قصة وعبرة إياك وعقوق الأم
أصدقائي القراء.. اليوم مع قصة وعبرة وقصة اليوم بعنوان: إياك وعقوق الأم، نتمنى أن تنال رضاكم.
كان ياما كان …
كان هناك شاب عاق لأمه وكان يعاملها بقسوة…
يصرخ في وجهها، بل يسبها ويشتمها وقد أعطاه الله تعالى قوة في الجسم، لكنه صرفها بالظلم والاستبداد بالرأي.
كانت أمه العجوز كثيرا ما تطلب منه أن يخفف من حدته وجفوته وطغيانه، فالكل نفر من حوله حتى زوجته تركته بلا عودة، بسبب قسوته وشدته.
وكان يجعل أمه العجوز تخدمه وتقوم على شؤونه وهي المحتاجة إلى الرعاية والخدمة..
وما أكثر ما أسال دمعها على خدها وهي تدعو الله تعالى أن يصلح لها فلذة كبدها ويهدی قلبه.
كيف لا؟ وهو وحيدها.
وذات يوم صرخ في وجه أمه وطلب منها أن تعد الطعام.
قامت العجوز بدین ترتعشان وجسد واه أثقلته السنون والأمراض والهموم، لتعد الغداء لقرة عينها.
فلما رأى الطعام لم يعجبه، فألقاه على الأرض، وأخذ يتبرم ويسخط ويقول: لقد بليت بعجوز شمطاء لا أدري متى أتخلص منها؟
عندها بكت الأم وقالت ودمعها على خديها:
یا ولدي اتق الله ألا تخاف النار؟
ألا تخاف سخط الله تعالی وغضبه؟
ألم تعلم أن الله تعالى حرم العقوق؟
ألا تخاف أن أدعو عليك؟
تابع قصة وعبرة إياك وعقوق الأم
غضب الابن وظل يصرخ ويقول لأمه: لا أريد نصائح، ثم نهرها وضربها..
وظل يضحك من الموقف، في حين بكت الأم وهي تسمعه يستهزئ بها ويقول:
ستدعين على تظنين أن الله تعالى يستجيب لك، ثم خرج من عندها وهو يستهزئ ويسخر من كلامها.
فذفرت الأم الدموع الحارة تبكي أياما وليالي کابدت فيها المشقة والعناء، بكت شبابها الذي أفنته في تربيته.
أما هو فقد خرج وركب سيارته ورفع صوت المسجل عاليا على تلك الأغنية الماجنة متناسيا ما فعل بأمه التي تركها حزينة وحيدة يعتصر الألم قلبها ويحرق الأسى فؤادها کمدا وحزنا على تصرفه الطائش..
فرفعت شكواها إلى الله تعالی قائلة: “حسبي الله ونعم الوكيل”.
وكان لدى الابن رحلة إلى منطقة مجاورة، وأثناء سيره بسرعة جنونية إذا بجمل يسلطه الله تعالى عليه، فيظهر له في وسط الطريق.
فتضطرب سيارته ولا يستطيع أن يتحكم فيها، فيصدم ذلك الجمل، ودخلت قطعة من الحديد في أحشائه، وأصيب بشلل رباعي لا يحرك إلا رأسه، فبقى هكذا ليكون عبرة وعظة ثم مات.
الدروس المستفادة:
أولا: إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر..
وإن المسلم الذي يعق والديه يعاقبه الله عز وجل في الدنيا والآخرة إلا إذا تاب إلى الله وعاد مرة أخرى إلى بر الوالدين، فيموت أبوه وهو راض عنه وتموت أمه وهي راضية عنه.
ثانيا: إن المسلم لابد أن يحرص على الفوز بدعوة أمه وأبيه له بدلا من أن يدعو عليه أبوه وتدعو عليه أمه، فيستجيب الله دعاءهما عليه..
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن وذكر منهم: دعوة الوالد على ولدها”.
ثالثا: إذا دعا الوالدان على ولدهما وهو طائع لله جل وعلا بار بوالديه ولم يفعل أي شيء فيه معصية لله أو إساءة للوالدين فإن الله لا يستجيب دعاءهما عليه وذلك؛ لأن الله عز وجل حرم الظلم.