تربية الأبناء.. أولا التربية الجسمية
أولا: مقدمة:
تربية الابناء مسئولية جسمية ، ونعمة عظيمة تستحق الشكر ، فقد قال تعالي : { وجعلنا له مالا ممدوداً وبنين شهوداً } [ المدثر : 13 – 14 ].
فالأبناء زينة الحياة الدنيا ، وجواهر نفيسة تترعرع علي عرش الأسرة ، فهم أمانة أوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمايتها ورعايتها ..
فقال : ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ” [ البخاري ومسلم ]
وقال أيضا: ” إن الله سائل كل راع عما استرعاه ” [ الترمذي ] .
ولأن صلاح الأبناء يعتمد في الدرجة الأولي علي توفيق الله – عز وجل، ثم الأخذ بالأسباب ..
فالله سبحانه وتعالي جعل لكل شيء سببا ، وأولي هذه الأسباب هي أن نتعرف علي طرق التربية المثلي التي تثمر لنا جيلا يرفع راية الإسلام …. فيشبوا أمثال سعد و بلال و عمر – رضي الله عنهم فكانوا نبراساً أضاء الدنيا مجدا خالدا.
ثانيا ولكن ما المقصود بتربية الابناء؟
قد يتبادر ألي الذهن أن تربية الأبناء هي العناية بصحتهم البدنية ، وتغذيتهم السليمة ، ووقايتهم من الأمراض ، وهذه الأمور تدخل في التربية فعلا .
لكن التربية أوسع من ذلك وأشمل ، فهي تتناول الناحية العاطفية ، وتكوين القيم والأخلاق والتربية النفسية السليمة، وطرق التفكير ..
فأطفال اليوم هم شباب المستقبل ، كما أنهم الأحق بالرعاية ، فهم السند والقوة في وقت تعجز فيه الأبدان وتقل الصحة لذا ينبغي إعطائهم حقوقهم كاملة …
ومن هذا المنطلقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما نحل والد ولداً من نحل أفضل من أدب حسن ” [ الترمذي و أحمد ]. فأفضل ما يهم الوالد في تربية أولاده حسن الأدب …
ومن هنا نتساءل ما هي الوسائل المجدية لتحقيق التربية النافعة؟
بحيث يسهل علي المربين من الآباء والأمهات استخدامها لتحقيق ما يصبون إليه من ذرية صالحة نافعة يسعدون بها وينفعون مجتمعاتهم..
وهذا ما سنتناوله بين طيات هذا السلسلة من المقالات.
ثالثا: التربية الجسمية
إن سلامة الجسم وقوته دعامتان ليناء جيل سليم ، لأن العقل السليم في الجسم السليم …
لذا فالتربية الجسمية تهدف إلي الاهتمام بالجسم وصحته البدنية من خلال التغذية والراحة ، لإكسابه الرشاقة والحيوية ويحمل أعباء الحياة..
لذا أكد الإسلام علي ضرورة إتباع العادات الصحية السليمة في المأكل والمشرب والنوم ، ليصبح عادة وحلقاً ، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” ما ملأ ابن أدم وعاء شر من بطنه ، بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبة فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه “.
كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم علي أهمية القوة ، وتعويد الأبناء علي ألعاب الفروسية ، تحقيقا لقوله تعالي { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف ” [ مسلم ].
ولذا فعلي الآباء إرشاد الأبناء لإتباع العادات السليمة من مأكل ومشرب ..
كما حثهم أيضا علي ممارسة الرياضة التي هي سلاح يضبط النفس، ويعلمه السيطرة علي الانفعالات فتكسب البدن مرونة من شأنها فتنعكس علي النفس.
رابعا الرياضة صحة
الإنسان كيان لا ينفصل عقله عن بدنه ، فالتربية الرياضية لا تعني بالبدن فقط وإنما بالعقل أيضا .
فالرياضة تنمي الجسم من كافة النواحي السلوكية والاجتماعية والعقلية والدينية ….
فهي تصون الجسم وتكسبه تناسق القوام ، كما أنها تكسب الأبناء الانتماء والالتزام بالقوانين والنظم .
واحترام حقوق الآخرين ، وتقل الفشل ، والتمتع بالروح الرياضية ، بالإضافة إلي ، المثابرة ، عدم اليأس ..
بالإضافة إلي كفاءة الجهاز الدوري – التنفسي ، وزيادة قوة وتحمل العضلات ، ومنع تصلب الشرايين ..
كما أن الرياضة الجماعية ككرة القدم وكرة الطائرة ، وكرة اليد وغيرها تعلم الأبناء الذكاء الاجتماعي ..
فلا يمكن لممارس الرياضة أن يصاب بالوحدة أو بالانطواء أو أمراض الأثرة والغرور.
وختاما: الرياضة المناسبة
وينصح خبراء التربية بضرورة ممارسة الرياضيات المختلفة مثل : التسلق ، والوثب ، والحركات التي تطلب الرشاقة .
وأيضا هناك بعض الأنشطة المناسبة للمراحل المختلفة ، فمن سن 3 – 8 سنوات تقدم الرياضة شكل اللهو واللعب ولعب الكرة، والجري ..
ومن سن 8 – 13 سنة يتم التدريب علي التمارين الرياضية مثل : إمساك المضرب ، ومعرفة حركات القفز ورمي الكرة.
أما من سن 13 – 14 سنة تقدم الألعاب التي تعلم الأبناء روح المنافسة والتركيز علي القوة العضلية وأنشطة التحمل.
وفى الختام نستطيع القول أن الرياضة تفيد الجسم ، وتكسبه العديد من المهارات..
وإلى اللقاء .. فى سلسلة مقالات تربية الابناء.
وانتظروا مقالة التربية الدينية..