نوح عليه السلام مكتوبة وفيديو
أصدقائي اليوم نقدم لكم قصة نوح عليه السلام مكتوبه وفيديو، ونتمنى أن تنال رضاكم.
مكث نوح عليه السلام في قومه ألف سنه إلا خمسين عامًا لا يكل ولا يمل من دعوته لهم ليلًا ونهارًا وسرًا وجهارًا فما زادهم ذلك إلا فرار من الهدي فقد ظلوا يعبدون أصنامهم التي صنعوها بأيديهم ويرجون منها الخير ويظنون أنها تحميهم من الشر وسموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.
وامتنعوا عن مجالسته والسماع لنُصْحِهِ واتهموه بالضلال والكذب والجنون.
وكانوا إذا رأوه وضعوا أصابعهم في آذانهم وغَطوا وجوههم بثيابهم .
ولكن نوحًا عليه السلام كان يُسْمِعُهُمْ في مجالسهم كلمة الحق رغم أنوفهم ، ويجادلهم في شأن أصنامهم ..
فيقولون له: يا نوح كيف نؤمن لك وقد اتبعك الأرذلون من الضعفاء والفقراء الذين لا رأي لهم ولا عقل ! وما أنت إلا بشر مثلنا وواحد منا ، تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب؟
ولو شاء الله لأنزل ملائكة ، فأجابهم نوح عليه السلام بحلم قائلًا لهم:
يا قوم أرأيتم لو أنتي كنت علي بينةٍ من ربي وحُجّة شاهدة بصدق.
وأتاني رحمة منه وفضلًا ولو حاولتم ستر الشمس بأكفكم أو طمس النجوم بأيديكم ، فهل أستطيع لكم إلزامًا ؟
وكيف أتخلف وأتخلي عَمَّنْ آمن بي من الضعفاء والفقراء وأطردهم من مجالسي لكراهيتكم إياهم ؟! واستحقاركم لهم ، وقد سوي الله بينكم وبينهم. فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوي والعمل الصالح.
استعجال العذاب
ولما اشتد بينهم وبينه الجدل ضاقت صدورهم كل اليأس من إيمانهم به كَنَبِيّ .
(وقالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرتَ جِدالنا فَأْتِنا بما تَعدُنا إن كنت من الصادقين).
فقال نوح: إنما تسرفون في الجهل. فمن أنتا متي آتيكم بالعذاب ؟!
وهل أنا إلا بشر مثلكم يوحي إليَّ أنما إلهكم إله واحد.
ولم يجد نوح عليه السلام حيلةً في هدايتهم، رفع شكواه إلي الله (وقال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا فلم يزيدهم دعائي إلا فرارا ، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا).
ثم دعا عليهم بالعذاب الذي طلبوه واستعجلوه.
وقال نوح: (رب لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا إنك تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارا).
فاستجاب الله له وأمره أن يصنع الفلك ويمتنع عن دعوتهم إلي عبادةِ الله الواحد القهار.
الطوفان
بعد ذلك اتخذ نوح عليه السلام مكانًا بعيدًا عن المدينة وأعد الألواح والمسامير وأخذ يعمل ولكنه لم يَنْجُ من سخرية القوم.
فقال بعضهم: إنك يا نوح كنت تزعم قبل اليوم أنك نبيّ ورسول فكيف أصبحت اليوم نجارا؟
وَما بال سفينتك تصنعها بعيدة عن البحار والأنهار ، هل عندك ثيران ستجرها؟!
ولكن نوح عليه السلام لم يكن لَعَّانًا ولا فاحشا فاكتفي بقوله كما جاء في القرآن عنه:
( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم).
واستمر نوح عليه السلام في صنع السفينة حتي أحكم بناءها وأتقن صنعها وانتظر أمر الله فأوحي إليه أنه إذا جاء أمرنا وظهرت آياتنا فاركب سفينتك وخذ كل مَنْ آمن بك وأهلك واحمل معك من كل زوجين إثنين وانتظر.
وتفتحت أبواب السماء بالماء وتفجرت عيون الأرض وبلغ السيل مداه!
فأسرع نوح إلي السفينة وحمل ما أمره الله بحمله من الإنسان والحيوان والنبات.
وقال لأهله: احمدوا الله على نعمة النجاة.
وقال الله تعالى (اِرْكبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم).
ابن نوح عليه السلام
وعندما أطل نوح عليه السلام برأسه فأبصر من بينهم ولده (كنعان) يقاوم الأمواج وتقاومه.
وكان غضب الله عليه فاعتزل أباه ورفض دينه والتحق بأمه فناداه أن يركب السفينة لينجو بنفسه وكرَّرَ النداء.
فقال له ابنه بغرور: سآوي إلي جبل يَحْفَظني مِنَ الماءْ، فغالبته الأمواج وكان من المغرقين.
ولما غالب نوح عليه السلام حنان الأبوة ، دعا ربه أن ينقذ ابنه فأخبره الله عز وجل أن الكفر قد حال بينهما فلا مهرب له منها وأن شَفاعته لا محال لها.
وبعد أن تم إغراق القوم الظالمين، أمر الله السماء أن تمتنع عن إنزال الماء وأمر الأرض أن تغيب الماء في أعماقها لتعود الحياة عليها.
كما كانت في أمن وسلام ويعبد المؤمنون ربهم مخلصين له الدين.
وهبط نوح عليه السلام بسفينته علي جبل الجوديّ بسلام وخرج هو ومن معه إلي الفضاء الفسيح لعمارة الأرض من جديد بعد أن طهرها الطوفان من الشرك ومات المؤمنون الذين كانوا مع نوح عليه السلام واحدا بعد الآخر ولم يتركوا ذرية تخلفهم في الأرض إلا أولاد نوح وهم (سام – وحام – يافت).
تفرقوا في الأرض وعمروها فكان جميع البشر من نسلهم.
( فسامْ ) أبو العرب والعبريين.
( وحام ) أبو السودان والحبشة وغيرهم من الأفارقة.
( وَيَافتْ ) أبو الترك وغيرهم من العجم.
وحفظ الله نوح عليه السلام ذكراه العطرة في كل أمة من العالمين فهو الأب الثاني للبشرية وهو أول من دعا إلي الله وهو أيضا من أُولي العزم وهو المثل الأعلي لغيره من الأنبياء والمرسلين (سلامٌ على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين) صدق الله العظيم.
نوح عليه السلام مكتوبة