قصص عن زوجات الرسول السيدة حفصة بنت عمر
ما زلنا مع قصص عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم واليوم مع السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.
تزوجت السيدة حفصة قبل النبي صلى الله عليه وسلم بخنيس بن حذافة السهمي.
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بدرا وتوفي بالمدينة، وهاجرت معه إلى المدينة.
فمات عنها بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر.. لكن كيف تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟
إنها قصة عظيمة يرويها لنا أخوها عبد الله بن عمر رضي الله عنهم.. فماذا قال؟
زواج حفصة بالنبي صلى الله عليه وسلم
حين مات خنيس بن حذافة زوج حفصة رضي الله عنها، فالتقى عمر بعثمان بن عفان رضى الله عنهما فعرض عليه الزواج بحفصة.
فأخبره عثمان أنه سوف يفكر في الأمر.
وبعد يومين قال عثمان: لن أتزوج..
فالتقى عمر بأبي بكر رضى الله عنهما فعرض عليه الزواج بحفصة، فسكت أبو بكر، فغضب عمر من عثمان وأبي بكر رضى الله عنهما.
وبعد أيام خطب النبي صلى الله عليه وسلم حفصة وتزوجها، فقال أبو بكر لعمر لا تغضب منى فقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله، وإن لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم كنت تزوجتها.
ما أعظم ديننا وشريعتنا، نعم ليس عجيبا أن يعرض عمر بن الخطاب ابنته على من يتوسم فيهم الصلاح والتقوى.
حفصة ومارية القبطية
عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على تحريمه شيء على نفسه يبتغي بذلك مرضاة أزواجه.
وكان لذلك سبب، ترى ما هو السبب؟
هيا نعرف الإجابة:
ذات يوم جلس النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة مارية القبطية في بيت حفصة.
فحزنت السيدة حفصة فقال لها صلى الله عليه وسلم: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها.
فقالت السيدة حفصة: بلی..
فحرمها النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها:
لا تذكري ذلك الأحد، ولكن السيدة حفصة ذكرت ما حدث للسيدة عائشة رضي الله عنها فعرف النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنزل الله تعالى قوله:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) التحريم: ۳.
فلما علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضب من ابنته حفصة فدخل عليها وقال لها:
يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله، والله لقد علمت أن رسول الله لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبكت السيدة حفصة أشد البكاء.
زهد النبى صلى الله عليه وسلم
فقال لها عمر رضي الله عنه: أين رسول الله؟
قالت: هو في غرفته فدخل عمر، فرأي النبي صلى الله عليه وسلم نائم على حصير قد أثر في جنبه ولم يجد في غرفته إلا قبضة من شعير.
فبكي عمر فسأله النبي صلى الله عليه وسلم:
ما يبكيك يا ابن الخطاب؟
قال عمر:
يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قیصر وکسری في الثمار والأنصار.
وفاة السيدة حفصة
الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها ودفنت في البقيع.
ولم يمت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه في حياته إلا اثنتان خديجة بنت خويلد. وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهما.