زوجات الرسول جويرية بنت الحارث
اليوم نواصل الحديث عن زوجات الرسول مع السيدة جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها).
كانت من سبايا بنی المصطلق – هم أسرى الحرب من النساء والولدان-.
وكانت تسمى “برد بنت الحارث بن أبی ضرار” سيد القوم وقائدها.
غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها إلى «جويرية»، وها هي قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل.
أؤدي عنك كتابك وأتزوجك
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بنی المصطلق، يجمعون الجموع لقتاله بقيادة زعميهم وقائدهم الحارث بن أبی ضرار.
فخرج لقتالهم وأخذ معه من زوجته «عائشة رضي الله عنها».
ولما انتهى القتال بهزيمة بنی المصطلق أخذت نساؤهم سبايا وفيهن «جويرية بنت الحارث رضي الله عنها..
ولندع عائشة رضي الله عنها تروي لنا كيف صارت زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم.
كانت السيدة عائشة جالسة مع رسول الله فدخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها – تعهد العبد بدفع المال لسيده مقابل عنقه -.
فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث، وقد أصابني البلاء، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فکاتبته على نفسی فجئتك أستعينك.
فقال صلى الله عليه وسلم: “فهل لك في خير من ذلك؟”
فقالت: ما هو؟
فقال صلى الله عليه وسلم: “أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك”.
قالت جويرية: نعم يا رسول الله.
فقال لها : ” قد فعلت “، فخرج الخبر إلى الناس.
فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون، فاعتقوا كل ما كان في أيديهم من نساء بنی المصطلق.
قالت عائشة: فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
جويرية تذكر الله تعالى:
ثواب الذكر عظيم جدا، وأعظم الذكر ما كان مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم بعلم جويرية كلمات عظيمة ينبغي ألا يفتر لسان المسلم عن ترديدها.
مر عليها يوما فوجدها تذكر الله تعالى وتدعوه، فانطلق لحاجته، ثم رجع إليها بعدما ارتفع النهار..
فقال: يا جويرية ما زلت في مكانك.
قالت: ما زلت في مكاني هذا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لقد تكلمت بأربع كلمات أعدهن ثلاث مرات هي أفضل مما قلت..
سبحان الله عدد خلقه..
وسبحان الله رضاء نفسه..
وسبحان الله زنة عرشه..
سبحان الله مداد كلماته..
والحمد لله مثل ذلك” (أحمد).
وفاتها رضي الله عنها
توفيت سنة خمسين وهي بنت خمس وستين سنة، وكانت يوم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بنت عشرين سنة رضی الله عنها وعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين.