زوجات الرسول ام حبيبه رضى الله عنها
اليوم نواصل الحديث عن زوجات الرسول مع السيدة ام حبيبه رضي الله عنها.
أم المؤمنين أم حبيبة (رضي الله عنها)
أم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عبيد الله بن جحش الأسدي، أخي السيدة زينب أم المؤمنين وابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أسلم عبيد الله فأسلمت معه رملة وظل أبوها أبو سفيان على الكفر وأسلم متأخرا.
لكن كيف تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وصارت أما للمؤمنين؟
للإجابة على هذا السؤال نقول أن لكل شيء بداية ولنبدأ من البداية.
هجرة رملة وزوجها لأرض الحبشة:
خشيت أم المؤمنين رملة من أذى أبيها أبی سفيان فهاجرت بدينها مع زوجها إلى الحبشة وهي حامل وتركت أباها يشتعل غيظا، وهناك وضعت بنتها حبيبة بنت عبيد الله التي کنيت بها فصارت تدعى «أم حبيبة ».
ولكن حدث لها في الحبشة أمر عظيم أصابها بالدهشة ألا وهو ارتداد زوجها عن دين الإسلام واعتناقه النصرانية.
واحتارت ماذا تفعل وما مصير ابنتها وأمها مسلمة وأبوها نصرانی وجدها هو أبو سفيان مشرك عدو للإسلام.
اعتزلت الناس حتى جاء فرج الله تعالی خبر أسعدها وذهب ما بها من هم وغم ولله الحمد والمنة.
النبي صلى الله عليه وسلم يتزوج بأم حبيبة:
الله اكبر.. ما أعظم الصبر على البلاء..
بينما أم حبيبة وحيدة في غربتها في أرض الحبشة جاءها الخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يطلبها زوجة له وأما للمؤمنين من ملك الحبشة النجاشي.
وأرسل من يخطبها له «جعفر بن أبي طالب » ابن عمه.
فدعا النجاشی «جعفر» و «خالد بن سعيد » الذي وكلته أم حبيبة عنها وتم الزواج وأمهرها النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم.
وأولم النجاشي وليمة الزواج قائلا :
«اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج».
أم حبيبة وفراش رسول الله:
بعدما نقضت قريش صلح الحديبية بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين وقوامه عشرة آلاف لفتح مكة.
واستشعرت قريش الخطر فاجتمع رجالها وتشاوروا واستقر رأيهم على أن يوفدوا رسولا منهم إلى المدينة ليفاوض النبي صلى الله عليه وسلم في تجديد الهدنة، ومد أجلها عشر سنين.
ولم يجدوا رسولا عنهم خيرا من أبي سفيان بن حرب، فلا أحد سواه يقدر على هذه المهمة الشاقة وخصوصا إنه هو الذي أشعل النار وزاد من لهيبها، بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم.
وهو أكثر الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوه، ولكن أبا سفيان عندما وصل للمدينة، لم يذهب للنبي صلى الله عليه وسلم ليفاوضه وإنما أراد أن يرى ابنته لعلها تعينه على ما جاء من أجله، ابنته أم المؤمنين رملة أم حبيبة رضي الله عنها.
وحدث في بيتها عندما دخل أبوها عليها أمر عظيم سيظل يذكره التاريخ فهو من أعظم مناقبها على الإطلاق.
نعم.. عندما دخل « أبو سفيان» على ابنته أم حبيبة، رضي الله عنها أراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان من أم حبيبة إلا أن وثبت وطوته حتى لا يجلس عليه مما أثار عجبه وذهوله!!
فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عنى أم بي عنه.
فقالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك.
فقال أبو سفيان: يا بنية لقد أصابك بعدی شر.
الله أكبر.. إن موقف أم المؤمنين هذا أمام أبيها لا يمحوه التاريخ أبدا.
ولكنها رغم عظمة ما فعلته ألا إن قلبها بتمزق من أجل أبيها الذي ظل على شركه..
ولكن الله برحمته أراد أن يطمئن قلبها… ترى ماذا حدث؟
الإجابة في السطور التالية.
إسلام أبي سفيان:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة بجيش المسلمين قوامه عشرة الآلف مقاتل وعسكروا قريبا من مكة.
وخرج «أبو سفيان» يستطلع أمر هذا الجيش فلقي العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يستكشف حول المعسكر فقال له أبا سفيان:
قال أبو سفيان: لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك؟
فقال العباس له: هذا رسول الله له في المسلمين أتاكم في عشرة آلاف.
قال أبو سفيان: فما تأمرنی؟
فقال له العباس: تركب معي فأستأمن، لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك (أي ليقتلك).
وركب العباس وركب معه أبو سفيان حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وكاد عمر بن الخطاب يفتك بأبي سفيان لخيانته وغدره وعداوته للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن العباس طلب له الأمان والسلامة.