حكاية قبل النوم.. تعلمت من القطة
احبابي مع قصة جديدة من سلسلة قصص حكاية قبل النوم بعنوان تعلمت من القطة.. هيا نقرأ القطة.
الضيف الجديد
سلمى طفلة وډيعة وجميلة، تحب أباها وأمها، ويحبها كلاهما، ومنذ أيام جاء إلى الأسرة السعيدة ضيف جديد.
ولكنه صغير جدا لم يتجاوز عمره إلا أياما.
شعرت سلمى بفرحة كبيرة مع والديها عندما استقبلوا المولود الجديد.
وكانت سلمى قد جهزت له هدية جميلة تناسبه.
تغيرت سلمى
وبمرور الأيام شعر الوالدان بتغير في سلمى …
فهي عصبية على غير عادتها، وأصبحت سريعة الغضب.
وأيضا تظل داخل حجرتها بمفردها لفترات طويلة، وصارت لا تريد التحدث معهم.
كما أنها لا تحب اللعب مع أخيها الصغير كما تعودت أن تفعل.
تسللت سلمى في إحدى الأيام إلى حجرة أخيها الصغير دون أن يراها أحد، وتحدثت معه قائلة:
أنت أخذت مني أبي وأمي، أنا لا أحبك.
ظننت أنك ستلعب معي عندما تأتي ولكنك دائما نام أو تبکی.
وأمي دائما منشغلة بك، وأبي كذلك، والكل يهتم بك أكتر منی.
سمع الوالد ما قالته سلمی لأخيها الصغير دون أن تراه.
وأخذ يفكر طويلا ويبحث عن حل لما تشعر به سلمی تجاه أخيها.
ثم أخبر زوجته أنه سيذهب ليشتري شيئا ويعود بسرعة.
وما هي إلا ساعات قليلة وعاد الوالد ومعه صندوق كبير.
ونادی علی سلمى قائلا:
سلمى حبيبتي، تعالي لتري ما أحضرته.
الهدية
فرحت سلمى وقالت: ما هذا؟ يبدو أنها هدية… أهي لأخي؟
فأجاب الوالد بالطبع لا.. هذه هدية للكبار فقط مثلك.
أسرعت سلمى باتجاه الصندوق وفتحته وهي تقول: إنها هدية جميلة يا أبي.
ونادت سلمى على أمها: أمي.. أمي.. انظري لقد أحضر أبي هدية جميلة لي.
كانت الهدية عبارة عن ثلاث قطط صغيرة ومعهم أمهم.
وعادت سلمى تقول: ما أروعهم يا أبي، كم أنا أحب تربية القطط، وحملت الصندوق واتجهت لغرفتها وهي تقول: شكرا لك يا أبي.
كانت سلمى تهتم كثيرا بتربية الحيوانات فلديها قفص عصافير وحوض سمك صغير.
وبسرعة خصصت سلمى للقطط مكانا لهم وهي تقول:
هذا بيتكم الجديد.
وكانت كل يوم تقدم لهم اللبن والطعام بنفسها وكانت تجلس بجوارهم لترى كيف تطعم القطة الأم صغارها وتنظفهم.
ذهبت سلمى لأمها قائلة: هل تعلمي يا أمي أن القطة لا تأكل إلا بعد أن ينتهي صغارها من تناول الطعام أو شرب اللبن.
وأيضا لا تنظف نفسها إلا بعد أن تنظفهم جميعا.
كم هي حنونة على صغارها الذين لا يقدرون على فعل شيء.
فردت عليها الأم: بالطبع يا حبيبتي فهم صغار جدا وإن لم تعتن هي بهم ترى من سيعتني بهم..
فهم لا يستطيعون تحمل الجوع والعطش.
ويحتاجون دائما إلى النظافة، حتى لا يصابوا بأي أمراض
قد تجعلهم يتألمون.
الصغار يحتاجون إلى الرعاية
فقالت سلمى: بالفعل يا أمي، الصغار دائما يحتاجون إلى الرعاية والحنان؛ لأنهم ضعفاء؛ لا يستطيعون أن يطلبوا ما يريدون مثلي.
فهم إذن مثل أخي الصغير.. لا يستطيع أن يطلب ما يريد، ولا يفعل شيئا إلا البكاء.
فقالت لها أمها: أنت على حق يا سلمى.
اتجهت سلمى إلى الحجرة التى ينام بها أخوها الصغير.
وأخذت تمسح على رأسه برفق وحنان وهى تحدثه قائلة:
أنا وأمي وأبي فى خدمتك أيها الصغير.
فأنت تحتاج لرعايتنا، وأنا أحبك كثيرا، وحقا لقد أخطأت عندما قلت: إني لا أحبك.