العقيدة الإسلامية للاطفال والناشئة الإيمان باليوم الآخر
أعزائي الأبناء من الاطفال والناشئة نتابع اليوم ما بدأناه من الحديث عن العقيدة الإسلامية، وحديثنا اليوم عن الإيمان باليوم الآخر.
الإيمان باليوم الآخر
يشتمل اليوم الآخر على كثير من الأمور والمسائل العظيمة وسنوجز هنا بعضا منها:
أولا البعث:
وهو إحياء الموتى ليلقى كل منهم جزاءه.
ويكون البعث بعد النفخ في الصور نفختين، نفخة يموت فيها كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله.
والنفخة الثانية يحييهم بها فيبعثون كالشجرة التي تنمو من الحبة.
ثانيا الحشر:
وهو سوق الناس إلى مكان الحساب الذي يجتمع فيه الخلائق.
وفي مكان الحشر يتم الحساب ووزن الأعمال وفيه يعرف كل امرئ مصيره.
ويحشر الناس حفاة عراة غير مختونين على أرض بيضاء نقية.
ثالثا الحساب:
وهو حساب الله تعالى عباده على ما كان منهم من أعمال وأقوال واعتقاد بالتفصيل وذلك بعد أن يستلم كل منهم كتابه.
والمؤمن يستلم كتابه بيمينه، والكافر يأخذه بشماله من وراء ظهره.
وكيفية الحساب أمر غيبي ولكن من الناس من يحاسب حسابا يسيرا، ويطلع على سيئاته سرا، ثم يعفو الله عنه ويأمر به إلى الجنة.
ومنهم من يناقش الحساب ويكون عليه عسيرا ثم يعذب.
ويشهد على العاصي يوم القيامة أعضاؤه كلسانه ويديه وجلده، كما تشهد الأرض بما جرى عليها من خير وشر.
صحائف الأعمال وهي الكتب التي كتبت فيها الملائكة ما فعله العباد في الدنيا من اعتقادات وأقوال وأفعال.
وتسلم للمؤمن بيمينه وتسلم للكافر بشماله من وراء ظهره.
رابعا الميزان:
وهو ذو كفتين كما ثبت في الحديث، ويوزن فيه العباد وأعمالهم حين الحساب فتوضع الحسنات في كفة وتوضع السيئات في كفة.
فمن خفت موازينه فهو من أصحاب النار ومن ثقلت موازينه فهو من أهل الجنة.
خامسا الصراط:
وهو جسر ممدود على ظهر جهنم يمر عليه الأولون والأخرون وحتى الأنبياء عليهم السلام كل بحسب عمله.
فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من تخطفه كلاليب على جوانب الصراط فيسقط في النار.
سادسا الحوض:
ولكل رسول حوض للشرب يوم القيامة يرده الطائعون من أمته.
وحوض النبي مربع الشكل طوله كعرضه مسيرة شهر، وماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك.
ومن شرب منه لا يظمأ أبدا، وله صفات أخرى بينها لنا المصطفى .
سابعا الشفاعة:
وهي تكون من الأنبياء عليهم السلام والعلماء العاملين والشهداء والصالحين.
والنبي محمد يشفع في بدء الحساب يوم القيامة للقضاء بين الناس.
وهي الشفاعة العظمى التي يغبطه عليها الأولون والأخرون، حيث أنه يريح بها الناس من طول الموقف وهوله، وله شفاعة ثانية لأهل الجنة في أن يدخلوها.
وهناك شفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم، فيشفع فيمن استحق النار من عصاة الموحدين ألا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها.
ويوجد أناس من أهل النار يدخلون الجنة بلا شفاعة بل بفضل الله ورحمته وهو أرحم الراحمين كما ثبت في الصحيحين.
ثامنا الجنة:
وهي دار الثواب والنعيم المقيم التي أعدها الله للمؤمنين.
وفيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وأقل الناس فيها درجة له أضعاف ما في الدنيا كلها.
والناس فيها درجات على حسب أعمالهم، وأعلى مراتبها الفردوس الأعلى والجنة دار خلود لا موت فيها.
ومن صفاتها أن لها ثمانية أبواب عظيمة، وأن فيها الحور العين والولدان المخلدون وأنهار من الماء العذب والعسل المصفي واللبن والخمر غير المسكر وغيرها، وأن تحية أهلها السلام.
ويزيد الله نعمته على عباده فيها فيرضى عنهم رضاء أبديا وغير ذلك من الأوصاف الجميلة التي ثبتت في الكتاب والسنة جعلنا الله تعالى وإياكم من أهلها.
تاسعا النار:
وهي دار العذاب والعقاب أعدها الله تعالى للكافرين والعصاة، وهي دار خلود لا موت فيها ولا فناء.
والعذاب فيها أنواع وأقسام يعاقب فيها الناس كل حسب نوع معصيته.
وهي شديدة الحرارة فحرارتها تعدل حرارة نارنا في الدنيا سبعين مرة.
وفيها من أصناف العذاب مالا يتصوره بشر يكفي أن طعامهم فيها الزقوم وشرابهم فيها ماء كالمهل يشوي الوجوه إلى آخر أنواع العذاب فيها أعاذنا الله وإياكم منها.
وقد ثبت أن هناك أناس يدخلون النار لفترة محدودة ثم يخرجون منها ويدخلون الجنة، وهم عصاة الموحدين، وأن هناك من يخلد فيها ولا يخرج أبدا.
ومن مات على التوحيد فلا يخلد فيها وإن ارتكب الكبائر، حتى يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخلد فيها من مات على الشرك والكفر.
والله تعالى هو من يقرر من يدخل الجنة والنار، وليس للبشر الخوض في ذلك، والله تعالى رحمته وسعت كل شيء سبحانه.
ولا يجوز القول بأن شخص معين سيدخل النار إلا من جاء نص صريح عليه مثل فرعون وأبي جهل وأبي لهب وغيرهم.
عاشرا رؤية الله تعالى:
ثبت في الحديث الصحيح أن المؤمنين يرون الله تعالى في الجنة ولا يشكون فيها كما أشارت الآيات الكريمة إلى الرؤية العظيمة في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: 22-23) .
ومن فرق الإسلام من يعتقدون أنه لا يرى سبحانه حتى في الجنة لقوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ) (الأنعام: 103).
والخلاف في ذلك ليس من أصول العقيدة، بل أمر يجوز الخلاف فيه.
أما رؤية الله تعالى في الدنيا ففيها خلاف، والقول الراجح أنه لا يراه أحد فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟
فقال: “نور أني أراه” ( أي كيف أراه ) (مسلم).