العقيدة الإسلامية للشباب والناشئه شبهات حديثة وواجب المسلم نحو عقيدته
أعزائي الأبناء من الشباب والناشئه نصل اليوم إلى المقالة الأخير من سلسلة مقالات العقيدة الإسلامية، وحديثنا اليوم عن شبهات حديثة وواجب المسلم نحو عقيدته.
القول بالصدفة:
فهناك من قال بأن هذا الوجود بكل ما فيه من دقة وترتيب وتناسق إنما خلق صدفة، وهذا إنما يرد عليه بذكر الأدلة الكثيرة التي أوردها العلماء في إثبات وجود الله تعالى.
الطبيعة هي الخالق:
فهل يعقل أن الطبيعة خلقت نفسها، بينما الكون كله يسير وفق قوانين ونواميس أقرها الله تعالى.
فظن الجاهلون أن هذه القوانين والنواميس التي تشير الطبيعة هي الخالق.
وهؤلاء يرد عليهم أيضا بذكر الأدلة الكثيرة في إثبات وجود الله تعالى.
نظرية دارون:
وهي نظرية تزعم بأن أصل المخلوقات حيوان صغير نشأ من الماء وتطور على مراحل عبر ملايين السنين حتى وصل إلى مرتبة الإنسان.
ولما كان كثير من علماء الأحياء قد ردوا على هذه النظرية وفندوها فلا حاجة لمناقشتها.
ويكفينا كمسلمين أن يكون واضحا لدينا أن آدم عليه السلام خلق من تراب بيدي الله تعالى.
وإن كان بعض العلماء اليوم لا يرون تعارض بينها وبين عقيدة الإسلام، ولهم أدلتهم في ذلك.
لكن المتفق عليه علميا أنها مازالت (نظرية) ولم تتحول إلى (حقيقة)، ولا يجوز تكفير من يقول بها حيث لكل فرقة أدلتها في ذلك فهي شبهة وليست كفر.
واجب المسلم نحو عقيدته
أن يتعرف على عقيدة الإسلام ويحرص على الاستزادة منها.
وأن يؤمن بأن غاية الوجود الإنساني هي معرفة الله عز وجل كما وصف نفسه وطاعته وعبادته.
أن يؤمن بأن التشريع حق الله وحده ولا يجوز تعديه، ولا يصح له أن يحتكم لغير شرع الله من قانون عربي ولا فرنسي ولا غيره.
وأن يؤمن ويعتقد بأن عقيدة الصحابة رضي الله عنهم أولى بالإتباع الذين عاشوا الإسلام وعرفوه وعلمونا إياه.
أن يذكر الله تعالى كثيرة لأنه بذلك يطمئن قلبه.
وأن يحب الله تعالى حبا يجعله يعمل دائما على طاعته والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس.
أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبة حقيقية ويطيعه ويقتدي به.
وأن يتوكل على الله تعالى في كل شئونه، وأن يعتمد عليه في كل أمره، وعندها فلا يخشى من فوات الرزق أو الموت، بل يقول الحق ولا يخشى فيه لومة لائم.
أن يشكر الله جل جلاله على نعمة التي لا تحصى، وفضائله ورحمته التي لا تدرك.
أن يستغفر الله تعالى فبالاستغفار لعله يحصل على تكفير الخطايا وتجديد التوبة.
وأن يراقب الله تعالى في سره وجهره، عالما بأن الله تعالى يراه ويسمعه أينما كان، فكيف يعصيه أمامه؟
وأن يعمل بمقتضى هذه العقيدة التي آمن بها، ويعمل على نشرها بين أقربائه ومن هم حوله، فيفيض هذا النور على غيره فيعم الخير للناس .
خاتمة
بعد أن استعرضنا مع عقيدة الإسلام الصافية ومنهاج الله تعالى القويم، أوصيك أن تجعل نصب عينيك دائما الجيل الأول من الصحابة رضي الله عنهم الذي تلقى العقيدة الإسلامية ألفاظا مبسطة، تنبض بالحياة، وتفيض بالشعور، وترف بالجمال والوجدان، وتوجه إلى العمل الصالح المنتج.
فلا يعلم ذلك الجيل للإيمان معنى إلا ما صوره به القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).
فجمعوا مع العقيدة الصافية العمل الصالح الجاد.
ولذلك فأعتقد أن من واجبنا أن نعود سريعا إلى ما كان عليه سلفنا الصالحون.
وأن نستقي العقيدة من هذا النبع الصافي الذي لا لبس فيه ولا غموض.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه مالك عنه أنه قال:
“تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.