العقيدة الاسلامية للناشئة والشباب الإيمان بالملائكة
أعزائي الأبناء من الشباب والناشئة نتابع اليوم ما بدأناه من الحديث عن العقيدة الاسلامية، وحديثنا اليوم عن الإيمان بالملائكة.
الباب الرابع الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة هو التصديق الجازم بأن الله عز وجل له ملائكة موجودين في السموات والأرض، مخلوقين من نور.
وأنهم كما وصفهم الله تعالى في كتابه عباد مکرمون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها.
وهناك ملائكة حددهم الله تعالى وذكر أسماءهم، ومنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ورضوان ومالك.
وهناك ملائكة ورد تعيين نوعهم المخصوص كحملة العرش والحفظة والكتبة وملك الموت فهؤلاء يجب الإيمان بهم على النحو الذي وردت به النصوص.
العقيدة الاسلامية للناشئة
وأما عدد الملائكة فلا يحصيه إلا الله تعالى.
ومن صفاتهم أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع وأكثر من ذلك، وثبت أن لجبريل عليه السلام ستمائة جناح.
ولا نصفهم إلا بما ثبت من صفاتهم، ولذلك فلا يصح القول بأنهم يتزوجون أو يأكلون أو يشربون أو ينامون الخ.
وهم ليسوا إناثا لأن الله أنكر على الكفار وصفهم للملائكة بالأنوثة.
ولا يصح وصفهم بالذكورة لأن الله تعالى لم يصفهم بها.
وقد ثبت أن بعض الملائكة قد تتشكل بأشكال حسنة، كتشكل جبريل بصورة رجل في حديث تعليمه للمسلمين أمر الإسلام والإيمان والإحسان.
وفي تشكيل الملائكة الذين نزلوا على سيدنا لوط عليه السلام في صورة آدميين حسان الوجوه.
ومنكر وجود الملائكة أو ما ثبت قطعا من صفاتهم كافر.
والملائكة معصومون من الذنوب ومخالفة أوامر الله تعالى.
وللملائكة قوة عظيمة، إذ أهلك الله تعالى قرية كاملة بصرخة أحدهم، وقلب جبريل عليه السلام مدائن قوم لوط فجعل عاليها سافلها.
والملائكة تموت عند النفخ في الصور يوم القيامة حين لا يبقى إلا الله تعالى.
الجن:
هم عالم من العوالم الغيبية ولا يعلم حقيقتهم إلا الله تعالى ويجب الإيمان بوجودهم لثبوت خبرهم في القرآن والسنة.
وهم مكلفون ومحاسبون کالبشر ومنهم من آمن ومنهم من كفر.
أما الشيطان فهو لفظ يطلق على كل متمرد فاسق فاجر يدعو إلى عصيان الله.
وقد يكون الشيطان من الإنس أو الجن لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) (الأنعام: 112).
لكن إذا ذكر الشيطان ذكرا مطلقا (الشيطان) فالمقصود إبليس مثل (وقال الشيطان).
والجن مخلوقون من مارج من نار، أما حقيقتهم التي خلقوا عليها فالله أعلم بها.
والجن يعقلون ويأكلون ويشربون ويتناسلون، وقد ثبت أن بعض الجن رأوا النبي واستمعوا منه القرآن فأسلموا وذهبوا إلى قومهم يدعوهم إلى الإيمان.
العقيدة الاسلامية للناشئة
وجمهور العلماء على أنه لم يكن من الجن قط رسول، ولم تكن الرسالة إلا من الإنس (لكن قال بعض العلماء بغير ذلك).
والجن يتصلون بالبشر بنوع خاص من الاتصال وصف لنا في الكتاب والسنة جزء منه.
فهم موجودون في كل مكان يكون فيه إنس، ويحضرون أكله وشربه ومآدبه ومجالسة.
ولا يفارقونه أبدا إلا أن يحجزهم الإنسان بذكر الله.
كما أنهم مسلطون على الإنس بالوسوسة والإغراء والإضلال، ولا يملكون سلطان على الإنسان إلا الوسوسة: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) (ابراهيم: 22).
وهم يتشكلون بأشكال مختلفة يحاولون عن طريقها إضلال الإنسان أو الإضرار به، كتشكل الشيطان يوم بدر في صورة بشر.
و أما الصالحون منهم فشأنهم شأن صالحي الإنس ولا يسعون إلا فيه، لا يفعلون إلا الخير.
والإيمان الصادق والعمل بالشريعة هما الطريق للعصمة من الجن ومن تسلط الشياطين، إذ ليس لهم سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الفاسقين الذين انحرفوا عن طريق الله تعالى.
واعلم أن الشياطين تفر من مجالس ذکر الله، وتقل في المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى، وتكثر في الأسواق التي هي من أبغض الأماكن إليه تعالى.
ولكل إنسان قرين من الجن موكل به والوسوسة إليه وحثه على الشر والمعاصي، إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى أعانه على قرينه من الجن فأسلم، فلا يأمره إلا بخير.
واستحضار الأرواح ما هو إلا استعانة بالجن يضل الله به من يشاء من عباده، ولا يجوز القول باستحضار أرواح السابقين، فإنها قد ذهبت إلى خالقها وليس لأحد سلطان عليها إلا باريها.
ولا يجوز الاستعانة بالجن أبدا (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (الجن: 6).
وإبليس من الجن وهو كبير الشياطين، وأول من عصى الله تعالى.
وقد أقسم أن يضل البشر ما استطاع، وهو باق إلى يوم القيامة، أعاذنا الله وإياكم منه ومن شروره.