زوجات الرسول ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها
اليوم نواصل الحديث عن زوجات الرسول مع أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها.
هي آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قد تزوجت قبله أبا رهم بن عبد العزی، ثم تزوجها بعده النبي صلى الله عليه وسلم.
وميمونة رضي الله عنها هي خالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وحتى لا نسبق الأحداث، نبدأ من البداية.
ميمونة ذات الحسب والنسب:
إن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، كان اسمها قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم برة بنت الحارث، فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمها إلى ميمونة.
وشقيقتها هي «أم الفضل » زوج العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأول امرأة أمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد خديجة رضي الله عنها.
وهي أم عبد الله بن عباس ولها موقف عظيم يليق بمكانتها ويدل على قوة شخصيتها..
فهي المرأة التي ضربت عدو الله « أبا لهب»، وحدث هذا عندما دخل أبو لهب بيت أخيه العباس وأخذ بضرب مولاه أبا رافع، لأنه اسلم وآمن بالله واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم فقامت أم الفضل إلى عمود هناك، فضربته فشجت رأسه وهي تقول: استضعفته أن غاب عنه سيده؟.
فقام أبو لهب وانصرف قلیلا مهائا فما عاش بعدها إلا سبع ليال حتى رماه الله بدا ء قتله.
وهي أخت أسماء بنت عمیس لأمها التي تزوجها جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، فلما مات تزوجها بعده أبو بكر الصديق فلما مات تزوجها بعده علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
كما أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، هي خالة خالد بن الوليد سیف الله، صاحب الفتوحات العظيمة والغزوات الكثيرة لأن أمه هي لبابة الصغرى وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية وهي أخت ميمونة بنت الحارث.
زواج النبي صلى الله عليه وسلم بميمونة
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء، عقد عليها بمكة بعد التحلل من العمرة وذلك في ذي القعدة سنة سبع، وعمرة القضاء هي عمرة الصلح الذي عرف بصلح الحديبية وفيه طلبت قريش أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين الذين جاءوا للعمرة هذا العام فلا يدخلون مكة ولا يعتمرون على أن يعودوا في السنة القابلة خلوا لهم مكة ثلاثة أيام يعتمرون، لا يمسهم سوء، ولذلك سميت هذه العمرة بعمرة القضاء.
وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه جعفر ليخطبها له وجعلت ميمونة أمرها إلى أختها أم الفضل زوج العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت بدورها الأمر إلى العباس..
فزوج العباس ميمونة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وقيل:
إنها هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءها الخاطب بالبشرى.
وكانت راكبة على بعير، قالت: الجمل وما عليه لرسول الله ..
وفيها نزل قوله تعالى: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) (الأحزاب: 50).
كانت أم المؤمنین میمونة بعيدة عما يحدث من غيرة بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين.
ولم يثبت لها التاريخ خصومة انفردت بها بل ثبت إنها رضيت أن ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها في مرضه الذي مات فيه إلى بيت أحب نسائه عائشة رضي الله عنها.
وهي التي قالت عنها وفي حقها عندما ماتت: «ذهبت والله ميمونة.. أما إنها والله كانت من أتقانا وأوصلنا للرحم.
وحان الرحيل:
أوصت ميمونة رضي الله عنها أن تدفن في أعز مكان إلى قلبها.. المكان الذي دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما تزوجها.