زوجات الرسول صفية بنت حيي رضى الله عنها
اليوم نواصل الحديث عن زوجات الرسول مع السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها.
أم المؤمنين صفية بنت حيي (رضي الله عنها)
فتح خيبر وحصونها:
النبي صلى الله عليه وسلم يعتق صفية ويتزوجها:
أبو أيوب يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم من صفية:
لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية وبات يحرسه صحابي جليل هو أبو أيوب خالد بن زید دون علمه متوشحا سيفه يطوف بالقبة التي دخل فيها النبي على صفية، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم سمع حركته ورأي مكانه.
فسأله: ما لك يا أبا أيوب؟
قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، قد قتلت أباها وزوجها وقومها وكانت حديث عهد بكفر، فخفتها عليك.
فدعا له النبي وأمره بالانصراف.
لقد بلغ من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وخوفهم على حياته حدا عجيبا حتى قام يحرسه هذا الصحابي الجليل أبو أيوب رضي الله عنه فهو يظن أن صفية وهي يهودية قد قتل زوجها وأبوها وقومها في فتح خیبر إنها سوف تغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوجها وربما تقتله!!
ولعل خوفه هذا من اليهود يرجع لكثرة غدرهم وكراهيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وقد حاولت امرأة منهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم بإهدائه شاة مسمومة أكل منها الصحابي بشير بن البراء فمات مسموما، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد أنطق الله له الشاة فأخبرته أنها مسمومة فأنجاه الله تعالی.
ولكن النبي أخبر أبا أيوب بأن صفية قد تابت وأسلمت وحسن إسلامها وهي لا تقل عنه حبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأمره أن ينصرف ودعا له.
النبي يدعو الناس إلى وليمة عرسه:
غيرة عائشة من صفية:
وعرفها النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرجت أسرع إليها.
فقال لها: “كيف رأيتها یا عائشة؟”.
قالت: «رأيت يهودية».
قال: «لا تقولي هذا يا عائشة، فإنها قد أسلمت وحسن إسلامها».
الشرف العظيم:
صدق حبها للنبي صلى الله عليه وسلم:
فقالت صفية وهي ترى النبي صلى الله عليه وسلم يعانی من المرض: والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي.. فغمزتها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبصرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: – «مضمضن » فقلن: – من أي شي، یا نبي الله.
قال: « من تغامزکن بصاحبتكن والله إنها الصادقة.
صفية تزور النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف:
والنبي صلى الله عليه وسلم أسوة للمسلمين جميعا كان يعتكف في هذه العشر الأواخر طمعا في ثواب الله ورحمته، وزارته أم المؤمنين صفية تحدثه فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتعود إلى بيتها، ويعلمنا النبي إن مصاحبة الأهل إلى بيتها أمر ضروری يجوز فيه الخروج من المسجد والعودة إليه بعد ذلك وهذا ما حدث.
ولقد رأى رجلان من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته صفية أم المؤمنین منتقبة فسلما على رسول الله، فقال لهما:
“على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيى”.
غيرة زينب بنت جحش من صفية:
وزینب بنت جحش أصابتها الغيرة من صفية وحدث ذلك عندما مرض بعير لصفية وكان لزينب بعير زاند، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:- إن بعير صفية قد اعتل (مرض) على رسلكما (أي تمهلا) فلو أنك أعطيتها بعير.
قالت: أنا أعطى تلك اليهودية.. فتركها النبي صلى الله عليه وسلم غاضبا وهجرها شهرين أو ثلاثة ثم عفا عنها وعاد إلى زيارتها في بيتها مرة أخرى.
صفية تطلب مساعدة عائشة:
قالت: يا عائشة هل لك أن ترضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ولك يومي.
قالت: نعم.. فأخذت خمار لها مصبوغا بزعفران فرشته بالماء ليفوح ريحه ثم قعدت إلى جنب رسول الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إليك عني إنه ليس يومك.
فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فأخبرته بالأمر فرضی عنها.
صفية تدافع عن أمير المؤمنين عثمان:
حيث وضعت معبرا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل إليه الطعام والماء وهو في محنة الحصار.
أم المؤمنين صفية والتهمة الظالمة:
تعرضت أم المؤمنین صفية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لتهمة ظالمة فقد اتهمتها جارية لها لأمير المؤمنين في ذلك الوقت «عمر بن الخطاب » فقالت عنها زورا وبهتانا:
يا أمير المؤمنين إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث عمر إلى صفية يسألها عن ذلك.
فقالت: أما السبت فإني لا أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها.
ثم سألت جاريتها عن سبب هذه التهمة الظالمة.. وما حملها على ذلك..
فقالت لها: الشيطان.
فقالت لها صفية رضي الله عنها: اذهبی فأنت حرة.