حكايات بنات امرأة وأسد
حكاية جديدة من حكايات بنات بعنوان امرأة وأسد..
ساد الحب والاحترام هذا المنزل الجميل سنين طويلة…
فقد كان الزوج يسعد زوجته بكافة ما يملك…
كل طلباتها من مأكل ومشرب وملبس مجابة …
وفر لها الزوج كل هذه السنوات عيشة هنية …
وكذلك كانت زوجته تبادله نفس التعامل الطيب لا تحفظ من قاموس اللغة إلا هاتين الكلمتين: نعم وحاضر …
فلم يأت يوم على هذه الزوجة يشهد عليها بأنها خالفت زوجها ولو في لفظ واحد أبدا.
حكايات بنات امرأة وأسد
وبعد مرور زمن تكدرت المعيشة بين هذه المرأة وبين زوجها رويدا…
ففكرت الزوجة في أمر ما…
فكرت المرأة في أن تذهب لأحد السحرة ليعمل لها عملاً لكي يعيد الحياة الطيبة التي كانت تعيشها هذه الزوجة مع زوجها من قبل…
ونظرا لأنها امرأة طيبة القلب أوقعها حظها في شيخ من الذين يعرفون حقوق الله وحقوق الناس…
وعندما أخبرته بما تريد… قال لها الشيخ: إن أردت أن أعمل لك هذا العمل فلابد أن تحضري ما أطلبه منك.
فقالت له: اطلب ما تشاء… فسوف أفعل ما تريد مهما كلفني هذا الطلب من مال…
قال لها الشيخ: لابد أن تأتي بشعرة من رقبة الأسد.
ردت عليه المرأة:
هذا مستحيل!!! كيف أحضر شعرة من رقية الأسـد؟!!!
أجاب الشيخ:
إن لم تحضري ما طلبته منك فلن أفعل لك أي شيء.
حكايات بنات امرأة وأسد
فأخذت المرأة تفكر؛ كيف لها أن تأت بشعرة من رقبة الأسد؟!!!
ثم توجهت إلى غابة قريبة من مسكنها فرأت الأسد، فخافت وفزعت من منظره المرعب، ولكنها أصرت على أن تأت بما طلب منها الشيخ.
فتوجهت إلى بيتها وهي منشغلة في كيفية ترويض الأسد؛ حتى يتسنى لها أن تحضر شعرة من رقبته …
وجاءت إلى الغابة في اليوم الثاني بطعام ولحم للأسد وألقته له من بعيد…
وفي يوم ثالث أتت بلحم واقتربت من الأسـد أكثر من ذي قبل وألقته له…
استمرت هذه المرأة بإلقاء اللحم للأسد كل يوم، وفي كل مرة تقترب أكثر فأكثر حتى أنس لها الأسد وأصبحت المسافة بينهما قريبة جدا..
ومازالت هكذا حتى جلس بجوارها وهو يأكل ما ألقته له من لحم شهي … ثم رويدا وضعت يدها على الأسد ومسحت على رأسه ..
ثم أخذت شعرة من رقبته بكل سهولة ويسر، ولم يحدث الأسد أي ردة فعل تجاه هذه المرأة التي أصبحت صديقة له.
حكايات بنات امرأة وأسد
ثم توجهت للشيخ – وهي مازالت تحسب أن ساحرا – وأعطته الشعرة التي أخذتها من رقبة الأسد …
فقال لها الشيخ مستغربا استغرابا شديدا: كيف تسنى لك أن تأتي بهذه الشعرة من رقبة الأسد..
أخبرت المرأة الشيخ بكل ما فعلته مع الأسد …
فقال لها الشيخ ناصحا إياها:
إني لست ساحرا ولكنك استطعت أن تروضي الأسد المفترس وجعلتيه يخضع لك ولم تستطيعي أن تروضي زوجك الحبيب.
افعلي مع زوجك مثلما فعلت مع الأسد … فمهما فعل زوجك فإنه أقل ضراوة من الأسد..
وإن فعلت ذلك سوف يرجع زوجك لعادته القديـمة في معاملتك الحسنة الطيبة وستكسبين وده واحترامه .
إن كانت المرأة تستطيع ترويض الأسد فأسهل لها ألف مرة أنها تستطيع أن تروض الرجل.