قصص جميلة وعبر الحمار الكسلان
أعزائي الصغار شباب المستقبل ما زلنا نحكى لكم اليوم قصص جميلة فيها عبر وقصة اليوم بعنوان: الحمار الكسلان.
كان هناك رجل مزارع يمتلك أرضا صغيرة يزرعها، ويبذل فيها جهدا كبيرا من أجل توفير الطعام والشراب لأسرته الصغيرة.
وكان عنده حمار يركبه وينقل عليه أغراضه.. ولكن ذلك الحمار كان لا يحب العمل ولا يرغب فيه.. بل كان يحب النوم والطعام فإذا كلفه صاحبه المزارع بأي عمل قام متضجرا.
وفي يوم من الأيام حدث شيء عجيب جعل الحمار يأخذ درسا لا ينساه أبدا.. وكان ذلك الدرس سببا في إقباله على العمل دون كسل أو ملل..
فيا ترى ما هو ذلك الموقف العجيب؟
لقد اشترى هذا المزارع كمية كبيرة من الملح ووضعها على ظهر حماره، فحملها الحمار وهو في قمة الضيق والضجر..
وكان في الطريق مجرى ماء فعثرت قدم الحمار وسقط في الماء فأخذ الملح يذوب في الماء شيئا فشيئا، فلما أراد الحمار أن يخرج من الماء وجد أن الحمل صار خفيفا جدا ففرح أشد الفرح.
قصص جميلة وعبر الحمار الكسلان
فعاد المزارع بالحمار مرة أخرى وأشترى كمية أخرى من الملح بدل التي ذابت في الماء.. ووضع الملح كله على ظهر الحمار.. وكان الحمار كالعادة في قمة الضيق والضجر.
وفي طريق العودة مروا على مجرى الماء مرة أخرى فتعمد الحمار أن يلقى بنفسه في الماء لكى يذوب الملح ويخف الحمل.
فسقط الحمار في الماء وذاب الملح مرة أخرى وخرج الحمار من المجرى وهو في قمة الفرح..
لكن المزارع كان حزينا بسبب تلك الخسارة المادية التي حدثت له بسبب ضياع الملح مرتين.
وهنا جلس المزارع يفكر في طريقة يؤدب بها ذلك الحمار.
وبعد تفكير عميق قال: وجدتها.
ذهب المزارع واشترى كمية كبيرة من الإسفنج ووضعها على ظهر الحمار..
وفي طريق العودة مروا على مجری الماء فتعمد الحمار كعادته أن يلقى بنفسه في الماء فسقط وهو يظن أن الإسفنج سيذوب في الماء كما كان الملح يذوب..
ولكن الذي حدث أن الإسفنج شرب الماء فازداد ثقله..
فلما صعد الحمار من مجرى الماء وجد أن الحمل أصبح ثقيلا جدا، فتعلم الدرس جيدا وأصبح بعد ذلك نشيطا يحب العمل من أعماق قلبه ولا يتعمد الوقوع في مجرى الماء كما كان يفعل من قبل.
الدروس المستفادة:
أولا: أن المسلم لا بد أن يكون له عمل يأكل من خلاله لقمة طيبة من الحلال.
ثانيا: أن المسلم لا يضر غيره من أجل أن يرتاح هو .. بل عليه أن يراعي أحوال الناس من حوله وأن ينفعهم قدر استطاعته ولا يضرهم.
ثالثا: أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. فمن أراد أن يكيد بغيره فإن كيده يعود على نفسه.
رابعا: أن الرجوع إلى الحق فضيلة.. فليس من العيب أن يخطئ الإنسان لكن العيب أن يستمر على خطئه.