العقيدة الإسلامية للأطفال والناشئة تعريف الإيمان
أعزائي الأبناء من الأطفال والناشئة نتابع اليوم ما بدأناه من الحديث عن العقيدة الإسلامية، وحديثنا اليوم عن تعريف الإيمان
الإيمان بمعنى العقيدة :
هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى كما ورد في حديث تعليم جبريل للمسلمين أصول دينهم.
والإيمان ليس مجرد معرفة بهذه الأمور بدون إقرار بها أو انصياع لحكمها، بل هي عقيدة رضي بها قلب صاحبها، وأعلن عنها بلسانه.
وارتضى المنهج الذي رسمه الله تعالى على أساسها، ولهذا نجد قول علماء السلف وتعريفهم: أن الإيمان (اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان).
وقد بينا في باب الشهادتين خطأ من قال بأن الإيمان عقيدة بالقلب أو عقيدة بالقلب ونطق باللسان دون اشتراط العمل كجزء من الإيمان.
بل لا بد من نطق اللسان والعمل بالأركان مع اعتقاد الجنان.
والتكذيب بأي جزء من عقيدة أو شريعة الإسلام المتفق عليها بالإجماع كفر، كالذي ينكر الحشر أو ينكر القدر أو ينكر أن الصلاة فرض أو ينكر أن الخمر حرام، فهذا كفر لأن الإيمان بهذه المسائل من العقيدة.
(هذه الأمور كفر، لكن الكفر غير التكفير، فلا يتم تكفير أحد بسبب شبهات طرأت له).
وأما من ترك بعض الأعمال الواجبة أو فعل بعض المحرمات، فهذا فسق وظلم ونقص في الإيمان، ولكن لا يكفر الإنسان به.
الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، ولكنه ينتفي عند الإخلال بأي جزء من العقيدة والتي هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى وهي ما فصلناه فيما سبق.
والقول بأن ارتكاب الكبيرة كفر خطأ، والذين يقولون ذلك بينسون الناس من رحمة الله تعالى.
العقيدة الإسلامية للأطفال
كما أن القول بأن الأعمال ليست جزءا من الإيمان وأنه لا يضر مع الإيمان ذنب خطأ كذلك.
والقائلون بذلك يجرئون الناس على ارتكاب الذنوب والمعاصي.
وإذا ذكر الإيمان مع الإسلام في موضع واحد، فإنما يراد بالإيمان ما في القلب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ويراد بالإسلام الأعمال الظاهرة بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج:
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 14).
أما إذا ذكر اسم الإيمان مجردا فيدخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة كقوله صلى الله عليه وسلم:
“الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” (متفق عليه).
فجعل هذه الأعمال جزءا من الإيمان.
تحريف تعريف الإيمان
قد علمنا أن الإيمان هو تصديق بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان.
ووضحنا في باب الشهادتين وباب تعريف الإيمان بعض الآراء في ذلك ومن هذه الآراء.
1. الإيمان مجرد تصديق فقط ولو لم يكن معه قول ولا عمل وهذا مذهب الجهمية.
2. الإيمان تصديق بالجنان ونطق باللسان فقط، وقالت المرجئة بأنه (لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة).
وعلى ذلك فعندهم مرتكب الكبيرة كامل الإيمان ولهذا قالوا بأن الإيمان شيء واحد فلا يزيد بالطاعات ولا ينقص بالمعاصي وإيمان جميع الناس سواء.
3- الإيمان بمجرد القول بدون تصديق القلب ولا عمل بالجسد وقد قالت بذلك الكرامية.
4. الأعمال شرط للإيمان، ونحن لا نقول هذا، بل نقول بأن العمل داخل في مسمى الإيمان، وزواله ينافي كمال الإيمان، ويبقى الإيمان ناقصا ولا يزول، بعكس العقيدة التي لو زال أي جزء منها زال الإيمان.
وقد بني القائلون بهذه المقالة حكمهم على مرتكب الكبيرة بأنه كافر مخلد في النار، والصحيح أن إيمانه ناقص ما لم يتب، وأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
وممن قال بهذه المقالة الخوارج
ما يكفر به المسلم
أولا: أود التأكيد أن الأمور التالية كفر، لكن أنبه أن تكفير المسلم أمر خطير فيجب الابتعاد عنه، وخاصة في حق من طرأت عليه شبهات في العقيدة.
أهم أمور الكفر:
إنكار أي جزء من أصول العقيدة، كإنكار الله تعالى أو ملائكته أو رسله أو اليوم الآخر أو القدر.
أو إنكار ما ثبت من أمور العقيدة في القرآن الكريم مثل العرش أو اللوح المحفوظ.
وكذلك إنكار أن الدين كامل، أو إنكار أمر ثبت ذكره في القرآن الكريم بشكل صريح.
إنكار ما ثبت من الدين بالضرورة، كالاعتراض على حكمة الله في التشريع، أو إنكار أن الصلاة فرض، وقس على ذلك.
ولاحظ أن الكفر يكون بإنكار هذه الأمور وليس بتركها تهاون أو تكاسلا أو لأي سبب آخر.
ويكفر المسلم باللفظ:
كالذي يسب الله تعالى أو الإسلام أو الرسول أو يستهزئ بالإسلام، أو يفضل على الإسلام المبادئ الضالة كالشيوعية والقومية، أو الأديان المحرفة كاليهودية والنصرانية.
وكذلك من يتهم الإسلام بالنقص أو القصور والتأخر والرجعية، أو أي قول كهذا إذا كان لا يحتمل تأويلا وتفسيرا إلا الكفر.
كما أن المسلم يكفر بالعمل:
ونلخص هذه الأعمال بعبارة واحدة؛ عبادة غير الله بقصد فالعبادة حق لله وحده وصرفها لغيره شرك، كالصلاة لغير الله، والذبح لغير الله، ودعاء غير الله وهكذا.
وكذلك أي عمل لا يحتمل إلا الكفر كمحاربة الإسلام وإنفاق المال في ذلك والبطش بالمسلمين ومعاونة أعدائهم ضدهم عمدا وغيرها.