قصص وحكايات للاولاد.. قصة الفلاح المتميز

قصص وحكايات للاولاد.. قصة الفلاح المتميز

قصص وحكايات للاولاد قصة الفلاح المتميز

مع قصة جديدة من قصص وحكايات للاولا وهى بعنوان: الفلاح المتميز، ارجو ان تنال اعجابكم.

كل من يتذكره يقول: رحمك الله يا عم الحاج أحمد، فقد كان مثالا للرجل الشهم الشجاع..

وقف هو ومن كان معه من جيله وصحبه من رجالات القوية وقفة لن تنسي بين أهل القرية في وجه من أراد بهم السوء.

ضربوا مثلا كمن سبقهم في أنحاء مصر المحروسة في مواجهة الظلم بالتعاون والترابط حتى دحروه وكوموه، وكفوا يداه عنهم، وعن أهل قراهم البسطاء.

ولكن الحاج أحمد كان متميزا.. نعم كان متميزا في أشياء كثيرة…

المسجد الكبير

يتذكر أهل القرية عندما ضاقت بهم الزاوية التى اتخذونها للصلاة، في جانب من جوانب القرية الطبية ففكروا أن يبنوا مسجدا كبيرا…

بدأ أهل القرية في البحث عن قطعة الأرض التي سيبنی عليها المسجد، وبعد جهد جهيد عثروا عليها …

كان قطعة الأرض التي وقع عليها الاختيار في وسط البلدة أو قريبة من وسطها، وكانت بجوار بيت عم الحاج أحمد…

تعاون الأهالي جميع في إنشاء المسجد كل حسب طاقته وجهده، إلا نذر يسير كانوا يكرهون الخير وأهله وهؤلاء هم الفئة المكروهة في البلدة…

هذا أتى بالمال، وذاك تبرع ببعض الطوب اللازم والبناء الحوائط، وآخر جاد ببعض الأسمنت، وكثيرون جاءوا بأشياء عينية كثيرة، وهذا الذي لم تكن يده تملك من المال شيئا فساهم بجهده وعرقه…

نفد المال

وما إن قارب المسجد على الانتهاء والتشييد حتى أصاب أهل القرية الجهد، ونفذ كل ما لديهم من مؤن وعتاد، وكانوا لا يجدوا ما يكفي معيشتهم…

كان المبلغ المطلوب للانتهاء من التشييد قليلا …

اجتمع جميع أهل القرية الطيبة لكي يبحثوا من أين يدبرون المبلغ المطلوب، و لم يكن الحاج أحمد موجودا معهم…

كان يبحث بطريقته الأخرى عن المبلغ… ألم أخبركم بأنه – رحمه الله – كان متميزا…

أعياهم التفكير ولم يصلوا إلى مصدر لإيجاد هذا المبلغ المطلوب…

وفي ذروة جهدهم وإعيائهم من التفكير إذ بالحاج أحمد يأتي بمشيته المعهودة لهم، مشية بطل مغوار لا تعيه أي مواقف مهما كانت، فهو فوق كل هذه المواقف وأكبر منها …

عودة المنتصر

لقد جاء والانتصار يعلو فوق جبينه المرتفع، وضحكته المعهودة تملأ فمه المفتوح قليلا…

نعم لقد جاء بما يحتاجه المسجد لإتمامه، بل يفيض عن ذلك بقليل…

فرح الجميع وتهلل وجوههم بالبشر والشرور… وسألوه عن مصدر المالي الذي جاء به… فلم يخبرهم…

أصروا على أن يعرفوا؛ وهو أصر على ألا يخبرهم …

تذكروا أنه كان متميزا…

تم بناء المجسد وتشييده، وكان الحاج أحمد هو إمامهم، لأنه كان من أحفظهم للقرآن وأتممهم لتجويده…

بعض من الذين كانوا يريدون أن يعرفوا مصدر المال الذي أتم هذا الصرح الشامخ إلى يومنا هذا، أخذ يتحسس الأمر ليعرف ما لم يقله الحاج أحمد..

سر الحاج أحمد

تتبع مسير الحاج أحمد، في ذلك اليوم، من ساعة خروجه من بيته، إلى أن جاء إليهم في اجتماعهم بالمسجد.

يسأل هذا… ويتتبع ذاك … ويسير وراء أخبار الحاج أحمد خطوة بخطوة… أخبره أحد المزارعين أن الحاج أحمد في ذلك اليوم كان يسحب جاموسه، ويسير بها نحو المركز الذي كان يعقد فيه السوق الأسبوعي لأهل القرى المجاورة لمدينته…

ذهب صباحا بالجاموسة ورجع ظهرا من غيرها…

كانت الجاموسة هي المصدر الأساسي لدخل الأسرۃ، وما يعيش عليه أولاده الذكور الكثيرون، واثنتان من البنات فقط…

ذهب هذا الرجل لمنزل الحاج أحمد وكانت تربطه به علاقة قرابة قوية ليسأل عن صحة الخبر …

وجد أن الخبر صحيح، فقد باع الحاج أحمد جاموسته ليتم تشييد مسجد القرية الكبير…

ألم أقل لكم أن الحاج أحمد كان متميزا…

ليس هذا هو الجانب المتميز من حياة هذا العظيم الحاج أحمد، ولكن كانت هناك جوانب كثيرة متميزة.

الفلاح القدوة

أصبح بهذا مثلا يحتذى لمن جاء بعده، ويا ليتهم فعلوا معشار ما فعل.

همهم الآن أن يقال عنهم وغايتهم القصوی حب المحمدة، لا وصلوا لرضا ولا نالوا جمالا يغني لا رضا الله وصلوا، ولا (جمال) عند الناس نالوا ليتهم اقتفوا أثرك واحتذوا حذوك، ليكونوا مثالا للرجل العظيم مثلك…

نعم إنه كان عظيما…

كان عظيما في نفسه…

كان عظيما في فعله…

کی عظيما مع ربه – إن شاء الله -…

ولكنه كان إنسانا …

يصيب ويخطئ، ولكن أخطاءه كانت معدودة…

الآن الكل يدعو:

غفر الله لك.. ورحمك وأسكنك فسيح جناته … يا عم الحاج أحمد…

كن متميزا لتحوز محبة الناس في الدنيا ورضا الله فى الآخرة.

أقرأ أيضا هذه القصص

اللعبة والسعادة

الاعتذار عن الخطأ

تعلمت من القطة

الثعلب المكار والذئب

الذئب والخراف السبعة

ذات الرداء الأحمر

سندريلا

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال