قصص أطفال قبل النوم باسل والشجرة
اليوم يا أصدقائي مع قصص أطفال قبل النوم بعنوان باسل والشجرة.
خرج الأصدقاء يلعبون الكرة في الحديقة المجاورة لبيوتهم، وفجأة صرخ حسام وقال: اختفت ساعتي؟ ضاعت ساعتي ؟ انتبه له أصدقاؤه.
وجروا يسألونه عما حدث، وعندما أخبرهم حسام بالأمر توقف الأصدقاء عن اللعب وراحوا يبحثون عن الساعة الضائعة في كل مكان.
كان حسام يبحث مع زملائه وهو يبكي، حتى جاء باسل يجري مسرعا ويقول: وجدتها، وجدتها.
فجري حسام نحوه وهو سعيد، وأخذ ساعته وعاد يلعب مع أصدقائه.
ونسي أن يشكر أصدقاء على اهتمامهم بأمره ومساعدته، وكذلك لم يشكر باسلا الذي عثر على الساعة.
ابتعد باسل وجلس تحت شجرة وهو حزين؛ لأن حسام لم يشكره على مساعدته له.. ثم كانت المفاجأة الكبرى!!
باسل والشجرة
لقد تكلمت الشجرة وقالت: مرحبا يا باسل، فتساءل باسل متعجبا:
الشجرة، أتتكلمين حقا؟!
فقالت الشجرة: نعم تكلمت بعدما رأيت ما حدث معك، ورأيتك حزينا هكذا.
وأردت أن أخبرك بأنك تجلس في ظلي، وتأكل من ثماري، وتنام وتجلس على فراش وكرسي صنعا من خشبي.
ومع كل هذا العطاء وأكتر لم أطلب منك أجرا.
ولا أنتظر منك شكرا؛ فلا تحزن يا صديقي وافعل الخير دائما، ولا تنتظر شكرا من أحد.
ونادت الشمس على باسل قائلة له:
حرارتي تدفئك في الشتاء، وعلى نوري تستيقظ في الصباح، وترى كل شيء بأجمل ألوان..
فهل طلبت منك أجرا أو انتظرت منك شكرا؟
ثم سقطت قطرة ماء على باسل، فنظر للسماء فرأي سحابة بيضاء ترحب به وتقول:
إن مائي ينزل ليسقى الزرع، فيكبر وينمو وتأكل أنت منه.
كما ينزل مائي على الأنهار، فتشرب منه.
فهل طلبت منك أجرا أو انتظرت منك شكرا؟
فافعل الخير ولا تنتظر شكرا يا صغيري.
صمت باسل لحظات، وراح يفكر ويتأمل في كل شيء حوله، فرأي أنه حقا لا يشكر الشجرة على عطائها.
ولا يشكر الشمس والسحاب ولا يشكر الهواء الذي يتنفسه ولا الماء الذي يشربه.
هيا نشكر الله تعالى
ووجد باسل نفسه في حيرة كبيرة، لكنه قرر في النهاية أن يشكر كل شيء يعطيه ويساعده.
نظر باسل للشجرة والشمس والسحاب ليشكرهم على عطائهم له، فقالوا جميعا:
لا تشكرنا يا باسل، بل اشكر الله تعالى الذي خلقنا جميعا وأعطانا القدرة على العطاء..
فنحن نشعر بسعادة كبيرة عندما نكون سببا في سعادة أحد.
وأخذ باسل يتأمل الأشياء من حوله، وكيف تساعده دون أن تنتظر منه الشكر.
وقال: حقا ربي هو الذي خلقني وأعطاني الكثير، ربي هو الذي خلق لي عينين وأذنين.
لقد خلقني ربي في أحسن صورة، وبذلك أعطاني القدرة على العطاء ومساعدة الآخرين.
ثم رفع باسل يديه إلى السماء يشكر ربه على كل هذا العطاء الذي لا حدود له، وأن جعله قادرا على إسعاد صديقه حسام.
حسام يشكر باسل
بحث الأصدقاء طويلا عن باسل، فوجدوه عند الشجرة.
ووقف حسام يعتذر لأصدقائه لأن فرحته بساعته جعلته ينسى أن يشكرهم على مساعدتهم له.
وذهب لباسل يصافحه ويشكره على مساعدته، ففرح باسل كثيرا.
وبعدها استعدوا جميعا للعودة لبيوتهم، وأخذ باسل كرته.
وفي طريق العودة سقطت الكرة من يد باسل، فأحضرها له أحد المارة وأعطاها له، فشكره باسل وتأكد أن من يفعل الخير لا ينتظر الشكر.
لكنه يشكر ربه الذي أعطاه القدرة على العطاء.
وسيجد من يساعده عندما يحتاج للمساعدة فمن يفعل الخير حتما سيحصد الخير.