تفسير سورة الماعون للأطفال
أصدقائي ما زلنا مع تفسير جزء عم واليوم مع تفسير سورة الماعون للأطفال نتمنى أن ينتفع بها الأطفال والكبار.
قال الله تعالى:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ . وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).
معانى بعض الكلمات
يَدُعُّ: يدفع دفعا عنيفا.
وَلَا يَحُضُّ: لا يحث ولا ينصح.
فَوَيْلٌ: فعذاب وهلاك.
سَاهُونَ: غافلون عن فضلها يتأخرون عنها أو يضيعونها.
يُرَاءُونَ: يريدون الثناء من الناس ولا يريدون الثواب من الله.
المعنى العام للسورة
سورة الماعون مكية، وهي تحدثت عن فريقين من الناس هما:
أولا: كافر جاحد بنعم الله، مكذب بيوم الحساب والجزاء.
ثانيا: منافق وهو الذي لا يقصد وجه الله تعالى بعمله، لانه مرائي في أعماله.
أما الفريق الأول:
فقد ذكر تعالى من صفاتهم الذميمة، أنهم يهينون اليتيم ويزجرونه غلظة لا تأدبا، ولا يفعلون الخير، حتى ولو بالتذكير بحق المسكين والفقير، فلا هم أحسنوا في عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه.
وأما الفريق الثاني:
فهم المنافقون، الغافلون عن صلاتهم، الذين لا يؤدونها في أوقاتها، والذين يقومون بها صورة لا معنى المراؤون بأعمالهم، وقد توعدت الفريقين بالويل والهلاك، وشنعت عليهم أعظم تشنيع، بأسلوب الاستغراب والتعجيب من ذلك الصنيع!!.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الماعون:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)
أي: هل تعرف یا محمد من الذي يكذب بالجزاء والحساب في الآخرة؟
هل تعرف من هو؟
وما هي أوصافه؟
إن أردت أن تعرفه فها هي أوصافه:
(فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)
أي: من صفات هذا المكذب بالحساب والجزاء أنه يدفع اليتيم دفعا غليظا ولا يرحمه بل يقهره ويظلمه ولا يعطيه حقه.
(وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)
أي: ومن صفاته أيضا أنه لا يطعم المسكين ولا يحض الناس على إطعامه؛ لأنه بخيل ولا يؤمن بيوم البعث والجزاء.
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)
أي: هلاك وعذاب في النار لهؤلاء المصلين الذين ينافقون ولا يريدون بصلاتهم وجه الله جل وعلا..
وإذا أردت أن تعرف صفاتهم القبيحة فها هي بعض صفاتهم.
(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)
أي: الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ويتركونها حتى يخرج وقتها .. أو الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر.
(الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)
أي: الذين يظهرون الأعمال الصالحة طلبا للشهرة والرياء ..
فهم يصلون أمام الناس ليقال إنهم صلحاء، ويتخشعون ليقال: إنهم أتقياء، ويتصدقون ليقال: إنهم كرماء .. وهكذا في سائر أعمالهم.
(وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)
أي: يمنعون الناس من المنافع اليسيرة كالإبرة والفأس والقدر والملح والماء وغيرها ..
فهم يبخلون بأقل الأشياء.