ونحو ذلك
وهذا من آداب القرآن، ومن آداب تلاوته، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية خوف تعوذ، وإذا مر بآية رحمة سأل.
وهذا الفعل من القارئ دليل على تدبره وخشوعه ومعايشته القرآن.
الأدب الثالث عشر القراءة باللسان مع حضور القلب
فلا يكتفي القارئ فقط بالقراءة بقلبه، بل يحرك بالقرآن لسانه حتى تنشغل هذه الجارحة بذكر الله تعالى، بل بأفضل الذكر، فمن المعلوم أن قراءة القرآن هي أفضل وأعلى أنواع الذكر على الإطلاق؛ لأنها تقرب إلى الله تعالی بتلاوة كلامه.
ومعلوم أن العبادة إذا أتى بها الإنسان بالقلب واللسان كانت أفضل من أن يأتي بها بقلبه فقط.
الأدب الرابع عشر: مد الصوت بالقران
فإن النبي صلى الله عليه وسلم: “كان يمد صوته بالقرآن”، وهذا يعين أكثر على التدبر والتفكر، وهو أبعد عن العجلة في تلاوة القرآن.
الأدب الخامس عشر تعاهد القرآن بالتلاوة
وهذا لابد منه، فهو دوام ارتباط بالله تعالى، وبكلامه، وهو أدوم للحفظ وأعون عليه، ومنعا لتفلته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “تعاهدوا القرآن، فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من الإبل في عقلها”, والتفصي: هو الذهاب والتفلت.
الأدب السادس عشر: العمل بالقرآن
وهذا من أعظم آدابه، إن لم يكن أعظمها فقد أنزل القرآن للعمل به أصلا، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به فقد هجره، والله عز وجل يقول: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).
الأدب السابع عشر الاجتماع على قراءة القران وتدارسه:
وهذا مما ندب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”
وهذا الاجتماع والتدارس مما يعين على زيادة الاستفادة من القرآن، وتعلم أحكامه، غير أنه ينبغی أن يتألف الجالسون على القراءة.
الأدب الثامن عشر: التفرق عند الاختلاف على القرآن
فكما أنه يستحب للناس أن يجتمعوا على قراءة القرآن، فإنه ينبغي لهم إذا اختلفوا في شيء منه من ألفاظه، أو أحكامه، أو غير ذلك، ينبغي لهم أن يتفرقوا خشية أن ينزغ الشيطان بينهم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا”.