تربية الابناء.. احترام الأبناء
موعدنا اليوم مع المقالة السابع فى تربية الابناء، وهي عن موضوع احترام الابناء..
احترام الأبناء هو غذاء الروح والنبع الذي يستمد منه أكسيد الحياة والمصل الواقي من الانحراف.
فالابن مهما بدت رغباته ساذجة وتافهة، فهو إنسان له كيان ومشاعر تنمو بالنمو والاحترام.
وتقديرنا لها يجعله رجلاً مستقل الشخصية، متميز الكيان، يفعل ما يقتنع به.
ومع ذلك فكثيرا ما نواجه الابن بالعديد من الأسئلة مثل:
لماذا تضحك هكذا؟
لماذا تمشى هكذا؟
بالإضافة إلي التشهير بأخطائهم أمام الآخرين سواء كان علي سبيل النصح والتوجيه، أو علي سبيل الإخبار والحديث مع الأهل لذا ينبغي تجنب التشهير والاستهزاء بالأبناء ولو علي سبيل المداعبة، وعدم فضحه إذا أخطأ.
لأن إظهار ذلك ربما عوده ارتكاب الخطأ مرة أخرى، وخاصة إذا كان كثير الأخطاء، بل ينبغي إشعار الأبناء بأهميتهم وكيانهم.
نموذج من احترام النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينادى ويقول: ” يا أبا عمير ما فعل النفير ” [البخاري].
ويحتاج الأب لكي يحترم أبنائه إلي الصبر وطول البال في مواجهة مشكلات الأبناء.
فقد كان الصبر سنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الصبيان ، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب إلي ما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فخرجت حتى أمر علي الصبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا برسول الله قابض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال:
” يا أنيس اذهب حيث أمرتك “.
قلت: نعم أنا ذاهب يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” [ أبو داود ].
فليصبر كل أب علي صغيره. فالتربية المثلي تقوم علي البسمة الحانية، والقلب الرحيم العطوف، والصدر الحنون.
وعدم احتقار آراء الأبناء، بل إشعارهم بأهميتهم من خلال استشارتهم والأخذ بآرائهم، وتوليتهم مسئوليات تناسب سنهم وقدراتهم.
بالإضافة إلي إعطاء الطفل قدره ومكانته في المجلس، فعن سهل بن سعد قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ، وعن يساره فقال يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟
قال: “ما كنت لأوثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه ” [ البخاري ].
لا تسخر من طفلك
وعلي الأب ألا يسخر من عيوب ابنه أو يصفه بالقبح والعناد أو يشبهه ببعض الحيوانات أو الدواب إلي غير ذلك من الصور، فالآباء حين يهينون أبنائهم بهذه الصور لا يدركون مدي خطورة هذا الأسلوب علي الابن، فقد يصمت هذه المرة الأولي لسماع هذه الإهانات، ويخزنها في نفسه دون تعليق، وقد يرد عليهم نافياً.
فالمشكلة الحقيقية تأتي عندما يكرر الأبوان عليه مثل هذه الكلمات، فيبدأ الطفل في التفكير في نفسه علي هذا الأساس، وقد يزداد ضيق ذلك المسكين، فيتحول إلي إنسان سليط اللسان، دائم التمرد والعقوق، ينظر إلي الآخرين نظرة حقد وكراهية.
فكيف نريد من أبنائنا طاعة واحتراما، واتزانا واستقامة، ونحن قد اقتلعنا من عالمهم الإحساس بالكرامة.
فقد قال الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك أنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقادة الشجعان
وقد كان الإمام الغزالي:
علي المعلم أن يزجر المتعلمين عن سوء الأخلاق بطريقة التعريض ما أمكن، ولا يصرح، وبطرق الرحمة، لا بطرق التوبيخ، فإن التوبيخ يهتك حجاب الهيبة، ويورث الجرأة على الهجوم بالخلاف.
وقال أيضا: ولا تكثر القول عليه بألقاب في كل حين، فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام من قلبه، وليكن الأب حافظاً هيبة الكلام مع ابنه فلا يوبخه إلا أحياناً.
وأخيراً ينبغي علينا أن نترك للطفل مجالاً للاختيار، اختيار ما يلبسه، واختيار ما يأكله، وسؤاله دائما إن كان يحب الخروج أم لا.
وأخذ رأيه في مكان الفسحة عند الخروج.
فعلينا أن نوصل للطفل بأنه مهم وله كيان مستقل، وإن له الحق والحرية في اتخاذ القرار، وربما المشاركة في تنفيذه.
وأهم من هذا عدم السخرية من رغبات الطفل وقراراته.