العقيدة الاسلامية للشباب والناشئة الإيمان بالله تعالى

العقيدة الاسلامية للشباب والناشئة الإيمان بالله تعالى

العقيدة الاسلامية للشباب والناشئة الإيمان بالله تعالى

أعزائي الأبناء من الشباب والناشئة نتابع اليوم ما بدأناه من الحديث عن العقيدة الاسلامية، وحديثنا اليوم عن الإيمان بالله تعالى.

الباب الأول الإيمان بالله تعالى

الإيمان بالله تعالى هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه وحده المستحق لأن يفرد بجميع أنواع العبادة، وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب.
وتفصيل الإيمان بالله تعالى يكون بالإيمان بأقسام التوحيد الثلاثة هي:

توحيد الربوبية:

هو اعتقاد العبد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير، وهو وحده المتصرف بهذا الكون وكل ما فيه.
وضده أن تجعل مع الله شريكا أو مدبرا في شؤون خلقه.
وهذا النوع من التوحيد كان المشركون يقرون به ولم ينكره إلا الملاحدة والدهرية والشيوعية.

توحيد الألوهية:

هو الاعتقاد بأن الله وحده المستحق للعبادة كلها، وإخلاص الدين الله وحده.

وضده أن تشرك به غيره بالعبادة، وتتخذ شفعاء من دونه، أو الانصراف إلى غيره بأعمال القلب من محبة وتوكل وغيرها، أو أعمال الجوارح من عبادة ودعاء وغيرها، وهو التوحيد الذي دعت إليه الرسل.

توحيد الأسماء والصفات:

هو اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعمة العظمة والجلال والجمال، وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسولها بالأحاديث المحتج بها من الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة.
وضده تعطيل صفاته ونفيها، وتأويلها على غير وجهها، أو تشبيهه سبحانه بخلقه.
ويجب الإيمان بأقسام التوحيد جميعها ومن كفر بأي منها فقد كفر.

الفصل الأول الأسماء الحسنى:

قد سمى الله تعالى نفسه بأسماء حسنى، ووصف نفسه ببعض الصفات في كتابه الكريم، كما أن الرسول قد وصفه سبحانه ببعض الصفات.
وعقيدة المسلم تجاه هذه الأسماء والصفات أن يؤمن بها ويصدقها، ولا يرد شيئا منها.
ولا يصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه ووصفه رسوله، فلا ننفي أيا من هذه الأسماء والصفات، ولا نؤولها عن معناها الواضح، ولا نشبه الله تعالى بأحد من خلقه.
اسم الله الأعظم هو (الله)، وقال بعض العلماء أنه اسم مركب من عدة أسماء مثل: “الله الحي القيوم”.
لكن الصحيح الذي دل عليه القرآن بوضوح أنه (الله)، وهو الاسم الذي تعود إليه كل الأسماء وكل الصفات.
وهو اسم فريد فليس له مثنى ولا جمع ولا مؤنث، وهو الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب سبحانه.
من أمثلة أسماء الله الحسني: الله، الحي القيوم، الملك، القدوس، السلام.

من أمثلة آيات الصفات:

(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ)
(بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)
(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)
(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ)
(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)
(يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)
(غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ)
(كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ)

ومن أمثلة أحاديث الصفات:

“ينزل ربنا إلى سماء الدنيا” البخاري.
“يعجب ربك من الشاب ليس له صبوة” أي شهوة منحرفة، أحمد.
“يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة” مسلم.
“لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله، وفي رواية: علبها قدمه” البخاري.
سميت الأسماء بالحسنى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول.

أركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة:

أ- الإيمان بالاسم: الرحيم، القدير، العليم…… الخ.
ب. الإيمان بمعنى الاسم: فهو سبحانه ذو رحمة، ذو قدرة، ذو علم، ولا نقول أنها أسماء فقط بلا معني.
ج- الإيمان بأثر هذا المعني فهو سبحانه يرحم من يشاء، يقدر على كل شيء، ويعلم كل شيء.

أسماء الله توقيفية:

أي لا يصح أن نسميه تعالى باسم جديد لم يسم به نفسه ولم يسمه به رسوله؟
كأن نقول: الله هو السخي، أو مهندس الكون الأعظم ونناديه بهذه الأسماء.
جميع الأسماء الحسنى تدل على ذات واحدة وهو الله سبحانه وتعالى، لكل منها معنى وصفة غير الاسم الأخر.
ومعاني هذه الأسماء واضحة إلا أن كنهها وكيفيتها فهذا مما استأثر الله تعالى بعلمه فالاستواء في اللغة معلوم أما كيفية استواء الله على عرشه فلا يعلمها إلا هو جل وعلا.

وعدد الأسماء الحسني التي عرفنا الله بها تسعة وتسعون كما نص عليها رسول الله: “ومن أحصاها دخل الجنة”.
كما نص رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لله أسماء أختص بها بعض خلقه أو استأثر بها في علم الغيب عنده.
وقد سمى الله تعالى نفسه بأسماء تطلق على بعض خلقه وكذلك وصف نفسه بصفات وصف بها بعض خلقه.
ولكن هذا لا يستلزم التشبيه، فمثلا وصف الله تعالى نفسه بالسمع والبصر والعلم والقدرة واليد والوجه والرضى والغضب.
ووصف بذلك خلقه ولكن ليس سمع الله كسمع أحد من خلقه، وليس بصره کبصر أحد من خلقه، والله سبحانه ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.

العقيدة الاسلامية للشباب

وينبغي للمسلم أن يتوسل ويتقرب إلى الله تعالى بالاسم المقتضى المطلوبة فلا يقول: يا جبار ارحمني، يا تواب ارزقني بل يقول: يا غفار اغفر لي، ويا رحمن ارحمني… الخ.
وقد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه لأجل الجزاء والعمل والمقابلة، ولكن لا يجوز أن يشتق لله تعالى منها أسماء.
ولا تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات كقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) النساء: 142.
وقوله (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (آل عمران 54).
وقوله (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) (التوبة: 67) وغيرها.

فلا يطلق على الله مخادع وماكر وناسي ونحو ذلك مما يتعالى الله عنه، ولا يقال الله يخادع ويمكر وينسى على وجه الإطلاق.
لأن الخداع والمكر يكون مدحا وذما فلا يجوز أن يطلق على الله إلا مقيدا بما يزيل الاحتمال المذموم منه كما ورد مقيدا في الآيات، فالله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق.
ومن أسماء الله تعالى مالا يطلق عليه إلا مقترنا بمقابله، فإنه إذا أطلق وحده أوهم نقصا، ومنها :
المانع، الضار، القابض، المذل، الخافض فلا تطلق على الله منفردة بل يجب قرنها بما يقابلها فيقال المعطي المانع، النافع الضار، الباسط القابض، المعز المذل، الرافع الخافض.
وهي كذلك أساسية فبدون المنع والانتقام والقبض والإذلال تنحرف الحياة ويطغى الظالمون ويتجرأ المنحرفون.

والإلحاد في أسماء الله وصفاته خمسة أقسام:

تسميته بما لا يليق بجلاله وعظمته: كتسمية النصارى له أبا.
اشتقاق الكفرة من أسماء الله أسماء لآلهتهم: كما سموا اللات من الإله والعزى من العزيز.
وصف الله بما يتقدس عنه: كقول اليهود قبحهم الله إن الله فقير.

تعطيل أسمائه عن معانيها: كالقول أنها أسماء مجردة لا معنى لها.
تشبيه صفات الله تعالى بصفات خلقه كالقول بأن يده كيد المخلوق ووجهه کوجه المخلوق.
واعلم حفظك الله أن الله تعالى في السماء أي في العلو ولا يقصد بهذا أن السماء تحويه جل وعلا، كيف والسماوات ليست بشيء بالنسبة إليه سبحانه (وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (الزمر: 17).

اقرأ أيضا:

تعريف الإيمان

أهمية علم التوحيد

صفات الله تعالى

أنواع الشرك

الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان باليوم الآخر

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالكتب

الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم

الإيمان بالرسل

اختلافات عقائدية

مفاهيم عقائدية

علامات الساعة الكبرى

شبهات وواجب المسلم نحو عقيدته

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال