نساء حول النبي أم سليم رضى الله عنها
اليوم سأقدم لكم شخصية عظيمة من نساء حول النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم سليم رضى الله عنها.
قام أحمد وشقيقته فاطمة، بتقديم المشروبات المثلجة لعبد الرحمن وعبد الله، في حجرة الضيوف قبل دخولهم جميعا على الشيخ إسماعيل الذي كانوا يستمعون إليه وكان على رؤوسهم الطير.
فلما جلسوا وصافحوه أذن لهم بالجلوس فجلسوا يعمهم الصمت في انتظار حديثه.
فقال الشيخ إسماعيل:
لقد تحدثنا يا أبنائي في أول يوم عن صحابي جليل هو أنس بن مالك، رضي الله عنه واليوم نريد أن نتحدث عن أمه وهي كما تعلمون أم سليم، واسمها الحقيقي هو الرميصاء.
أعظم مهر
تزوجت أم سلیم قبل إسلامها مالك بن النضر، وهو والد سیدنا أنس بن مالك، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كما قلنا من قبل.
ولما أسلمت ظل هو على الشرك وكانت تلقن ابنها أنس الشهادة فتقول له:
قل: لا إله إلا الله محمد عبده ورسوله، فيسمع زوجها ذلك فيغضب ويقول: لا تفسدي على ابني، ثم خرج يريد الشام فلقيه عدو له فقتله.
وتمر الأيام یا أبنائي…
ويتقدم ليخطبها سيدنا أبو طلحة، ولم يكن قد أسلم بعد فقالت الله: أما إني فيك راغبة وما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وأنا مسلمة.
فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فلما شرح الله صدره للإسلام ونطق بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله تزوجته وكان ذلك مهرها.
وهذا يا أبنائي أعظم مهر لإمرأة في التاريخ وأيسره.
شجاعتها وصبرها
ومما يذكر عن شجاعتها أنها كانت يوم حنين تسقي العطشى وتداوي الجرحى من المسلمين وكانت تحتفظ بخنجر على وسطها وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة.
فسألها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الخنجر فقال: “ما تصنعين به يا أم سليم ؟”
قالت: أردت إن دنا أحد منهم مني طعنته.
وعن صبر أم سليم وقوة إيمانها ورضاها بقضاء الله، لها في ذلك موقف يضرب به الأمثال عن قوة صبرها وحلمها، ومن النادر أن نرى امرأة تفعل ما فعلت أم سليم.
والموقف باختصار أنه كان لأبي طلحة ابن مريض من أم سليم فمات فلما جاء وسألها عنه.
قالت: لقد استراح وتقصد إنه قد مات، وظن هو أنه نائم، فقدمت له العشاء فأكل وشبع وتزينت له أجمل من كل مرة كما تفعل الزوجة لزوجها فأصاب منها، فلما رأت إنه أكل وشبع وأصاب منها أخبرته بموت ابنه.
فغضب لذلك غضبا شديدا، وذهب في الصباح للنبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما فعلته أم سليم.
فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بصبرها ورضاها فقال: “بارك الله لكما في ليلتكما”.
فولدت له ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما في هذه الليلة غلاما ذهبوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحنکه بتمرة وسماه عبد الله.
ويقول بعضهم والله لقد رأيت له عشرة أبناء كلهم حفظوا كتاب الله تعالی.
زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لها
ولهذه المكانة والمنزلة العالية لأم سليم فقد زارها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وصلی عندها تطوعا وقال:
“يا أم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا، ثم سلي الله عز وجل ما شئت فإنه يقال لك … نعم نعم”.
رحم الله ورضي عن أم سليم فهي بصبرها وشجاعتها وورعها وحكمتها أسوة حسنة لكل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر.